القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر قال إن بإمكان المناضل علي سالم البيض الحضور لاستلام منزله في عدن الذي احتله حينها رئيس حزب الإصلاح وورثه لأبنائه. وليت هذا يصدق ويقتدي به حزبه والآخرون في رد ما نهبوه والاعتذار لكل الجنوبيين عما سبق حرب صيف 1994 وما بعدها وما حدث اثناءها... لكن حزب الإصلاح ومنه القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان يرى أن علي عبد الله صالح والرئيس عبد ربه منصور هادي هما فقط من يجب عليهما الاعتذار للجنوبيين. وبالنسبة لي أرى ضرورة الاعتذار العلني عن الخطأ الكبير.. خطأ السماح لحزب الإصلاح والجماعات الجهادية والتكفيرية المشاركة في تلك الحرب التي أفسدت كل شيء.. فقد صوروها بأنها حرب دينية بين مسلمين وكفار، وذلك التصور هو الذي أضفى على الحرب بشاعة كان لها امتداد إلى مرحلة ما بعد الحرب، لأن الحروب الدينية لا تنتهي.. لقد أنطلق حزب الإصلاح والجماعات الموالية له من فكرة خاطئة هي أن الحزب الاشتراكي اليمني ملحد والشعب في الجنوب يوالي الملحدين، وكانت فتوى الديلمي وفتاوى الزنداني قبله والشعارات الدينية التي راجت حينها نار الحرب الحقيقية، وجعلت الجنوب مستباحا. فنهبوا المعسكرات لأنها غنائم والأرض غنيمة والوظائف العامة غنيمة والمقرات الحكومية ومباني السفارات في دولة الجنوب غنيمة ودور السينما والمسرح والثقافة والفنون غنيمة، ومقرات الحزب الاشتراكي صارت ميراثا للإصلاح.. وذلك مما يجعل حزب الإصلاح معنيا بالدرجة الأولى بالاعتذار للجنوبيين.
قبل حرب 1994 شن الأخوان المسلمون ومن تحالفوا معهم حروبا قذرة على الجنوب من كل نوع. بالطعن في الأعراض والتكفير. وأثناء الحرب كانوا رأس الحربة في قتال جيش الحزب الذي قالوا انه “ملحد”.. ونهبوا الأسلحة والمتاجر والبيوت بدعوى أنها صارت غنيمة حرب. وبعد الحرب شاركوا في السلطة ليرثوا الحزب الاشتراكي المهزوم واستلزم نقل الميراث إقصاء موظفين مدنيين وعسكريين ونهب ممتلكات عامة وخاصة.. مقرات حكومية.. ملاعب.. أراضي شاسعة باسم الاستثمار تحت لافتات المنقذ والمبحر، والمرابحة الإسلامية.. وحتى منزل علي سالم البيض الذي أعلن القيادي الإصلاحي حميد الأحمر أنه سيسلمه لصاحبه حضوريا!!
من ينسى الشعارات الدينية التي أطلقها حزب الإصلاح ورجال دينهم أثناء حرب 1994.. كانت شعاراتهم: شهداؤنا في الجنة وقتلاهم (الجنوبيون) في النار.. من جهز غازيا فقد غزى.. من لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية.. وكأنها حرب بين الانصار والمهاجرين ومشركي قريش. من ينسى؟ ولا يجب أن ننسى فتاوى رجال الدين الإصلاحيين وخاصة فتوى الدكتور عبد الوهاب الديلمي التي أباح فيها قتل المواطنين الجنوبيين ما دام قتلهم سيؤدي إلى هزيمة جيش الحزب “الكافر”.. قال إن أولئك المواطنين يحمون الكفار لأنه يتترس بهم، وما دام الوصول إلى الكفار وقتلهم لا يتحقق إلا بقتل المواطنين فيجوز قتلهم.. وإلى اليوم لا تزال هذه الفتوى سارية المفعول ولم يستجب حزب الإصلاح للمطالبين بإلغائها والاعتذار عنها..
من مساوئ حرب 94 شعاراتها الدينية
أخبار متعلقة