كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمام اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني وكلمته أمام رئيس وأعضاء مجلس النواب المتتاليتين خلال هذا الأسبوع، تعكسان الوضوح والشفافية، الخصلتان الرفيعتان اللتان يتحلى بهما عند طرح القضايا أمام الشعب وفعالياته المتعددة والمختلفة، كما تؤكدان أن خبرته في الأزمة وإيجاد المخارج السلمية لها كفيلة بقيادته لليمن إلى بر الأمان وصولا إلى انتخابات 2014، فهو يتصرف بحكمة وروية ورؤية ثاقبة أيضا، إضافة إلى انه يستند إلى إرادة شعبية ودعم أقليمي ودولي، وهذه العوامل مجتمعه سوف تمكنه من تحقيق أهدافه في إطار تنفيذ اتفاق التسوية أو المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقد أوضح- وهذا ما يلمسه الجميع- أن ما تم انجازه في طريق تنفيذ المبادرة وآليتها المزمنة لا يستهان به، وسوف يمضي العمل بوتيرة متسارعة وفعالة بمجرد التئام مؤتمر الحوار الوطني، ولذلك أكد رئيس الجمهورية على مشاركة جميع القوى السياسية في تهيئة المناخ الملائم للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بإصرار قوي وعزم لا يلين..
لقد اعتبر الرئيس هذا المؤتمر “عنوان حل القضايا وكافة الملفات العالقة بكل صورها وجوانبها”. وقد كان رئيس الجمهورية واضحا وشفافا وصارما وهو يوجه رسائله لقوى معينة، ولا شك أنها قد فهمت تلك الرسائل، فقد قال إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة واضحة كل الوضوح.. لكن “البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بأنه لا يفهمها، ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب” ، ونبه تلك القوى إلى ضرورة “ أن تستوعب أننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك، والتاريخ لا يرحم”!!
إن القوى التي لا تزال غير مدركة أن السير في تنفيذ المبادرة وآليتها توجه إجباري، أو تفسر المبادرة وآليتها على هواها، وتتعمد اختلاق الشائعات والقصص الخبرية بغية خلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي، وتعرقل مسار التسوية السياسية، هي نفس القوى التي عارضت التسوية في البداية ثم قبلتها بالإكراه، وهنا يكمن التحدي الذي يواجهه الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكنه تحد لا يمكن أن يصمد إمام إصرار الرئيس على نجاح مهمته في إخراج اليمن من أزمته بصورة نهائية بحلول نهاية المرحلة الانتقالية، خاصة أن رئيس الجمهورية قد استطاع تجاوز تحديات المرحلة الأولى وهي أكبر وأعقد وفي ظل ظروف كانت أسوأ مما هي عليها اليوم.
وينبغي على تلك القوى أن تفهم أن محاولاتها لعرقلة تنفيذ المبادرة وآليتها المزمنة، تضعها في حالة تحد للإرادة الشعبية والإرادتين الرديفتين (الإقليمية والدولية) وليس تحدي رئيس الجمهورية فحسب، فالعودة مجددا إلى قلب الأزمة التي ستؤدي إلى حرب أهلية أمر غير مسموح به على الإطلاق.. هكذا تكلم هادي وهكذا تكلم أصدقاء اليمن الذين يدركون جيدا الأوضاع في اليمن ويدركون ماذا تمثل اليمن بالنسبة لمحيطها القريب والبعيد.
وصلتهم رسائله فهل فهموها؟
أخبار متعلقة