الدكتورة ميادة أحمد راجح لـ ( 14 اكتوبر ) :
التقتها / أشجان المقطريداء السكري مرض مزمن سببه نقص إفراز هرمون الأنسولين من خلية البنكرياس أو عدم استطاعة الجسم استخدام الأنسولين، وذلك حسب تعريف منظمة الصحة العالمية .. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بتغيرات مستوى السكر في الدم نتيجة تناول الطعام أو الامتناع عنه، وتؤكد إحصاءات المنظمة وجود أكثر من 220 مليون مصاب بهذا المرض في العالم. وفي رمضان يخشى الأطباء من حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم ومضاعفاته الصحية الخطيرة خلال ساعات الصوم الممتدة من الفجر إلى غروب الشمس خاصة عندما تطول فترة الصيام لتصل إلى حولي 15 ساعة عند حلول رمضان في فصل الصيف.صحيفة (14أكتوبر) التقت الدكتورة ميادة أحمد راجح اختصاصي أمراض باطنية الرسالة العربية ـ سوريا وخرجت معها بالحصيلة التالية: [c1] القدرة على الصيام[/c]في بداية اللقاء تحدثت الدكتورة قائلة : الصيام علاقة بين العبد وربه ومن كان قادراً من مرضى السكري على الصيام فليصم لكن من يشعر بأنه لا يستطيع الصيام أو يتعبه ولا يقدر على تحمل ساعات طويلة في انتظار الوجبات فليس عليه حرج فهو معذور لكن أغلب حالات السكر يكون فيها المريض قادراً على الصيام إلا من كانت حالته شديدة جداً. وأضافت: إن السكر من أهم أمراض العصر شيوعاً وتوابعه المستقبلية هي أخطر شيء وإن نصيحتي دائماً لمريض السكر سواء كان جديداً أو قديماً أن يعي جيداً بأن مشكلته مع المرض هي مشكلة مع الزمن وتبدأ آثار المشكلة من اليوم الأول الذي يصاب فيه بالمرض ولكن بالتدريج، لأنه لا يكون على علم بالتغيرات الداخلية التي تحصل له خاصة بشرايين الدم فهي من تتأثر ومن تكون تبعاتها مستقبلية بدرجة أساسية على الدماغ وعلى شبكية العينين وعلى القلب وكذا الكليتان فلهذا كلما ضبط الإنسان السكر مبكراً تجنب هذه المشاكل، وربما تذهب نهائياً أو تتأخر هذه المضاعفات لسنوات قد تصل إلى ثلاثين أو أربعين سنة.[c1] نظريات كثيرة [/c]وقالت : إن سبب مرض عجز البنكرياس عن إفراز مادة الأنسولين، بحسب نظريات كثيرة ربما يكون من رد فعل سلبي للجسم بمعنى محاولة الجسم للدفاع عن نفسه ولكن سلبياً .. فبدل أن يقوم بالدفاع عن نفسه يقوم بتخريبه لمسببات مختلفة، وربما يأخذ الشكل الوراثي خاصة النوع الثاني.وتابعت حديثها قائلة: كما نعرف فإن هناك نوعين للسكر وهما: سكر من النوع الأول وسكر من النوع الثاني وهناك تسمية أخرى للنوع الأول وهي السكر المعتمد على الأنسولين في سن متأخرة، بمعنى أن النوع الأول لايعالج إلا بالأنسولين ولذا يسمى السكر المعتمد على العلاج بالأنسولين. وأما النوع الثاني فلا يحتاج إلى الأنسولين ومن الممكن أن يعالج بأدوية عبر الفم .. وهناك تغيرات قد تستمر أكثر ويأتي وقت يتم فيه ضبط إفراز الأنسولين من البنكرياس، وبالتالي حتى من كان يستفيد من الدواء بالفم قد يحتاج في وقت معين بعد سنوات إلى العلاج بالأنسولين، وإنما عادة النوع الأول يصيب الأطفال ويصيب الأشخاص بسن مبكرة ويحتاج إلى الأنسولين. [c1]جرعات مرضى السكر[/c]وفيما يتعلق بالجرعات أفادت بأنها تعتمد على طبيعة ونسبة السكر عند المريض فنعطي العلاج سواء كان بالفم أو بالأنسولين.وأشارت الى أن مريض السكري يتعرض خلال شهر رمضان لحالتي انخفاض وارتفاع مستوى سكر الدم اللتين تتأثران مباشرة بمقدار ما يتناوله من طعام وما يستعمله من دواء وما يبذله من جهد عضلي، ويتكرر حدوث حالة انخفاض سكر الدم لمريض السكر خاصة عند اعتماده على ( الأنسولين ) في علاجه خلال ساعات الصوم . . وهي أشد خطراً على حياته من ارتفاع سكر الدم.[c1]علاجات مركزة[/c] واستطردت قائلة: وحتى نفرق بين الحالتين فإن حالة انخفاض سكر الدم لها أعراضها الصحية، وهناك أعراض تظهر مبكرة على المريض وهي عبارة عن تعرق شديد مع زيادة ضربات القلب والشعور بجوع غير عادي، وكذا الشعور بالتنميل في الشفتين واللسان، وأحياناً الشكوى من الصداع ثم من اضطراب في الرؤية وصعوبة في التركيز، مبينة أن هناك أعراضاً تظهر متأخرة منها الارتباك والتغير في سلوك المريض، وإذا لم تعالج حالة انخفاض سكر الدم الشديد يدخل المريض في غيبوبة وهي خطرة على حياته وبهذا يحتاج المريض إلى سوائل وعلاجات مركزة.[c1]أعراض الارتفاع[/c]وعن أعراض الارتفاع تقول د . ميادة إن الإفراط في التبول والعطش الزائد أو جفاف الفم وحاجة المريض غير الطبيعية للسوائل والماء بالذات، والشعور بالغثيان وازدياد سرعة التنفس عنده فيكون هذا مؤشراً على أن المريض على وشك أن يدخل بغيبوبة ارتفاع السكر التي قد تكون من أخطر مضاعفات ارتفاع السكر، وهذا مما يؤدي إلى أن يرقد المريض في المستشفى لمراقبة كل المتغيرات بالدم من نسب متفاوتة بالنسبة للصوديوم والبوتاسيوم وإعطائه كميات من السوائل قد تصل إلى 7 لترات خلال ساعتين وإعطاء أشياء تعادل نسبة الأحماض بالدم أو تقرب رجوع الدم من المحيط الحمضي إلى المحيط الطبيعي فهذه المسألة تراقب بقسم الإنعاش ويتم متابعتها من قبل الطبيب المختص أو الممرض المتابع لحالة المريض منذ بداية مرضه.[c1]تعديل جرعة الدواء عند الصيام[/c] وقالت : في الوقت نفسه نضطر مع الصيام إلى تعديل جرعة الدواء الذي يسيطر على نسبة السكر بالدم سواء الأنسولين أو الدواء الذي يؤخذ عن طريق الفم.. وعادة نقوم بتقليل الجرعة للمريض لأنه عادة تمر ساعات طويلة يكون فيها المريض صائماً، وبالتالي قد تحصل تعديلات لمريض السكر في رمضان على عكس النظام الدوائي في الأشهر الأخرى، فهناك حبوب مفعولها طويل الأمد وحبوب قصيرة الفاعلية، فالأدوية قصيرة الفاعلية آمنة وقد لا يحصل لها تراكمات مستقبلية بالتالي يحصل هبوط بالسكر وهناك مرضى نسبة السكر عندهم بسيطة فنقوم بإعطائهم الدواء ذا الفاعلية القصيرة مع الحرص على الحمية الغذائية لكن المرضى الذين تكون نسبة السكر عندهم مرتفعة قد نعطيهم دواء طويل الأمد بحيث نضمن فاعلية لا تقل عن 18 أو 24 ساعة وندعمه أحياناً بما يسمى بالمنظم وهو عبارة عن مخفض للسكر ولكن بالتدريج وفي الوقت نفسه ومع الزمن جائز للطبيب أن يعدل الجرعة إما إلى الزيادة أو إلى النقصان ويلح على المريض في كل زيادة أن يتحكم بنفسه بالنسبة للحمية الغذائية .. مؤكدة أن الغذاء جزء أساسي ومهم خاصة الحمية الغذائية فهي مكمل للعلاج، فإذا كان السكر بسيطاً جداً كما يوجد عند بعض الأشخاص قد يكتفي الإنسان بالحمية الغذائية ولا يلجأ للدواء.