لدى افتتاح وزير الثقافة ومحافظي تعز و إب قلعة القاهرة التاريخية
تعز / سبأ:افتتح وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل ومحافظ تعز شوقي احمد هايل و محافظ إب احمد عبدالله الحجري أمس بتعز حصن قلعة القاهرة التاريخية بعد استكمال مشروع إعادة الترميم الذي استمر 14 سنة بتمويل من وزارة الثقافة ممثلة بصندوق التراث والتنمية الثقافية والسلطة المحلية ممثلة بالمجلس المحلي وصندوق النظافة والتحسين ومجموعة هائل سعيد انعم وبكلفة وصلت الى ثلاثة مليارات واربعمائة مليون ريال .واطلع وزير الثقافة والمحافظان على ساحات ومنشآت ومرافق الحصن وما شهده من أعمال ترميم منذ مايو عام 2000م .ونفذ الترميم على مرحلتين تناولت المرحلة الأولى أعمال ترميم وبناء الاسوار والمرافق الحمائية فيما تناولت المرحلة الثانية أعمال إعادة تأهيل وترميم قلعة القاهرة (الحصن).وتنقل الوزير والمحافظان والمسؤولون بعدد من المرافق المهمة في القلعة وبخاصة التي تم اكتشافها خلال أعمال الترميم من سواق وممرات وإنفاق ولقى اثرية وغيرها من الاكتشافات التي رفعت من القيمة التاريخية للقلعة التي تمثل احدى أهم القلاع في اليمن .واستعرض وزير الثقافة ومحافظ تعز ومحافظ إب المعرض الفني الذي اشتمل على عدد من الصور تشرح المراحل التي مر بها مشروع إعادة الترميم .وشهد الافتتاح حفلا فنيا قدمت فيه الزهرات والبراعم عددا من العروض الفنية المعبرة عن تنوع الموروث الحضاري والثقافي في اليمن.وأشاد وزير الثقافة بالجهود التي بذلت في أعمال الترميم ، منوهاً بخصوصية الإنجاز الذي تحقق في هذا المشروع ، واعتبره من أهم المشاريع التاريخية في المشهد الثقافي اليمني كونه يعيد الاعتبار لقلعة من أهم قلاع اليمن.وأشار إلى الأدوار التاريخية والثقافية لأبناء تعز الذين اقاموا دولة المعافر في الاندلس بعد دولة عبدالرحمن الداخل .ونوه بخصوصية الأدوار التي مارستها الحركة الوطنية اليمنية انطلاقا من تعز وما اسمهت به تعز في خدمة مشروع الدولة المدنية .واعتبر انجاز مشروع القلعة يمثل اللبنة الأولى في الطريق الى العاصمة الثقافية لليمن بكل ما تمثله من قيم حضارية وجمالية وتاريخية وتعتبر اليوم هي رمز المدينة الحالمة وعنوانها .وأضاف: تقدم تعز كعادتها في تاريخ اليمن النموذج في التنظيم والانجاز وتصدرت المشهد السياسي والاجتماعي في مرحلة انتقال السلطة وبعد انتهاء المؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انجز فيه اليمنيون أسساً جديدة لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة هذه المخرجات التي قادها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية هي التي تشكل مستقبل اليمن الدولة والمواطنة والحقوق والحريات .واعرب عن الشكر والتقدير للمحافظ الذي بذل جهودا كبيرة في انجاز ترميم هذه القلعة واكتشاف بعض من اسرارها ، موجها الشكر للسلطة المحلية وصندوق التراث والتنمية الثقافية.محافظ تعز شوقي أحمد هائل سعيد استعرض الجهود التي بذلت في انجاز ترميم قلعة القاهرة في مرحلتيها الأولى والثانية.وأشار الى بعض الخصائص التاريخية والحضارية والثقافية التي تتمتع بها القلعة وما مر به مشروع إعادة الترميم من معوقات تم تجاوزها وإنجاز المشروع ، مشيدا بجهود المحافظ السابق لتعز أحمد عبدالله الحجري وكل طاقم العمل الذين عملوا على انجاز المشروع .وقال المحافظ : لقد كان إعادة ترميم القلعة حلماً بالنسبة لنا وها هو قد تحقق وأصبحت القلعة منشأة ثقافية عملاقة ومقصداً سياحياً سنعمل على استكمال تهيئته ليكون أهم منارات العاصمة الثقافية لليمن .وأضاف محافظ تعز: لقد كانت تعز وستظل منارة ثقافية ولن نتوانى عن بذل كل الجهود للوصول بها الى التطلعات المنشودة .وأشار المحافظ الى مشروع تسوير القلعة الذي اثير حوله ما وصفه باللغط مؤكدا ان هذا المشروع استطاع ان يحمي المدينة من انهيار القلعة ويحمي القلعة من الاندثار.ولفت الى ان المرحلة الأولى كلفت مليارين وثمانمائة مليون ريال فيما كلفت المرحلة الثانية خمسمائة مليون ريال .فيما القى كل من مدير المكتب التنفيذي لتعز العاصمة الثقافية لليمن رمزي اليوسفي ومدير عام مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بشرى الخليدي كلمتين استعرضتا خصوصية الحدث وأهميته والجهود التي بذلت في تنفيذه حتى الانتهاء منه .