كلمات
أمين المغني :تشكل فئة أطفال الأسر المتفككة بفعل الطلاق الضحية الأولى لهذا التفكك والتي اتسعت رقعتها لتغطي مساحة واسعة في الواقع الاجتماعي المعاصر في كثير من البلدان العربية والإسلامية والعالم، ومع ارتفاع عدد الزيجات الفاشلة، ترتفع أعداد (أطفال الطلاق) الذين باتوا يشكلون شريحة واسعة، خصوصا في قوائم أطفال الشوارع المرتمين في متاهات الانحراف، حيث أصبحوا ينافسون الأيتام بل إن (أطفال الطلاق) أسوأ حالا من الأيتام, فأطفال الطلاق يفتقدون الآباء والأمهات في وقت واحد، لأن كلا منهما يذهب في البحث عن شريك بديل يعطيه كل اهتمامه وأيضا لأن كلاًََ منهما، في كثير من الحالات، يسعى للتخلص من ذكريات الحياة الزوجية الأولى وهكذا يصبح (طفل الطلاق ) وحيدا، فإنه في معظم الحالات يشكل عبئا ثقيلا بالنسبة لزوج أمه أو زوجة أبيه. وأحيانا يكون سببا في مشاكل الزواج الجديد, فتنشأ لدى الطفل صفات العدوانية ، والحزن، والخوف والحيرة:مع من يعيش هل مع أمه أم مع أبيه ؟ أو كم يوما سيراه والده وكم يوما ستراه والدته؟.إن الطلاق يشتت الأسر ويهدم جدار المودة بينها و يؤثر على الأطفال سلبا فتتشتت الأسرة ويفتقد حنان الوالدين له لأنه سوف يعيش ضمن أسر أخرى ينتج عنه احتكاك وبغضاء وعداوة تسبب انعدام توازن الطفل , وقد يتسبب في قصور في التعليم والاجتهاد والتحصيل العلمي. ويؤدي إلى عدم تنمية مواهب الطفل نظرا لانشغال كل واحد من الوالدين بهمومه بعيدا عن أطفاله، ما يجعل الطفل يتحول إلى طفل عدواني فيتحول من طفل بريء إلى منحرف في المجتمع نتيجة غياب الموجه الرئيسي سواء كان الأب أو الأم بعيدين عن الطفل, فمهما وجد الطفل من حنان من أحد والديه ومن أعمامه أو من أخواله فأن ذلك لا يغنيه عن حنان الوالدين معا وإحساسهما به وتشجيعهما له ولعبهما ومذاكرتهما له.إن تبعات هذه المصيبة الاجتماعية تكون أكثر وقعا بالنسبة لأبناء الفئات الفقيرة. فعلى العكس من الفئات الغنية يتنازع الأزواج المطلقون من هذه الشريحة.و يحاول كل واحد إلقاء مسؤولية الرعاية على الطرف الآخر. وحيثما استقر طفل الطلاق في هذه الحالات، فإن راعيه بعض الأحيان لا يملك أموالاً لتلبية طلباته، ولا وقتا للاعتناء به .وهكذا فإن هذه الشريحة من أطفال الطلاق هم الذين يشكلون أغلبية أطفال الشوارع المتسكعين بين متاهات الانحراف هذا إذا لم ينضموا إلى قوائم تشغيل الأطفال الذي تحرمه القوانين الدولية المطالبة بتمتع الأطفال بحقهم في التعليم.لكل ذلك لابد للوالدين أن يتخذا القرارات الصحيحة والسليمة في حياتهم وألا تكون قراراتهم منفعلة ومستعجلة لأنها تقرر ليس مصير الوالدين فحسب وإنما مصير الأطفال بدرجة أساسية .