تمهيدا لضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية
واشنطن / متابعات :قال مسؤولون أميركيون أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ طلعات مراقبة جوية فوق سوريا بموافقة من الرئيس باراك أوباما في خطوة قد تمهد الطريق أمام الضربات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن هؤلاء المسؤولين الذين لم تسمهم قولهم إن هناك حاجة لعملية استخبارات موثوقة من سوريا وأن طلعات المراقبة الجوية وسيلة هامة للحصول على البيانات وضرورية قبل تنفيذ ضربات.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إنه لن يعلق على قرار أوباما بالموافقة على طلعات مراقبة جوية فوق سوريا، مؤكدا أن الرئيس الأميركي أثبت استعداده للقيام بعمل عسكري عند الضرورة لحماية المواطنين الأميركيين وذلك بغض النظر عن الحدود الدولية.وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن من جهتها «نحن لن نعلق على قضايا الاستخبارات، ولكن كما كنا نقول دائما سنستخدم كل الأدوات التي في حوزتنا».ويبقى مصدر القلق في التحرك لضرب تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا بالنسبة لأوباما -كما يقول مسؤولون أميركيون- هو احتمال أن تساعد هذه الخطوة دون قصد الرئيس السوري بشار الأسد.وحاول المتحدث باسم البيت الأبيض التقليل من فكرة أن العمل ضد الدولة الإسلامية قد يساعد نظام الأسد، قائلا «نحن لا نرغب في محاولة لمساعدة نظام الأسد، ووجود عدو واحد لا يعني أننا شركاء»، لكنه اعترف أيضا بأن «هناك الكثير من الضغوط في هذه المسألة».وكان أرنست قد أكد أمس أن أوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن إجراءات عسكرية داخل سوريا، ولكن وزارة الدفاع لديها كل الخطط والاحتمالات الطارئة إذا كان ذلك ضروريا.وأذن الرئيس أوباما قبل أسابيع بحملة عسكرية محدودة في العراق تركز على حماية الدبلوماسيين الأميركيين والمدنيين الواقعين تحت تهديد مباشر، عبر قصف جوي مركز ومساعدة قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي، ولكن المسؤولين لم يستبعدوا تصعيد العمل العسكري على تنظيم الدولة الإسلامية الذي زاد من تهديداته العلنية للولايات المتحدة بعد ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي في سوريا.وفي الأسبوع الماضي قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي إنه لا بد في نهاية المطاف من التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية «على جانبي حدود غير موجودة في واقع الأمر حاليا بين العراق وسوريا».وأكد المتحدث باسم ديمبسي الاثنين أن الخيارات ضد الدولة الإسلامية ما زالت قيد الدراسة وشدد على الحاجة إلى تشكيل «تحالف من الشركاء الإقليميين والأوروبيين القادرين».وأضاف العقيد إد توماس أن ديمبسي «يجهز مع القيادة المركزية خيارات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا عبر مجموعة من الأدوات العسكرية بما في ذلك الضربات الجوية.وكانت الحكومة السورية قد أكدت الاثنين أنه ينبغي إشراكها في التنسيق لشن ضربات جوية ضد مسلحين إسلاميين على أراضيها معتبرة أن أي تدخل بدون تنسيق معها يعد انتهاكا لسيادتها.وأبدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب -بما فيها واشنطن ولندن- «تنفيذا للقرار 2170 في إطار احترام سيادتها واستقلالها».ولكن الدول الغربية تجد حرجا في التعامل مع الرئيس بشار الأسد لمحاربة تنظيم الدولة، وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قد أكد أمس أن حكومته لا تعتزم إحياء العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية.