الجولة الناجحة والمثمرة والموفقة بكل المقاييس منذ عقود وذلك الدعم الكبير والحفاوة التي استقبل بها الرئيس عبد ربه منصور هادي من زعماء الدول التي زارها يؤكد وقوفهم إلى جانب اليمن وتقديم الدعم اللازم لإخراجه من أزمته الصعبة التي يعيشها في هذه الظروف الحساسة، وهذه الزيارة لا شك في أنها تعتبر تاريخية وتمثل علامة مهمة ونقطة انطلاق لتطور العلاقات اليمنية مع تلك البلدان وبما يسهم في إخراج اليمن من هذه المرحلة الحساسة والصعبة التي يمر بها، وقد لمسنا ذلك من ردود وأصداء تلك الزيارة في الوسائل الإعلامية والصحفية الغربية التي أفردت ولأول مرة مساحات واسعة على صدر صفحات جرائدها وعلى شاشات قنواتها الفضائية لتغطية منقطعة النظير لجدول الزيارة ولقاء رئيس الجمهورية مع مسئولي تلك الدول وعلى مختلف المستويات والأطر السياسية والدبلوماسية والأمنية ولقائه بمسئولي المنظمات والمعاهد الديمقراطية والاقتصادية وبأعضاء البرلمانات والمراكز البحثية وذلك لحشد الدعم اللازم والقوي لعملية التسوية السياسية الجارية في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن وكذا دعم تلك الدول لليمن ومساندته في النواحي الاقتصادية من أجل تجاوز الأوضاع الصعبة والمؤلمة التي يعيشها، ولقد نجح فخامة الرئيس في حشد ذلك الدعم الكبير وكسب ثقة رؤساء ومسئولي تلك الدول، وخلافاً لما كان سائداً سابقاً من انعدام للثقة بين تلك الدول والنظام السابق، وهذا ما لاحظناه من الاهتمام الكبير للغرب ككل بالشأن اليمني وبتلك الخطوات الجادة والكبيرة في عملية التحول الديمقراطي التي يقودها الرئيس هادي جهوده الحثيثة والمخلصة في إصلاح أوضاع وهيكلة القوات المسلحة والأمن، وإخراج اليمن من وضعه الراهن، وصراحته وشفافيته في شرح وضع اليمن الداخلي للمعنيين في تلك الدول مخاطباً إياهم ومحذراً بنفس الوقت قائلاً:“إذا لم ينجح اليمن في ترجمة المبادرة الخليجية وإنجاح العملية السلمية الجارية حاليا، وإذا فشل الحوار الوطني، سوف يذهب إلى حرب أهلية، وإذا ذهب إلى حرب ستكون مشكلة على اليمن والمنطقة والعالم”.
وهو ما أكدته تلك الدول في تقديمها لذلك الدعم من خلال مؤتمر أصدقاء اليمن الذي ترأسه الاخ الرئيس، وكذا الدعم الفني واللوجستي والمالي لدعم مساعي عقد مؤتمر الحوار الوطني خلال الفترة القادمة حيث تم الاتفاق بين كافة أعضاء المجموعة الدولية على ضرورة أن يقود اليمنيون أنفسهم عملية الحوار بدون تدخل خارجي، وتشجيع كل الأطراف اليمنية على المشاركة الكاملة والفاعلة في هذا المؤتمر الذي جفت كثير من الأقلام وبحت الأصوات وهي تطالب وتدعو الإخوة الفرقاء السياسيين في الساحة اليمنية إلى وضع خلافاتهم جانبا والتعامل بجدية ومسؤولية وعقلانية وعدم تفويت الفرصة الثمينة للم الشمل اليمني والجلوس على طاولة حوار جدي بين كافة أبناء الوطن لحل كافة مشاكله وأزماته وكل القضايا الحساسة والإستراتيجية المطروحة على طاولة الحوار الوطني الشامل دون شروط مسبقة تعيق عملية الحوار، وكما قال فخامة الرئيس «البلاد مقبلة على الحوار الوطني وإن على كل الأطراف المشاركة في الحوار دون شروط مسبقة وإن الحوار مفتوح لكل الأطراف وسيكون دون سقف ودون خطوط حمراء»، و إن «الحوار الوطني هو المخرج لكل اليمنيين من عهود الانقسامات والحروب».
إذاً لماذا كل هذه المكابرة والتعنت الأعمى وغير المبرر وتبادل المماحكات والاتهامات؟ ولماذا نرفض أن يخرج اليمن من محنته بسلام بدون إراقة المزيد من الدماء البريئة ؟ لماذا هذه الرغبة الشديدة في تدمير مقومات الحياة بل في تدمير اليمن بذاته ؟ أفيقوا يرحمكم الله يكفي ما قد عاناه اليمن وشعبه من ويلات ومن حروب ومن تخريب متعمد لاقتصاده وسبل العيش الكريم، يكفي ما قد حل باليمن الأرض والإنسان وبكل سبل الحياة .
ولقطع الطريق أمام كل هذه الشرور والكوارث والمآلات التي عاشها المواطن اليمني البسيط المسكين فإن الحكمة تستدعي من الفرقاء السياسيين الممثلين في اللجنة الفنية للحوار وكل المنظمات الجماهيرية والأحزاب السياسية الموقعة وغير الموقعة على المبادرة الخليجية والحركات والنقابات والفصائل في شمال الشمال وجنوب الجنوب والشباب والمرأة وكل مكونات المجتمع المدني أن يعوا دورهم الوطني المسئول، وأن يسموا باليمن فوق الجميع فهو يستحق أن يضحي الجميع من أجله بالغالي والنفيس، وأن يرتقوا ويرتفعوا بمصلحة اليمن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية،وأن تكون غايتهم النبيلة هي رفعة اليمن ورخائه واستقراره وتطوره وازدهاره،وبناء يمن جديد خالٍ من الإقصاء والتهميش، يمن يسوده النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، ويتركوا كل هذه المكابرات والخلافات والمشاحنات من أجل الوصول باليمن إلى بر الأمان والسلام والطمأنينة والاستقرار ،وأن ينظروا إلى المستقبل بنظرة تفاؤل وطموح وأمل بأن الغد القادم على خطى التغيير هو الأفضل لليمن وشعبه.
فهل يستجيب الفرقاء ويحتكمون إلى العقل ؟! ويكونون مع اليمن لا عليه؟و يلبون مطلب الشعب اليمني الذي سئم من المعارك وسفك الدماء وعدم الاستقرار المعيشي والأمني، وأن تعود لليمن عافيته التي فقدها طوال الفترة الماضية فالخروج من هذا الوضع في اليمن لم ولن يكون إلاّ بالحوار،وعلى كلٍ دعونا نتفاءل بالقادم رغم انه مازالت هناك نوايا خبيثة تضمر للوطن شراً ولكن الأمل حق مشروع ولنا في الأخ الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي وكل الشرفاء والوطنيين كل الأمل في الإسراع بإنهاء وتيرة الأزمة وتجنيب الوطن ويلات الرعب..والولوج باليمن إلى آفاق رحبة وآمنة ودمتم ودام الوطن بخير.
والله من وراء القصد.
زيارة الرئيس وجهود تجاوز المشكلات
أخبار متعلقة