في السادس والعشرين من الشهر الجاري تنتهي فترة المفاوضات المتفق عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أميركية، ورغم طول فترة المفاوضات إلا إنها وكسابقتها لم تصل إلى شيء؟ لا لشيء، وإنما لفرض شروط إسرائيلية تعجيزية، لا يمكن لأي فلسطيني أن يقدم عليها. إسرائيل تريد الاعتراف بدولة يهودية، وإسرائيل تريد شطب قضية اللاجئين، والفلسطيني يقول ما قاله رمز الثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات (لم تلده أمه بعد من يتنازل عن حق العودة والقدس ).اليوم ونحن على وشك انتهاء المفاوضات، كان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين وإذا بها تتراجع عن الإفراج عنهم، وتضع شرطاً ابتزازياً أمام السلطة وتقول إذا أردتم الإفراج عن الأسرى فعليكم الموافقة على تحديد المفاوضات !!!. لماذا تريد إسرائيل تحديد المفاوضات، ولماذا تريد أمريكا تمديد المفاوضات وتمارس الضغط على السلطة الفلسطينية بقبول الشروط الإسرائيلية؟ الجواب وببساطة، لكي تتمكن إسرائيل من استكمال بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس ، والتي تأخذ مساحات كبيرة إضافية من الضفة والقدس، وتستمر في مشروعها في تهويد القدس وهذا ما نشهده في كل يوم. ها نحن اليوم نسمع لغة التهديد من جديد من مكون الاحتلال على لسان وزير السياحة ويقول سيدفع الفلسطينيون الثمن باهظاً جراء ذهابهم إلى الأمم المتحدة، وتهديدات من الآخرين بعدم دفع رواتب السلطة، ولا نعرف ماهو القادم!! الأشقاء العرب مطالبون أمام هذه العنجهية الصهيونية وأمام الوصول إلى طريق مسدود بالمفاوضات تتحمل المسؤولية فيه كاملة الحكومة الصهيونية ، بأن يكونوا إلى جانب السلطة الفلسطينية، ويدعموها بكل الإمكانيات، ولا يجعلوا من موضوع الضغط المالي مشكلة تواجه السلطة، وهذا حق للسلطة الفلسطينية على الأشقاء العرب وهو اضعف الإيمان. وعلى الأشقاء العرب أن يقفوا في كل المنظمات الدولية لفضح السياسة الصهيونية ، ورفض الضغوطات الأميركية ، ونصرة فلسطين ، وشعب فلسطين، وقضية فلسطين، وعلى السلطة الفلسطينية أن تعيد النظر في كل العملية التفاوضية بعد أن قدمت كل ماهو مطلوب منها، ولم يبق لديها شيء تقدمه من تنازلات. وآن الأوان لإنهاء حالة التمزق في الساحة الفلسطينية ولايجوز أن نبقى نسمع النقد من هنا وهناك وأن نشمت ببعضنا البعض ، وأن نترفع عن الصغائر ونكون بمستوى المسؤولية أمام هذا الوضع الصعب الذي نمر به في الساحة الفلسطينية والعربية.
إسرائيل تطلب تمديد المفاوضات والسلطة ترفض وكيري يضغط
أخبار متعلقة