في اليوم العالمي للمرأة
نبيلة سعيد برغم ما يمثله يوم المرأة العالمي من اعتداد بالدور الريادي للمرأة علي كافة المستويات محلياً وعالمياً الإ أنه يظل الإعلان أقل واجب تجاه المرأة عموماً واليمنية خصوصا، فالمرأة التي اختصرت مسافات البناء في لحظة شراكة التغيير لبناء يمن جديد هي امرأة من نوع أخر لابد أن تدار باتجاهها كاميرا رصد الحدث لتروي قصة البداية في مشهد الشراكة التنموية على مستوى الوطن ليصل صداها عالما يحمل في ثناياه مواصفات أخرى لتفاصيل حياة النساء..فالثورة اليمنية صاغت المرأة صياغة مختلفة لن نبالغ إذا قلنا بأنها تمت بشكل جذري وعلى كافة المستويات وإن كان البعض يفهم بأن التغيير كان سياسياً فقط فالمفاجأة تذهلك حين تعرف أن المرأة في اليمن انتقلت من موقع المشاهد إلى موقع المتابع إلى موقع المشارك ثم إلى موقع آخر هو موقع صناعة الحدث ، فحين ظهرت الحاجة ملحة لامرأة بحجم التحدي الذي مر ولازال يمر به اليمن كانت قفزة نوعية من العطاء تسوق نفسها في تدابير حاكت فصولها نساء مبدعات لسن فقط على مستوى محافظة وإنما على مستوى خارطة الوطن. حين دفعت أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمخفيين قسراً ضريبة التغيير وحتمية بناء مصير اليمن، كانت المرأة تقف على ثغرة الأولويات ترسم معالم العمل لإكمال الطريق، والبداية رصد كل الاحتياجات التي يمكن أن يشعر بها ذوو الشهداء والجرحى والمعتقلين والمخفيين قسراً وتقديم العون بتخصص عال، وإن كانت تلك المهمة ذات أولوية لكنها لم تحبس جهد المرأة بل انتقلت تنادي بالمطالب وتؤكد على أحقية الشهداء واستكمال بناء الثورة اليمنية ورعاية كافة أهدافها صوناً كريماً لدماء من خرجوا ورغبة أكيدة في ضمان حقوق الأجيال القادمة ،تهتف في المسيرات وتندد بالتصريحات تكابد الليالي والأيام الطوال بانتظار فرجة العمل تفضي لنتائج تصنع يمنا يجمع كل اليمنيين مغتربين ومواطنين ، تلك صفحة من شراكة المرأة اليمنية التي انطلقت تنافح لمطالب حية راقية تكفل لها ولفئات المجتمع من بعدها حياة كريمة.كثير هن النساء اللاتي التحقن بالمسيرات وأرتفع هتافهن في الساحات و أعتلت أصواتهن منابر المنتديات ليكون رجع الصدى هناك امرأة من نوع آخر تقود حملة التغيير ضد أدوار نمطية صممتها البيئة واستهلكتها العادات والتقاليد وحرمت المرأة من استثمار طاقاتها وإمكاناتها ليكون النضال في الفعل الثوري حتى اكتمال بناء اليمن ميدان السباق الأعمق عطاء لخروج المرأة بأعواد الياسمين وهتافات التمكين لبناء الوطن ، تلك المرأة لم تتوقف عند حدث الثورة فحسب بل واصلت جهوداً مضنية ولازالت أمام المتابع طوفانا يقتلع القهر والذل ويجرف الضغينة لكل من يهمش دور إنسان يحمل في ثناياه صوت امرأة تحمل القرارات الفولاذية باستمرار ومواصلة الطريق حتى خروج الوطن لبر الأمان.تلك مشاهد حرة نراها في حوارات تتصل يوماً فأخر تنقل للناس عموماً بأن الحوار الوطني خيار كل الأطياف السياسية والتراكيب القبلية والتوجهات المذهبية لبقاء الوطن ومغادرة عملاء المساومة على كرامة وحرية اليمن ، لقد أضحى اليوم الجميع يؤمن بإن المرأة إذا اعتنقت حلولاً لإعمار الحياة اليمنية تكون أشد الفئات في تدعيمها وإثراء الحديث حولها وتبني خياراتها حتى إكتمال مشهد الحصول على المطلوب.من لحظة احتضان الثورة بكافة مطالبها وخلال مرورها بمنعطفات التضحية والصبر على خيار التغيير مطلباً شعبياً شبابياً حراً و حتى لحظة امتداد المفاوضات وانتهائها بانتخاب الرئيس هادي وحكومة الوفاق وهي لاتفارق يد الشراكة إيماناً عميقاً بأن دوراً لايمكن أن يؤديه غيرها لابد أن تقوم به ، فأنتقلت من منصة المتابع للأحداث الثورية والمساهمة المتواضعة إلى المطالبة بحصص تضمن التمثيل العادل في كافة هياكل العودة بالوطن لبر الأمان وشاطئ الاستقرار والأكثر مفأجاة نساء محافظات نائية في عمق اليمن ذوات مشاريع تنموية لا تعرف للمستحيل طريقاً يتنفس عبرها.وحين تسألها عن تلك الشراكة تقول- كان زمان ماليش دور أما الآن الوضع اختلف - فهل يفقه المجتمع محلياً وعالمياً بأن الوضع بالفعل تغير وإن سنوية 8 مارس للمرأة في العالم شيء وللمرأة اليمنية شيء آخر وإن كنا ربما نتفق أن الإعلان ربما كان فقط للتخفيف من حدة المطالب التي ظهرت من الستينات بتمكين المرأة في كافة المواقع التي يعتقدها الرجل سيادية.الحوار بوابة الأفق الأعمق عطاءً ينتظر من المرأة اليمنية التي لم تعجزها السنوات العجاف ثلاثية العقد من إنفراط صبرها وديمومة عطائها من أن تناضل باتجاه مختلف عما عاشته خلال سنوات مضت فمائدة الحوار الوطني كما تنتظر من النخبة الذين تم تمثيلهم نيابة عن اليمن هي تنتظر بذات نفس العمل امرأة بحجم المرحلة تقدم اليمن على كافة الإهتمامات ولو على أقل تقدير هذه المرحلة الخطيرة والتي يدرك العالم من حولنا خطورتها بل يسعى لدعمها لتكتب له علي بوابة التاريخ إسهاماً ليمن الحضارة في مستقبله القريب، وهي لذلك تجيش جهداً تنموياً له خيارات الولاء والحب لليمن عقيدة حرة ليس فيها مراهنة على خيار آخر. .في اليمنأناس ينتظرون بزوغ فجر الحرية على كافة مستويات الحياة، وينتظرون خروج الحوار الوطني الشامل بنهضة حقيقة ترفع الحرج عن مصير اليمن من سوء التغذية ، الفقر ، الأوبئة ، المرأة في ذلك قدمت ولا تزال تحرك طاقاتها باتجاه العمل والبناء فحري أن نهنئ لليمن امرأة يمنية بهذه المواصفات وياريت كان المتحدث عنها رجل