من سيقرأ مقالي هذا سيظن والظن إثم أن كاتبه مأجور أو مطبل لكاتب مرموق مثل الأستاذ/ أحمد الحبيشي هذا الكاتب الذي أثار ولا يزال يثير جدلاً واسعاً بين الأوساط الإعلامية والصحفية الشعبية والرسمية والحزبية وغيرها بسبب أسلوبه وطريقة تفكيره المرنة والمواكبة للواقع والعصر المتجدد دائماً الذي يمكن وصفه بالإنسان المبدع المتمرد على القوالب النمطية الجامدة والمتكلسة التي عفى عليها الزمن والتي ما يزال يتمسك بها الفاشلون الذين ينظرون إلى الوراء وإلى الخلف ولا يغيرون أفكارهم وأساليبهم وعاداتهم القديمة البالية مثلما يتطور هذا الحبيشي الذي نحن بصدد الحديث عنه ..
سيقول كاتب هذا المقال لمن يظن فيه سوءاً بأن كاتبه ليس محسوباً على الحبيشي ولا هو من أقربائه ولا هو سكرتيره الشخصي ولا يبتغي منه شيئا ولا يعمل لديه ولا يتقاضى راتباً شهرياً مغرياً من يديه أو من الصحيفة التي يرأس تحريرها بل هو مبدع حر يعبر عن رأيه بحرية تامة دون إملاء أو ضغوط عليه من أحد ويعمل في وزارة الثقافة وليس موظفا في صحيفة 14 أكتوبر مع أنه يشرفه الانتساب إلى هذا الصرح الإعلامي الشامخ والمدرسة الصحفية التي أبدعت وأخرجت وخرجت خيرة الأقلام التي كتبت بأحرف من نور وسطرت أروع المقالات والتحليلات في كافة المجالات وستظل الأجيال القادمة تتذكر تلك المقالات وتنهل من معينها وتتعلم منها بل وتحاول اقتفاءها ومحاكاتها .. إن استهداف الحبيشي في هذا الوقت هو استهداف للكلمة الحرة ولحرية الصحافة وللهامش الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا ومحاولة لإسكات القلم الجريء الباحث عن الحقيقة، ومعناه رفض الآخر وعدم الاعتراف بروح الاختلاف بين الناس.
إن استهداف الحبيشي استهداف للإبداع والاجتهاد فالرجل يجتهد كما يجتهد أي مسؤول في مرفقه يصيب ويخطئ فإن أصاب فله أجران وإن أخطا فله أجر والذي لا يعمل لا يخطئ والذي يرغب أن ينصب من نفسه حاكماً أو محتسباً ويحاكم شخصاً بعينه اختلف معه في شأن من شؤونه فما عليه إلا الجلوس معه والتصالح والتسامح معه أو الاستعانة بوسيط خير بين الاثنين وتحل المشكلة دون ضجيج إعلامي وإساءة وتشهير وتشويه سمعة فما هذا بنقد بناء وهادف وإذا كان ولا بد من محاكمته فليحاكم كل مسؤول داخل الوطن دون تعيين أو الانتقاء لأن تصحيح الأوضاع في البلاد وتجفيف منابع الفساد لا يكون بمحاسبة شخص بعينه بهدف تصفية حسابات معه أو الانتقام منه أو محاكمته لمجرد أنه اجتهد فأصاب وأخطأ بل إن تصحيح الأوضاع يكون عند تقصير مسؤول ما في عمله واستخدامه لمنصبه ومركزه لأغراض لا تخدم المصلحة العامة والتصحيح هنا منظومة متكاملة لا يستثنى منها أحد فلسنا جميعا ملائكة والحبيشي هو الشيطان فالنفس البشرية تفجر وتتقي والرجل اجتهد فبدلاً من أن نشكره لأنه انتشل مؤسسة من الضياع وكادت أن تدخل غرفة العناية المركزة نلومه ونشن حملة مسعورة عليه .. لقد عمل الحبيشي على تطوير مؤسسة 14 أكتوبر وتحسينها إلى الأفضل ولا ينكر ذلك إلا جاحد. سيقول لك قائل : أنت لا تعرف الحبيشي لأنك من خارج مؤسسة 14 أكتوبر وليس لديك معرفة حقيقية بما يدور داخل هذه المؤسسة وبما يدور في الكواليس بين الحبيشي وبين كوادر وموظفي المؤسسة وهل يعاملهم بالحسنى أم بالقمع والاستبداد والسيطرة والمحاباة وهل يتصرف بمقدرات هذه المؤسسة تصرفاً حسناً أم حسب الأهواء والأمزجة والميول والرغبات وتهميش هذا وتجاهل ذاك؟ بل أنت مجرد كاتب بسيط وعادي وغير معروف ومساهم بكتاباتك في الصحيفة من خارجها بهدف الحصول على فتات تحصل عليها من جرة قلم يجود بها عليك هذا الذي نصبت نفسك محامياً تدافع عنه فنحن نعرفه أكثر منك لأننا من داخل المؤسسة!!
