تعد كلية العلوم الإدارية من كليات جامعة عدن العريقة وذات الإقبال الكبير لأعداد المتقدمين إليها سنوياً، وذلك لأن مخرجاتها تلامس متطلبات سوق العمل بشكل مباشر. وجرت امتحانات القبول في الكلية هذا العام خلال شهر رمضان المبارك وفق إجراءات وضوابط صارمة اتخذتها عمادة الكلية وإدارتها لضمان حسن سير إجراءات القبول ونزاهتها. فبمجرد الانتهاء من امتحانات الفصل الثاني للعام الجامعي 2014/2013م تحولت الكلية إلى خلية نحل لاستقبال المتقدمين الجدد، فشكلت اللجان والفرق لصيانة مكيفات الكلية وأثاثها وتجهيزاتها وتوفير مستلزمات القبول والتخطيط لمراحله المختلفة. ثم استلمت الكلية فور الانتهاء من عملية التسجيل كشوفات المتقدمين الذين بلغ عددهم هذا العام قرابة ثلاثة آلاف طالب وطالبة في جميع التخصصات، جرى بعدها التأكد من بياناتهم ووثائقهم وتوزيعهم على القاعات خلال يومي الامتحانات، وإعداد كشوفات المراقبين لذلك. واتبعت عمادة الكلية عدداًِ من الإجراءات للقضاء على الظواهر السلبية التي ربما قد يلجأ لها البعض أُثناء امتحانات القبول، فأعدت أسئلة الامتحانات من ستة نماذج لكل مادة مقسمة على يومين بألوان مختلفة تتطابق مع ألوان دفاتر الإجابة لكل نموذج وذلك لتسهيل عملية المراقبة ومنع تبادل الأسئلة ومنع حالات الغش. ولسد الطريق أمام الاستعانة بالمتخصصين من غير المتقدمين، تم تحديد فترة الامتحان بفترة واحدة متواصلة للمادتين، فالمتخصص بالرياضيات مثلا ربما لا يكون على قدر إلمام كاف بمفردات مادة اللغة الإنكليزية والعكس بالعكس. كما تم تشكيل فريق من موظفي الكلية وموظفاتها للتأكد من وثائق الطلاب والطالبات أثناء الامتحان ومطابقتها مع كشوفات التحضير، وتحال الحالات المشكوك فيها للمطابقة مع الوثائق المخزونة في نظام التسجيل الالكتروني وذلك للقضاء على حالات انتحال الشخصية. وفور الانتهاء من الامتحانات باشرت لجان الفرز، والأرقام السرية، والتصحيح، مهامها بشكل حثيث ومتواصل إلى ساعات السحر الأولى وساعات متأخرة من النهار، إلى أن وصلت إلى مرحلة الرصد وإعلان النتائج، وبدء عملية القيد للمقبولين. أدت كل هذه الإجراءات وغيرها إلى التغلب على ظاهرة السمسرة والغش والاحتيال وانتحال الشخصية والمحسوبية في عملية القبول في الكلية، فاكتشفت حالات غش وحالات انتحال شخصية مختلفة، وأقرت لجنة الامتحانات إلغاء امتحاناتهم وتنزيل أسمائهم في موقع الكلية الالكتروني ورفع أسمائهم إلى نيابة شؤون الطلاب بالجامعة لاتخاذ اللازم بمنعهم من القبول لأي كلية أخرى من كليات جامعة عدن. لم ترق للبعض هذه الإجراءات التي أغلقت الباب أمام الأفكار والسلوكيات المنحرفة، فظهر صوت من هنا ونعيق من هناك، للنيل من هذا الصرح الشامخ الذي يعد رافدا من روافد التنمية البشرية في المجتمع، والذي يسد جزءاً كبيرا من احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي من الكفاءات المؤهلة من اختصاصات الكلية المختلفة. وذلك للتشكيك بالخطوات الواثقة والمكانة التي تسمو إليها الكلية، ومحاولة كبح جماح الثقة المتنامية لدى طلاب الكلية بأهمية كليتهم ودورها الريادي من جهة، ونقل صورة مشوهة ومغلوطة للمجتمع عن الكلية ومخرجاتها وطاقمها من جهة أخرى. فيدرك طلاب الكلية والمجتمع المحيط أهمية الخطوات المتسارعة التي تتخذ للارتقاء بالكلية إلى المكانة التي تليق بها، فالقافلة تسير .. والانجازات تتحقق.. والشواهد تتحدث عن نفسها. فامتحانات القبول في الكلية هذا العام خير دليل، بل ولبنة إضافية في إنجازات كلية العلوم الإدارية. كما تتقبل عمادة الكلية وطاقمها وطلابها بل ويرحبون بالنقد البناء والأفكار التي تؤدي إلى اكتشاف الأخطاء وأوجه النقص والقصور وتسعى إلى سد الثغرات وتطوير العمل، فلا ترمى إلا الأشجار المثمرة.
|
آراء
امتحانات القبول
أخبار متعلقة