تتسارع الأحداث والتطورات وتتجاوز في تسارعها كل المكونات والأطياف السياسية ومن بين هذه الأطياف السياسية هناك من لا يزال في المربع الأول ولم يهضم ولم يفهم كل هذه التطورات ولا يزال يعتبر نفسه هو القائد الفذ والملهم والذي بدونه لا يمكن للأمور أن تصلح ، وتجمد كل تفكيره عند هذا المربع ، وهناك ايضاً من ركب الموجة من هذه المكونات ليحمي نفسه ولكي يكون له موقع ويحصل على نصيبه من هذه الكعكة، وهناك من ركب سفينة القضية الجنوبية ويتأجر باسمها وبالذات عندما يحس أن تجارته التي حصل عليها بطرق شرعية أو غير شرعية ستنهار وسيعلن إفلاسه، وهناك من يدس انفه في قضايا هذه الأرض الطيبة ويعمل ليل نهار على حبك الخطط والمؤامرات لكي يحرض ضد هذا الشعب العظيم والصابر وجره إلى منعطفات لا تحمد عقباها. وهنا تظهر بكل وضوح صور وخطط هؤلاء الحاقدين على هذه الأرض الطيبة وحتى هذه اللحظة لم نقرأ ولم نسمع ولم نر أيا كان من هؤلاء التجار تجار الحروب والسياسة والدين لم نسمع منهم آراء ومقترحات بناءة تضع العلاج الشافي لكل ما يعمل في الواقع وفي المجتمع فقط كل ما نشاهده هو اللهث وراء المصالح الشخصية والذاتية وماذا سيكسب هذا أو ذاك من هذه القضية أو تلك ونضيع الوقت ونهدر طاقات وستكون النتيجة صفراً مع أن قضايا هذه الأرض الطيبة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار ولكن الكل يتعامى عن قول الحقيقة والاعتراف بها تحت حجة هذا ما يريده المؤلف والمخرج كل ذلك على حساب هذا الشعب المقهور الصامد. فيا عقلاء هذه الأرض الطيبة ، لماذا اللف والدوران والهروب من مواجهة القضايا بضمير وطني حي وبإرادة شجاعة وصلبة وقوية فلا خمسة أقاليم ولا إقليمان ولا عشرة أقاليم يمكن أن تحل أي قضية إذا لم يبدأ الاعتراف اولاً بالقضايا المهمة والأساسية بدلا من استخدام أسلوب القتل والاغتيال والتصفية لكل من يمتلك موقفاً وقضية ولكي يتجنب الجميع الوقوع في كثير من العثرات التي تؤدي إلى الوقوع في الكارثة التي ستأكل الأخضر واليابس، وهذا يتطلب من الجميع إعادة النظر في حساباتهم البعيدة كل البعد عن الواقع واليوم لا تستطيع منطقة أو قبيلة أن تحكم وتملك والآخرون محرومون من كل شيء. فالعصر اليوم عصر الديمقراطية والحرية والرأي والرأي الآخر وحقوق الإنسان والمساواة في الحقوق والواجبات للجميع والعدالة الاجتماعية للبشر جميعاً مهما كان اللون أو الجنس أو المعتقد والاعتراف بحقوق الشعوب في حق تقرير المصير وحتى لا تطول المراحل وتضيع الفرص فرصة بعد أخرى وايضاً وحتى لا يزداد الكره والحقد وتهدر إمكانيات كبيرة وكثيرة وحتى لا ينتقل هذا الشعب العظيم إلى ما لا تحمد عقباه فإن هذا يستدعي بالضرورة مواجهة الخطاب الإعلامي غير المسؤول وتفريخ الأحزاب وتفريخ الصحف وتفريخ المكونات والهيئات والمنظمات الوهمية لان هذا العمل غير مُجدٍ ولن ينفع أبدا في حل أي قضية وبدلا من كل ذلك يجب البدء وفوراً وبمسؤولية وطنية عالية بالوقوف بجدية أمام أهم القضايا المصيرية وبتجرد عن الذات وعن المصالح الشخصية. 1 - القضية الجنوبية باعتبارها القضية الأساسية والهامة وحلها يتطلب اولاً وقبل كل شيء الاعتراف بها وبكل قضاياها العادلة والمشروعة. 2 - قضية صعدة : يجب الاعتراف بها وبان للحوثيين كامل الحق في ممارسة كل شعائرهم وممارسة حقوقهم كاملة بدون نقصان أما باقي القضايا إذا ما حلت هاتان القضيتان فإن حلها تنظمه القوانين فلا زواج القاصرات ولاختان البنات يشكل أي معضلة فالمعضلة الكبرى إذا ما حلت القضيتان هي المعضلة الاقتصادية وهي القضية الثالثة بعد القضية الجنوبية ومعضلة صعدة فهل نحن جادون في معالجة هذه القضايا أم أننا سنظل نراوح في نفس المربع؟.
|
آراء
وجهة نظر إلى كل العقلاء
أخبار متعلقة