جوبا / متابعات :وصل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الثلاثاء إلى جنوب السودان ليدعو الى وضع حد لحرب دموية متواصلة، وذلك في وقت أكدت فيه مصادر دبلوماسية أميركية اعتزام واشنطن فرض عقوبات على أفراد من طرفي الصراع في الأيام المقبلة، فيما يتواصل القتال بين الجانبين في مدينة بانتيو النفطية بشمال البلاد رغم توقيعهما اتفاق تهدئة.وأكد بيان للأمم المتحدة وصول الأمين العام إلى العاصمة جوبا في زيارة تستمر يوما واحدا فقط. وأضاف أن “الأمين العام دعا مرارا القيادات للتوصل الى حل سياسي، ولوضع حد فوري للعنف الذي اسفر عن معاناة الكثيرين من المدنيين الابرياء”.وتعتبر الزيارة محاولة جديدة لدفع المتنازعين الى وقف اطلاق النار بعد أربعة اشهر من القتال الدامي بين القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير المنتمي الى قبائل الدينكا والمتمردين بزعامة نائبه السابق رياك مشار من قبائل النوير.وقالت المصادر إن العقوبات سوف تتضمن حظرا على السفر إلى الولايات المتحدة, وتجميد أي أموال تخضع للاختصاص القضائي الأميركي.وستشمل هذه العقوبات أفرادا من المتمردين وحكومة جنوب السودان، دون تحديد أي أسماء يمكن أن تشملها هذه الإجراءات.وبشأن توقيت هذه الخطوة، قال مسؤول أميركي إنها ستكون في الأيام القادمة، في حين أكدت مصادر أخرى أن قرارا بمعاقبة أفراد من الجانبين اتخذ بالفعل.وجاء الحديث عن هذا التحرك الأميركي الوشيك بعد تهديد وزير الخارجية جون كيري بفرض عقوبات على زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار إذا رفض مفاوضات السلام.وقال كيري في مؤتمر صحفي بأنغولا -آخر محطة في جولته الأفريقية- “أقولها بوضوح، إذا رفض هذا الطرف أو ذاك الوفاء بتعهداته فلن تكون هناك فقط عقوبات، وإنما عواقب خطيرة أيضا”. بعد يوم من زيارته إلى جوبا وحصوله على التزام من الرئيس سلفاكير ميارديت بعقد لقاء مباشر مع مشار في أديس أبابا.ويأتي التهديد الأميركي بفرض عقوبات في حين يتواصل القتال بين الجانبين في مدينة بانتيو النفطية بشمال البلاد.وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير “نحن نقاتل في بانتيو وحولها لاستعادة السيطرة عليها”، مضيفا أن “المتمردين يقاومون لكن الغلبة لصالحنا”.وكانت القوات الحكومية أعلنت الأحد الماضي أنها دخلت المدينة، وأشار شاهد في المكان إلى أنها أحكمت كما يبدو السيطرة عليها.وسيطر المتمردون الموالون لمشار على المدينة في منتصف شهر أبريل الماضي، وانتقلت السيطرة عليها أكثر من مرة بين الجيش الحكومي وقوات مشار.واستعاد جيش جنوب السودان الأحد السيطرة على الناصر -إحدى أهم قواعد المتمردين- على مقربة من الحدود الإثيوبية في إطار هجوم موسع شنته القوات الحكومية السبت.ووقعت حكومة جنوب السودان أمس الأول اتفاق تهدئة مع المتمردين يستمر شهرا، يبدأ من الاثنين للسماح للمدنيين الذين يحاصرهم الصراع المستمر منذ أربعة أشهر بالانتقال إلى أماكن آمنة.وجدد الاتفاق التزاما من جانب الطرفين المتحاربين بفتح ممرات إنسانية وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بمجاعة محتملة بسبب النزاع الدائر هناك.واندلع القتال في جنوب السودان في منتصف ديسمبر الماضي إثر اتهام رئيس جنوب السودان نائبه المعزول مشار بتدبير محاولة انقلابية، وقتل آلاف الأشخاص وشرد نحو مليون شخص في النزاع الذي تحول في بعض الأحيان إلى مواجهات قبلية بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير والنوير قبيلة مشار.ويوم الجمعة الماضية قال مستشار الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة أداما دينغ إن الحرب في جنوب السودان تحولت بسرعة إلى أعمال عنف عرقية وقد تتحول إلى إبادة.
الأمين العام للأمم المتحدة يصل إلى جنوب السودان لدفع عملية السلام
أخبار متعلقة