وفي الحفل كرم محافظة تعز و وزير الثقافة المحافظ السابق لتعز احمد عبدالله الحجري بدرع العاصمة الثقافية تقديرا لجهوده في خدمة المحافظة . كما كرم محافظ المحافظة شوقي احمد هائل وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل تقديرا لدوره في الاعداد والتحضير لبرنامج العاصمة الثقافية وإعادة ترميم القلعة .كما كرم وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل محافظ محافظة تعز تقديرا لجهوده في خدمة مشاريع العمل الثقافي في المحافظة .كما تم تكريم الاختصاصيين و القائمين على أعمال إعادة ترميم وصيانة القلعة تقديرا لجهودهم في انجاح أعمال إعادة الترميم .يشار الى ان فريق إعادة ترميم الحصن قد تشكل من عدد من الخبراء والاختصاصيين الآثاريين والفنيين الذين حرصوا على تنفيذ أعمال الترميم وفق دراسات استطاعوا من خلالها إعادة القلعة الى ما كانت عليه في العهد الرسولي .وأكدت مديرة مكتب الهيئة العامة للاثار والمتاحف لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان مشروع إعادة ترميم الحصن ( المرحلة الثانية ) أعاد القلعة الى ما كانت عليه في الحقبة الرسولية .وأشارت الى ان اعمال إعادة الترميم كانت قد كشفت عن عدد من اسرار القلعة من خلال الكشف عن عدد من السواقي ومنها ساقية مسقوفة لتصريف مياه الأمطار واحواض وسراديب( سرداب يتجه نحو القصر بطول (3.4 متر) وعرض (70 سم ) وسرداب يتجه نحو الشرق بطول (3 أمتار) وعرض (75سم). وممرات وغرف ومطابخ قديمة وأحواض خاصة لتجميع مخلفات المطابخ وانفاق سرية منها نفق بعمق 5 أمتار ونصف متر وما زال المجال لتتبع هذا النفق وأيضا سقف النفق عليه فتحات للتهوية والإنارة .وأضافت:من ضمن الاكتشافات ايضاً معاصر حجرية كانت تستخدم لإنتاج الزيوت قديماً وأيضا مدفأة لصقل العملات وصب البارود وأحجار المنجنيق والتي هي من أحجار السائلة الصلبة ويزن ثقلها ما يقارب من 30 - 40 كيلو جراما ومدرج سري يؤدي إلى الساحة الجنوبية أسفل القصر ومنفذ خروج للطوارئ واللقى الأثرية (أوان فخارية وزجاجية وحجرية تمهيداً للقيام بدراستها والبحث عن ماهيتها الأثرية والتاريخية.) والتي تم اكتشافها وأثبتت بدلالتها على حقب تاريخة عديدة بالقلعة ابتداءً بالصليحية ومرورا بالرسولية والعثمانية وما توسطها .واستطردت موضحة : لقد تمت مزامنة مرحلة الترميم بعملية مهمة جدا كان لا بد من البدء بها وهي جمع وتوثيق وترميم اللقى الأثرية المكتشفة وإنشاء معمل لهذا الغرض من خلال فريق تم تدريبه لهذا الغرض . وهذه الاكتشافات جاءت بعد عمل بدقة عالية والتي رافقت عملية الترميم التي تمت بتأن وتفان وعمل مجسات استكشافية قبل البدء بالترميمات .وأشارت الى أن من أهم اعمال الترميم إعادة ترميم وتأهيل الابراج ومنها الغربية والشمالية و برج دفاعي مطل على الجهة الجنوبية للحصن وبه شواقيص خاصة للقنص .وتطل قلعة القاهرة على مدينة تعز، ويقدر ارتفاعها بحوالي (1500م) عن مستوى سطح البحر، وترجع المصادر التاريخية تأسيسها إلى ما قبل الإسلام، ولم تذكرها في العصر الإسلامي، إلا منذ عهد الدولة الصليحية في القرن (5هـ)، عندما أشارت الى ان الأمير عبد الله بن محمد الصليحي شقيق محمد بن محمد الصليحي قد أتخذ منها حصناً له، وأعادها إلى واجهة الأحداث التاريخية ، فقد استولى عليها (توران شاه) سنة (569هـ / 1173م) بعد أن قضى على قوات (عبد النبي الرعيني)، وصارت في عهد الدولة الرسولية حامية لمقر الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول، ثم آلت بعد ذلك إلى الطاهريين في سنة (924هـ / 1518م)، وظلت موقعاً عسكرياً مهماً يسيطر على مدينة تعز بعد ذلك ، وحتى وقت قريب.إن قلعة القاهرة قد قامت بأدوار عسكرية وسياسية مهمة خلال تاريخها الطويل، وليس ذلك فحسب ، بل إنها أيضاً تمثل تحفة معمارية نادرة بما تحويه من منشآت متنوعة، فضلاً عن موقعها المطل على مدينة تعز، لذا توجهت إليها الأنظار وامتدت إليها يد الترميم والتطوير لصيانتها وتأهيلها، لتستقبل الزوار في منشآتها الترفيهية، كالمتنزهات والمطاعم والشلالات بالإضافة إلى المكتبة والمسرح والمتحف ومرافق أخرى تقدم خدماتها الراقية لمرتاديها.