لم يتوقع أحد أن يرتفع سقف مطالب مظاهرات الغضب للشعب المصري أمس الأول الجمعة إلى المطالبة بإسقاط النظام بل وإزالة حكم الإخوان ولم يكن أحد يتخيل أن يكون موعد احتفالاتنا بالذكرى الثانية لانتفاضة 25 يناير هي موعد أيضا للمطالبة برحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي خليفة المخلوع مبارك، وأن ترفع الجماهير الغاضبة في التحرير وكل ميادين مصر نفس الشعارات التي خرج الشعب من أجلها في 25 يناير 2011، وهي «عيش، حرية، كرامة إنسانية» هذا الشعار الذى لم يتحقق منه شيء حتى الآن والسبب أن الدكتور مرسي ليس مهموما إلا بشىء واحد هو «أخونة» مصر وتنفيذ مخطط «التمكين»، أما المواطن المصرى فلا وجود له فى أجندة سيادته.
لقد ارتكب الدكتور مرسى منذ توليه حكم مصر وحتى الآن العديد من الخطايا أولها وأسوأها إعلانه الدستورى الأسود الذى جعله فرعون حقيقيا، الخطيئة الثانية إصرار الدكتور مرسي على إبقاء حكومة الدكتور هشام قنديل رغم فشلها وحصولها على «صفر» فى كل امتحان دخلت فيه، أما أكبر الخطايا التى وقع فيها الرئيس الإخوانى هى تجاهله لكل مطالب القوى السياسية لإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية ثم تحصينها بإعلانه الأسود ورفضه إجراء أى تعديلات فى الدستور الإخوانى الذى وضعته هذه الجمعية التى أنتجت هذا الدستور ليكشف بالفعل مؤامرة الإخوان والسلفيين لتأميم البلاد لمصالحهم ومشاريعهم الغريبة والتى لن تحقق سوى الخراب لشعب مصر.
إذن هناك تشابه بين سيناريو يناير2013 و2011 حتى فى رفع سقف مطالب القوى المعارضة لمرسي من تعديل مواد الدستور ورحيل وزارة قنديل إلى المطالبة برحيل مرسي نفسه وإجراء انتخابات جديدة، وهو ما يرفضه الإخوان وأنصارهم بل إنهم على استعداد لدخول حرب دموية مع خصومهم يسقط فيها الآلاف من المصريين للدفاع عن بقاء مرسي رئيسا للبلاد، فهل تصمد المعارضة أمام هذه التهديدات وتصعد فى معركتها مع النظام وإعلانها اعتصاما مفتوحا فى التحرير وميادين مصر لتنفيذ مطالبهم، وإذا حدث ذلك فإن العد التنازلى لرحيل مرسي يكون قد بدأ بالفعل، وهو نفس سيناريو الـ18 يوما التى سبقت تنحي المخلوع مبارك، وعلى الرغم من صعوبة ذلك لكن استمرار التظاهرات السلمية فى كل أنحاء مصر سيؤدي فى النهاية إلى انتصار المعارضة على هذا النظام الإخوانى، خاصة أن هذه المظاهرات والاعتصامات تمثل بالفعل وسيلة ضغط على الرئيس وجماعته للرضوخ لمطالب الشعب المصرى كله.
كاتب مصري
العد التنازلي.. بدأ
أخبار متعلقة