الاعتداء الذي أستهدف الخميس الماضي مجمع الدفاع هو أكبر من أن يوصف بالجريمة الإرهابية الدموية الدنيئة والبشعة ولا يمكن تصنيفه في إطار الجرائم الإرهابية التي شهدها اليمن في الماضي, فهي جريمة تتداخل فيها عناصر كثيرة تجعل المستهدف الحقيقي منها هو الشعب اليمني ووحدته وأمنه واستقراره وحاضره ومستقبله إن كان لو نجح مخططها سيبقى لنا مستقبل.
حجم الخطر الذي سينتج عن هذا الاعتداء أدركه الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في لحظاته الأولى ليتخذ قراراً وموقفاً شجاعاً بأن يكون في مسرح هذا الاعتداء وأن يقود المواجهة المباشرة مع تلك العناصر الدموية التي تجردت من أي انتماء لدين ومن كل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية بحيث لم يبق فيها أي صفة آدمية, وكان بكل تأكيد لشجاعة الأخ الرئيس الدور الأهم في هزيمة أولئك الإرهابيون الاشرار وإسقاط مخططهم وتجنيب الوطن والشعب كارثة ماحقة, ولكن لا يكتمل كل هذا إلاَّ بكشف كل ملابسات هذه الجريمة للرأي العام الداخلي والخارجي من حيث التخطيط والتمويل والتنفيذ من خلال تحقيق جدي صادق وشفاف يضع الحقائق كما هي لتوضع الأمور في نصابها وينهي حالة التكهنات والتأويلات والتفسيرات التي عادة تصاحب حدثاً بهذا الحجم من التحدي والخطر, حتى يكون ليس فقط الشعب اليمني على بينة مما جرى, بل والمجتمع الدولي وعلى رأسهم الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمساندة والداعمة للتسوية السياسية في اليمن وما أرتبط بها من آمال وتطلعات أبنائه في التغيير وبناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون التي خلال الفترة الماضية من عمر تنفيذ المبادرة الخليجية وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي كان يفترض أن ينتهي في سبتمبر الماضي ولكن من لا يريدون خروجنا من وضع اللا دولة إلى الدولة القوية القادرة العادلة, وضعوا العوائق والعراقيل أمامه وصولاً إلى سعيهم لضرب أية إمكانية لأن يكون هو المحدد لبناء اليمن الجديد الذي طالما حلم به - ومازال - شعبنا اليمني وهم كثر يختلفون في الاتجاهات التي بكل تأكيد تحددها المصالح ويلتقون في الغايات, وهي إبقاء هذا البلد وأبنائه مر تهنين لهيمنتهم وفسادهم المنبثقة من عقلية تقليدية عصبوية قبلية مناطقية طائفية ومذهبية متطرفة محكومة بأهواء ونزعات مصلحية سلطوية أنانية تدميرية تريد من خلال كل ما تقوم به أن تجبر اليمنيين على الاقتناع والقبول بها وبما نريد أو ستهدم كل شيء على رؤوس الجميع, وكل هذا يتجسد في أعمالها الإرهابية التي تعددت بين المجازر الإجرامية الإرهابية الجماعية للأبرياء من أبناء الشعب وقواته المسلحة والأمن وصولاً إلى استهداف القادمين إلى بلادنا من الأشقاء والأصدقاء سواءً جاءوا للسياحة أو العمل ولعل في هذا السياق ما حدث من أعمال قتل وذبح للأطباء والممرضين في مستشفى العرضي المثال الصارخ والبشع في هذا المنحى ناهيك عن ما يقترفونه من اغتيالات وخطف وأعمال تخريب للمنشأت الاقتصادية والخدمية ونقصد بدرجة رئيسية الاستهداف المستمر للكهرباء وأنابيب النفط, وكذا التقطعات والخطف والاعتداء والنهب وإشاعة الفوضى في كل مكان والهدف إيصال أبناء اليمن إلى القناعة التي يريدونها.
خلاصة القول أن الجريمة الإرهابية التي تعرضت لها وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء ينبغي الوقوف أمامها بجدية ومسئولية فما استهدف بذلك العمل الإرهابي الإجرامي الحقير والجبان هو موقع سيادي لا يمس مؤسسة الوطن الدفاعية والأمنية ولا الحكومة ولا رئيس الجمهورية بل الشعب اليمني كله لذا يجب أن يكون لهذا الحدث الجلل ما بعده من إجراءات وقرارات ومواقف لا تقبل -كما حدث في السابق- المهادنة والمساومة رضوخاً لضغوط مراكز القوى والنفوذ, فالمبادرة الخليجية والتسوية السياسية والحوار الوطني واليمن كله على المحك وبكل هذا مرهوناً أمن واستقرار الوطن ووحدته وغد أجياله.. فإما أن نكون أو لا نكون.!!.
جريمة يجب أن يكون لها ما بعدها!!
أخبار متعلقة