والوطن اليمني على مشارف طاولة الحوار الوطني الشامل الذي تقرر إنطلاقه يوم 18 مارس المقبل، علينا أن ندرك جميعاً، وخاصة المشاركون في مؤتمر الحوار، أن الهدف من عقده هو مناقشة ما يهم حاضر ومستقبل اليمن واليمنيين، والتفاهم حول قضايا ومشكلات الوطن، لكي يصل المتحاورون إلى حلول لتلك القضايا والمشكلات التي تكاد تعصف بالوطن وتمزقه إلى دويلات وكنتوانات، وأن ندرك جيداً أن الحوار ليس الجدال والصراخ والفوضى والتمترس خلف المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية والحزبية المحددة مسبقاً، والتي ستحدد بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الحوار، أو إرغام هذا الطرف أو ذاك على القبول بطرح معين أو فكرة معينة، كما أنه بالتأكيد يجب أن ندرك نحن والمشاركون أن الحوار ليس مجرد أوراق عمل ومناقشات وأحاديث ومباحثات من دون أهداف، ولا هو أداة للتعبير عن وجهات نظر...الخ، وإنما هو وسيلة حضارية وضرورة وطنية للتوصل إلى حلول جذرية لمختلف شئون وقضايا اليمن.
فالحوار هو في الأساس حول المسائل المختلف عليها بين أطراف الحوار، وحول أسس بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة، ونظام حكمها الذي ترتضي به كافة الأطراف المشاركة في المؤتمر، بما يحقق تطلعات الجماهير اليمنية، والأهداف المرجوة من عقد هذا الحوار الوطني الواسع، وفي مقدمة هذه الأهداف المحافظة على وحدة اليمن وتكريس الوحدة الوطنية وتعميقها في الواقع المعاش لأبناء شعبنا اليمني، وكذا معالجة القضايا الوطنية المختلفة وفي المقدمة القضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من القضايا، التي أستعصى حلها في الفترة الماضية.
كما أن مؤتمر الحوار الوطني يكتسب أهمية بالغة من كونه وسيلة للأمن والإستقرار والسلم والتنمية والتآلف والتعاون، ووسيلة للوصول إلى دولة مدنية ومواطنة متساوية، وبديل عن الإحتراب والفوضى وسوء الفهم والتقوقع والتعسف.. أضف إلى ذلك ما يكتسبه من أهمية بالغة من كونه يهدف إلى القضاء على التلسط والإنفراد بالسلطة والثروة، وعلى ثقافة الحقد والكراهية والإقصاء.. ولهذا يتطلب من المشاركين في الحوار التعرف أكثر على القضايا والمشكلات التي يعاني منها المواطن اليمني، وعلى أسبابها الحقيقية، وبالتالي إيجاد الحلول اللازمة لها، وكذا إحترام مختلف الآراء المطروحة والتعرف على أسباب طرحها، لتسهل لهذا الطرف أو ذاك من المشاركين مواجهتها بالحجة والبراهين، وصولاً إلى التوافق حولها، وإلى النتيجة المرضية لكافة الأطراف المشاركة.
وفي الأخير أقول :إن على ممثلي الأحزاب والقوى وبقية ممثلي شرائح المجتمع في مؤتمر الحوار الوطني، أن يُؤثروا الوطن ومصالحه العليا على أنفسهم وعلى مصالحهم الشخصية والفئوية والمناطقية ومصالح أحزابهم وغيرها من المصالح الضيقة، وأن يؤمنوا بالحوار كسلوك حضاري ووطني وإنساني، وأن يجسدوا هذا الإيمان في جلسات أعمال مؤتمر الحوار وفي حياتهم...
الحوار الوطني ليس مجرد أوراق عمل ومباحثات..؟!
أخبار متعلقة