[c1] شقفة بسيطة [/c]وأما إذا كانت الحالة متوسطة فإنها تحتاج إلى الحمية بالإضافة إلى الدواء.. فالحمية تساعد على تخفيف جرعة الدواء للمريض وأكثر شيء عليه أن يتجنبه هو النشويات مثل : (البطاطا ـ المكرونة ـ الأرز ـ وأي حلويات ودهون) ومن الفواكه عليه أن يتجنب العنب والموز وعوضاً عنه يستطيع أكل البرتقال والتفاح وإذا اشتهى المريض أن يتناول أي شيء حلو أو أكلة دسمة مثلاً في أيام الأعياد أو المناسبات فنقول له عليه الحرص فيكفيه (شقفة بسيطة) بمعنى حاجة بسيطة ولا يكثر منها حتى لا تسبب له مشاكل وعليه أن يعود نفسه على المقدار القليل من الممنوعات عليه، مشيرة إلى أن مرضى السكر نسبة منهم قد يتعرضون لارتفاع ضغط الدم لذلك يجب مراقبة ارتفاع ضغط الدم عند مريض السكر لأنه يأتي وقت يصاب فيه المريض بارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى السكر لأن نسبة من مرضى السكر ترتفع عندهم الدهون بالدم بشكل عام، وعليه أن يفحص وهو صائم ويفحص بعد وجبة الإفطار بساعتين إن كان يأخذ دواء ، فأفضل أوقات فحص السكر والمريض صائم وبعد الأكل بساعتين.[c1]مسألة مزاج [/c]ونوهت د . ميادة بقولها السكر يشكل واحداً من المخاطر على جسم الإنسان وكذلك التدخين وعامل السن الذي يتعرض له الكل ولكن عندما يجتمع السن ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى التدخين هنا أصبحت عناصر المخاطرة أربعة فكلما ازدادت عناصر المخاطرة لصحة الإنسان عرض نفسه للهلاك بشكل أكبر وبالتالي على الشخص أن يقلل من هذه العناصر فهناك عناصر مخاطرة ليست بيد الشخص ولكن مسألة التدخين هي مسألة مزاج ويستطيع الإنسان التحكم بها. [c1]مريض السكر صديق ورقيب على نفسه[/c]وأفادت : على مرضى السكر أن ينتبهوا على أطرافهم وبالذات أقدامهم باعتبار أن الأطراف نتيجة المضاعفات التي قد تحدث مع الزمن تكون عرضة لشيئين إما أثر السكر على الشرايين الطرفية الذي قد يؤدي إلى شحة تروية الأطراف بالتالي إلى الغرغرينة وقطع أو بتر الطرف أو أحياناً آلام غير عادية من هيجان قد يحصل للأعصاب السطحية أو الطرفية وحتى يتجنب المريض هذه المضاعفات يجب عليه أن يسيطر على مرضه مبكراً، وعلى مريض السكر أن يعتبر نفسه صديقاً للمرض ورقيباً على نفسه. [c1]وصايا ونصائح مريض السكر[/c]واختتمت حديثها قائلة : وصيتي دائماً لمرضى السكر أن يبقوا على طبيعة غذائهم العادية لكن لو كان في نفسه أكلات معينة كالتي نتناولها في رمضان فعليه أن يكون حريصاً ويعتدل في تناولها ولو فكر بأخذ شيء حلو مثل الكراميل والمهلبية فيفضل أن يكون بدون سكر أو بمادة المحلية الخاصة بمرضى السكر.. كما ننصح المرضى بالسكر الإكثار من تناول الخضار مثل ( الرجنة والسلطة والبامية والكوبيش ) ومن الفاكهة البرتقال والتفاح وعليه تجنب البطاط والجزر الحالي والموز والعنب قدر الإمكان وحتى لا يمل المريض من الأكل المحدد له عليه أن يأخذ القدر البسيط مما يشتهيه ولكن بحذر. أما بالنسبة للحوم والأسماك والدجاج كلما كانت هذه الأطعمة قليلة الدهن كان أفضل بكثير .. فعلاج السكر المناسب يعتمد على ثقافة المريض والتزامه .