مكافحة الملاريا والبلهارسيا وخفض معدلات وفيات الأمهات أهم الأولويات في اليمن
حاوره / علي أبو لحوماحتفلت منظمة الصحة العالمية بيوم الصحة العالمي مؤخرا في الـ 7 من أبريل الماضي ، وكان الموضوع المخصص لهذا العام الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا ، والتي تعتبر مشكلة صحية كبيرة تواجه اليمن.يقول د.احمد فرح شادول ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن : تخطو اليمن خطوات جادة نحو القضاء على الأمراض المستوطنة ، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية ضمن أولوياتها القضاء على الملاريا بحلول عام 2020.. وقال : ما زالت هناك حاجة ماسة لتعزيز الوقاية من المرض من خلال ، التثقيف الصحي ، والتدريبات ذات الصلة للعاملين الصحيين ، وإطلاق حملات التطعيم، وخاصة حملات التطعيم الشاملة ضد شلل الأطفال والحصبة، من أجل احتواء تفشي المرض.. مؤكدا أن الاضطرابات السياسية في اليمن تشكل أخطر تهديد على أنشطة منظمة الصحة العالمية .. لكن على الرغم من انعدام الأمن والتهديدات التي تسببها الاضطرابات، نجحت منظمة الصحة العالمية في معظم الحالات في تأمين الوصول إلى العديد من المناطق في اليمن وتوفير الخدمات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة والوجاهات المجتمعية.[c1]40 % من الأطفال دون الخامسة يعانون سوء التغذية[/c] وحول مشكلة نقص الغذاء التي يعاني منها اليمن أوضح : يواجه اليمن أيضاً نقصاً حاداً في الغذاء ، حيث يعاني أكثر من 40 % من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية ، لافتاً إلى أن هذه المشكلة لا يمكن حلها من خلال الرعاية الصحية فقط، حيث تشكل التنمية والحد من الفقر عاملين أساسيين في مكافحة سوء التغذية.وأكد شادول أن منظمة الصحة العالمية تستهدف بشكل رئيسي الضعفاء من العائدين الذين أجبرتهم النزاعات على النزوح من مناطقهم للحد من مشكلة سوء التغذية .. مشدداً على أهمية التغطية الإعلامية للقضايا الصحية، لافتاً بشكل خاص إلى الضرر الناجم عن التقارير التي تعمل على إثارة المخاوف . “ هناك تقارير في كثير من الأحيان حول القضايا الصحية، ولكنها تفتقر إلى الدقة والمصداقية وتعمل فقط على خلق حالة من الذعر في أوساط الناس”.[c1]التحديات التي تواجه جهود التحصين[/c]أحرزت اليمن في العام 2012 تقدماً كبيراً في إدخال أنواع مختلفة من اللقاحات الوقائية التي أنقذت حياة الأطفال .وبعد أن أفادت تقارير بأنه تم تشخيص حالات شلل الأطفال في سوريا والعراق والقرن الأفريقي، صعد مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن جهوده لمواجهة خطر الفيروس الذي يخشى مسؤولو الصحة أنه قد ينتقل عن طريق اللاجئين والمهاجرين القادمين إلى اليمن .. عن ذلك يقول ممثل المنظمة : أجرت منظمة الصحة العالمية خمس حملات لتحصين الأطفال دون سن الخامسة ضد فيروس شلل الأطفال ودرء الفيروس خلال العام 2013، بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين ، وقد نجحت هذه الحملات في الوصول إلى المجتمعات المحلية المستهدفة في جميع المناطق اليمنية، بما في ذلك المناطق النائية التي تفتقر إلى المرافق الصحية.كما تدعم منظمة الصحة العالمية أنشطة التوعية، بما في ذلك حملات الصحة الإنجابية، وخدمات التحصين ، وحملات التوعية العامة لتثقيف المواطنين حول الوقاية من الأمراض والاستفادة من خدمات الرعاية الصحية المتاحة.ووفقاً لشادول فإن خُمس وفيات الأطفال سببها أمراض الجهاز التنفسي التي يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم. وقد تم إدخال لقاح فيروس الروتا الجديد إلى اليمن في العام 2012 ، ونجح في الحد من حالات الإسهال بنسبة 40 %. ومن المقرر تنفيذ برنامج التطعيم ضد الحصبة الألمانية في أواخر العام 2014 .ويسهب شادول في الحديث عن استراتيجية الاستجابة التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للنازحين داخلياً موضحاً أن المنظمة تركز على إعادة تأهيل وتنشيط المرافق الصحية التي تضررت في مناطق النزاع مثل صعدة وأبين. وتُعطي المنظمة الأولوية أيضاً لتدريب الكوادر الطبية وتوفير الحوافز والرواتب لهم. كما دربت المنظمة أيضاً 7.300 من الكوادر الطبية العاملة في مجال مكافحة الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والحصبة في 2985 مرفقا صحيا في 284 منطقة في اليمن، كما تم أيضا ، إنشاء مراكز التغذية في مناطق مختلفة من البلاد - وفقا لشادول - (مع أن وزارة الصحة ذكرت أن المرافق الصحية العاملة لا تغطي سوى 65 في المائة من المناطق في اليمن ) .[c1]الأولويات الرئيسية[/c]وعن أولويات المنظمة في اليمن قال شادول: إن مكافحة الملاريا من بين أهم أولويات منظمة الصحة العالمية في اليمن . كما ركزت أيضاً على البلهارسيا بعد طلب تقدمت به وزارة الصحة. ونتيجة لذلك، بدأت منظمة الصحة العالمية في العام 2010 مشروعاً لمدة ست سنوات لمكافحة البلهارسيا، ويتم تمويل المشروع بحوالي 25 مليون دولار من قبل البنك الدولي.وحسب تقارير طبية صادرة عن وزارة الصحة، فقد بلغ معدل وفيات الأمهات في اليمن 365 حالة من إجمالي كل 100.000 حالة ولادة، في حين توقف معدل وفيات الرضع عند 78 حالة وفاة لكل 1.000 حالة ولادة.وبخصوص هذه المسألة، قال شادول أن الهدف الخامس من أهداف الألفية هو خفض معدل وفيات الأمهات في اليمن بنسبة 75 % بحلول عام 2015 .وفيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المتوطنة ، يؤكد : بالإضافة إلى استراتيجية القضاء على شلل الأطفال، يجري تنفيذ استئصال الحصبة كما هو مخطط له ، حيث شكلت الحصبة 12 % من وفيات الرضع في العام 2006.. وتقدم منظمة الصحة العالمية كل سنتين منحة دراسية طبية قصيرة وطويلة المدى لموظفي وزارة الصحة ومكاتب الصحة في جميع أنحاء البلاد.. عن ذلك يقول : تأمل منظمة الصحة العالمية من خلال برنامج المنح الدراسية إلى رفع عدد الكوادر المتخصصة في مجال الصحة العامة”.