إن ردي على من تدور في رأسه هذه الأفكار المريضة نحوي يتلخص في أن الإنسان الفاشل في عمله ليس له إلا اختلاق الأعذار واصطناع المبررات وكيل التهم ضد الناجحين الذين يعملون بصمت وتظهر بصماتهم واضحة جلية ويلمسها الناس ، ودفاعي عن الحبيشي الناجح ليس تقرباً منه او تزلفاً أو نفاقاً بل قول الحقيقة التي لا يحبها الكثير من الناس وإلا فإن في مؤسسة 14 أكتوبر من يستطيع الكيد لهذا الرجل الناجح عند الأخ وزير الإعلام ويستطيع هذا الوزير بجرة قلم أن يغير هذا الحبيشي ويأتي ببديل عنه في لمح البصر إلا أن هذا الوزير لن يفعل هذا لأنه سيكون عدواً للنجاح وللناجحين وسيكون من الذين لا يتبينون حين يأتيهم فاسق بنبأ مكذوب أو كيدي ضد شخص ناجح مثل الحبيشي ولو كان الحبيشي غير ذلك لما بقي في منصبه نصف نهار لأنه يكون قد أساء لوزارة الإعلام بكاملها سواء كانت تدري أو لا تدري !! ولأنه غير ذلك فقد استحق دعم الوزارة وتشجيعها له والوقوف إلى جانبه وتحفيزه على مواصلة جهوده في تطوير مؤسسة 14 أكتوبر لأنه اثبت جدارته ومهارته وخبرته وحنكته بل ومواكبته للأحداث والوقائع ومرونة تفكيره وعطاءه المتجدد في تشخيص مكامن الخلل برغم الحملة الشرسة التي يشنها ضده الفاشلون الحاقدون الطامحون لما وصل إليه من النجاح العاجزون عن إنجاز أي شيء والناجح لا بد له من أعداء وأصدقاء ومن خلال متابعتي لهذه الصحيفة منذ أن ولي الحبيشي رئاستها وجدتها صحيفة متوازنة في طروحاتها وتوجهاتها مرنة في كل انتاجاتها المتنوعة والمختلفة مواكبة لكل جديد ومتطور يقرأها القاصي والداني في الحكومة والمعارضة أحزاباً ومستقلين ومن كافة فئات الشعب ويجدون فيها مصداقية أكثر من الصحف غير الملتزمة واللا مسؤولة و التي تسعى للإثارة ودغدغة المشاعر.
أما من يظن أن الحبيشي يوظف صحيفة رسمية لنشر قناعاته الخاصة وأفكاره المغايرة والمخالفة لقناعات بعض من يحتسبون على الإسلام السياسي ويشن هجوماً على فتاواهم التكفيرية وعداوتهم للحياة ومباهجها الجميلة والبديعة والرائعة ويظنون أن هجومه على الإسلاميين هو هجوم على الإسلام والعقيدة فهذا فهم قاصر لديهم لأن هناك فرقاً بين الدين كمبادئ وقيم سامية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وبين أخطاء بعض المسلمين وهفواتهم وزلاتهم وتخرصاتهم فالرجل يمتلك من رحابة العقل ما يفرق به بين الدين السمح دين الحرية والعدالة والمساواة وبين أخطاء وعقليات بعض المحسوبين على الإسلام الذين يعتقدون بان فتاواهم واجتهاداتهم معصومة من الخطأ وأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة والإحاطة والشمول ولا يعترفون بالمخالف والمغاير لأنهم يتحدثون نيابة عن الحكيم العليم المحيط بكل شيء وهم كمن يظن ويعتقد بأنه ظل الله في الأرض أو كمن أوحي إليه ولم يوح إليه!! إن الحبيشي ليس إنساناً معقدا من رجال الدين ولا ممن يمثلون الدين فله أخ هو شيخ محترم اسمه الشيخ أنيس إنما هو ثائر على من لا يزالون يجترون أفكار أزمنة غابرة لها مشاكلها القديمة التي تختلف عن مشاكل عصرنا ويريدون أن يسقطوا حلول تلك الأزمنة كحلول لواقعنا الحديث والمعاصر وكأن زماننا يتشابه مع تلك الأزمنة الغابرة حد التطابق وكأن الزمن هو زمن دائري متشابه يشبه بعضه بعضاً وهذه أزمة في تفكيرهم والرجل لا يستهدف أشخاصاً بل ينتقد أفكارهم القديمة وأنهم عالة على من سبقوهم.
لماذا يستهدف الفاشلون .. الحبيشي الناجح..؟!
أخبار متعلقة