الحوار هو اللغة والوسيلة السلمية الحضارية التي بواسطتها تحل كافة مشاكل الإنسان أينما حل، حتى إن كانت هناك حرب ضروس تدور رحاها بين بلد وآخر أو قبيلة وأخرى فإن تلك الحرب ستنتهي لا محالة بالجلوس إلى طاولة الحوار السلمي مالم سيتغلب طرف على الطرف الآخر عن طريق الحرب قبل الجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات وعندها سيهضم الطرف المهزوم ولن يحصل على حقوقه إلا بالجلوس إلى مائدة الحوار عبر وسيط عادل ومحايد وشهود محليين واقليميين ودوليين من هنا تأتي أهمية الحوار السلمي من أجل انتزاع الحقوق المشروعة والعادلة.
ويعتبر الحوار من أفضل الوسائل في حل الخلافات بين الشعوب والأمم والقبائل والأفراد والأحزاب والفرقاء السياسيين وهو الطريقة المثلى لحل النزاعات ونزع فتيل التوترات والتباينات بين الإنسان وأخيه الإنسان في أي مكان وفي أي زمان ويدل هذا الحوار على رحابة عقل وحكمة وتحضر الإنسان الذي ينتهج في حياته هذه الطريقة السلمية الراقية التي يسمونها لغة الحوار السلمي ولا يلجأ إلى ورقة حوار العنف والسلاح والقتل إلا عندما يفرض عليه فرضاً وعند الضرورة دفاعاً عن نفسه وماله وعرضه وسيادته.
أما من يخالف ويرفض الحوار لمجرد الرفض فقط ويصر على عدم الاعتراف بجدوى هذا الحوار السلمي فإنه مكابر ولم تتبق امامه سوى ورقة العنف والسلاح والقتل والممانعة والعناد وسيتجاوزه الزمن ويلفظه التاريخ لأنه لم يقتنص اللحظة التاريخية المناسبة التي يدعوه المجتمع المحلي والاقليمي والدولي للدخول فيها عبر الحوار الوطني الشامل لحل مشكلة وأزمة بلاده فيخالف المجموع رافعاً شعار (لابد من تفريق وتمزيق لحمة الوطن وصلة الارحام والقربى بين اخوة من أسرة واحدة في بلد واحد ومجتمع واحد وأواصر وآمال وطموحات وقواسم مشتركة) كل هذا من اجل استعادة نفوذ ضاع و سلطة فقدت ومصالح شخصية ضيقة تلاشت.
وماذا سيحدث له لو أنه قرر ودخل في الحوار، مع الجماعة رحمة وسيحسب له موقفه هذا وسيسجل التاريخ اسمه وموقفه الوطني والنضالي هذا بأحرف من نور أما إذا تخلف عن قطار الحوار فإن هذا القطار سيتجاوزه ولن يستطيع اللحاق به فينساه الناس ولن يذكره أحد .. وسيصبح في عداد الأموات الهالكين وخارج الزمن والتاريخ ولن يأخذ معه سوى عناده وتصلبه المتحجر ويجر معه أذيال الهزيمة والحسرة وسيقتله غبار اليأس والاحباط نتيجة الاهمال والتجاهل والتهميش وعدم الاكتراث من قبل مجتمعه وشعبه وأمته وأهله وعشيرته لأنه وقف حجر عثرة في طريق هذا الحوار وعمل على إعاقة مسيرته وستمر قافلة الحوار من جواره وهو ينعق بمقاطعة هذا الحوار ولكن لا يستجيب له أحد لأنه خالف الجماعة والذئاب لا تأكل إلا الشاة القاصية والمبتعدة عن قطيع الغنم (والحدق يفهم) ..!! كما يقول إخواننا المصريون ..!!
إن من يريد العودة بنا إلى الخلف وإلى النظام القديم نظام التسلط المزاجي والقرارات الفردية والنزوات السياسية وزمان الحروب بين الأخ وأخيه فإنه على خطأ لأن تجريب المجرب مرتين خطأ فادح والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين والماضي لن يعود وإذا عاد فإنه سيعود بصورة قبيحة ومشوهة بل ومكروه واستنساخ صوري كاذب أو غير حقيقي لأن لكل زمان دولة ورجالاً وظروفاً وعوامل جديدة ومغايرة لما كان في الماضي بل ومميزة عنه.
من يرفض الحوار سيسقط من القطار
أخبار متعلقة