جمعتني بالشهيد اللواء الركن سالم علي قطن الكثير من المواقف والأحداث منذ وقت مبكر قبل الوحدة وبعدها، وازداد ارتباطي به وعلاقتي معه عندما عينت مديرا لأمن محافظة عدن في مارس من العام الجاري، فيما جرى تعيينه قبلي بأسابيع قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية وقائداً للواء 31 مدرع.
وتوطدت علاقتي به أكثر في اللجنة الأمنية لمحافظة عدن التي كان من أعمدتها وأركانها، ووجدت فيه الكثير من الخصال الحميدة مثل الإخلاص والوفاء للوطن بما يفوق التصور..وأورد مثلاً لذلك فعندما انيطت بي مسؤولية قيادة أمن محافظة عدن كانت الأوضاع الأمنية في المحافظة آنذاك قد ساءت كثيرا نتيجة لأحداث عام 2011م وما تلاها في الأشهر الأولى من عام 2012م.
ولمواجهة تلك الأوضاع وبعد عرضنا على القيادة السياسية خططاً أمنية للمحافظة لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وجهت بتنفيذ الخطة الأمنية فما كان من الشهيد البطل إلا الإسراع بتقديم الدعم والإسناد لقيادة أمن محافظة عدن بقوة من الجنود من القوى البحرية والسيارات والآليات المختلفة وما تحتاجه من وقود وغيره.
وفعلاً تم بها تعزيز عدد من أقسام الشرطة في مديريات المحافظة. ولقد لمست من خلال التقائي واجتماعي به الكثير من المزايا والخصال والمناقب والمآثر الحميدة، قل أن توجد عند قائد عسكري آخر، وسأبرز للقارئ الكريم بعضها:
ـ انه قائد عسكري ميداني متمرس على فنون الحرب والقيادة معاً، وخصوصاً عندما انيطت به مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وقيادة اللواء 31 مدرع.
ـ سجل الشهيد للتاريخ أنصع الصفحات في قيادة العمليات القتالية ضد مسلحي القاعدة باعتباره من أبرز قيادات القوات المسلحة والأمن، وقائداً محنكاً وشجاعاً ومناضلاً وطنياً كبيراً حفر اسمه في الذاكرة الوطنية والعسكرية والقتالية.
ـ معروف بأدواره ومواقفه البطولية التي سطرها في حياته في الدفاع عن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره في مختلف المنعطفات التاريخية.
ـ له سلوك قيادي رفيع وكفاءة عسكرية بين أوساط القادة العسكريين والأمنيين والضباط والصف والجنود، باعتباره الأب والمربي لهم والذي غرس فيهم القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق الحميدة وروح المسؤولية وحب الوطن، وارتبط بمعاناة وهموم زملائه وتلمس مشاكلهم، ورفع معنويات مرؤوسيه والمقاتلين معه، وتحلى بالمواقف الصادقة في حل ومعالجة مختلف القضايا المعروضة عليه من أكبر ضابط حتى أصغر جندي.
ـ يعتبر من أبرز القيادات العسكرية في التضحية والفداء في مختلف معارك وجبهات القتال، ويعد من خيرة القادة العسكريين الذين انجبتهم اليمن لإخلاصه وشجاعته وإقدامه ووفائه وتضحياته للوطن.
ـ يعد من الرجال العظماء الذين حافظوا على مبادئهم وقيمهم، ولم يهابوا الموت في حياتهم، خصوصا عند احتدام المعارك.
وتجسد مسلكه العسكري مؤخراً في قيادته لمعركة النصر على الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة في فترة وجيزة قلبت كل التوقعات والموازين.
ـ يعد الشهيد قائداً عسكرياً محترفاً فذاً وشجاعاً، وصادقاً مع شعبه ووطنه ووفياً ومقداماً في تأدية واجباته وإنجاز مهامه بحنكة واقتدار وسياسياً مقتدراً وشخصية وطنية واجتماعية، وفدائياً جسوراً ومقداماً.
ـ من أبرز القيادات العسكرية الفذة، ورجل المواقف الصعبة التي مر بها الوطن، خصوصاً في الأحداث التي شهدتها محافظة صعدة في شمال الوطن قبيل تحمله قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية.
ـ يعد الشهيد نموذجاً في فن القيادة العسكرية، باعتباره قيادياً عسكرياً من الطراز الأول بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ومستشعراً لمسؤولياته وهو الجدير بمختلف المهام التي انيطت به، وقدم سنوات حياته الزاخرة بالعطاء والفداء للوطن والثورة والوحدة والشعب وبناء القوات المسلحة.
ـ لقد كان غني النفس لا يسعى إلى المال، بل همه الأول والأخير كان الوطن العزيز على قلبه وعلى كل اليمنيين، لينعم بالرفاهية والأمن والاطمئنان والحياة السعيدة، وقد عاش أسداً عزيز النفس كريم العطاء ومقداماً ابياً شامخاً.
ـ لقد كان الشهيد إنساناً بسيطاً متواضعاً، يقابله من أراد من الضباط والجنود وغيرهم،وقلبه مفتوح لكل مواطن وجندي وضابط يطرق باب مكتبه، وباستمرار كان يوجه مرافقيه العسكريين بالسماح لمن له شكوى أو مظلمة بمقابلته في المكتب والسيارة التي يتنقل بها هنا وهناك، فالهيبة والصولجان والشخيط والنخيط، والكبر والغطرسة كانت بعيدة منه بعد المشرقين.
ـ تحلى الشهيد القائد بقوة إرادة وعزيمة فولاذية لا تلين وهمة عالية وإخلاص للوطن.
ـ لقد أعاد هذا القائد لليمن وللجيش اليمني هيبتهما، وأكد على قدرة القوات المسلحة على حماية البلاد والذود عنها ومقدراتها.
ـ يعتبر الشهيد بحق مدرسة للقيادات العسكرية والأمنية ستظل تشرب دوماً من معينه الطاهر ووطنيته الخالصة.
ـ يعد الشهيد البطل قدوة لزملائه من القيادات العسكرية والأمنية ولمرؤوسيه من ضباط وصف وجنود في القيام بواجباتهم ومهامهم العسكرية في مختلف المسؤوليات والمهام التي انيطت به كان آخرها قيادته للمنطقة العسكرية الجنوبية وللواء 31 مدرع حتى استشهاده في 18 يونيو 2012م.
ـ امتلك هذا القائد في حياته العسكرية مع الضباط والصف والجنود والقادة الميدانيين قدرة على بناء جسور للتواصل وهو من القيادات التي تلم باحتياجات إدارة المعارك مع المجاميع الإرهابية.
وعهداً نقطعه على أنفسنا وأبنائنا في القوات المسلحة بمواصلة مشوار الشهيد في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين، ولنعيد السكينة والأمن إلى محافظتي أبين وشبوة وغيرهما من المحافظات.
وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منتسبي قوة الشرطة والأمن في محافظة عدن أرفع التعازي الحارة وعظيم المواساة باستشهاد اللواء سالم قطن إلى شعبنا اليمني وإلى القيادة السياسية ممثلة بالإخوة المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودولة الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء واللواء الركن محمد ناصر احمد وزير الدفاع واللواء الركن د. عبدالقادر قحطان وزير الداخلية واللواء الركن احمد علي الأشول رئيس هيئة الأركان العامة.
وارفع التعازي الحارة وعظيم المواساة إلى أسرة الشهيد وأهله وذويه وأصدقائه ومحبيه وإلى جميع منتسبي القوات المسلحة والأمن.
مدير أمن محافظة عدن
قائد مغوار بحجم الوطن
أخبار متعلقة