في المهرجان الجماهيري بالعاصمة صنعاء احتفاء بالذكرى الثالثة لثورة (11) فبراير
صنعاء / سبأ:أحيا شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية، امس، الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير بمهرجان جماهيري حاشد وكبير في شارع الستين بالعاصمة صنعاء.وفي المهرجان الحاشد الذي بدئ بالسلام الجمهوري ثم آي من الذكر الحكيم.. ألقى نائب رئيس المجلس العام لمعتقلي الثورة جمال الظفيري كلمة المعتقلين التي كتبها المعتقل ابراهيم الحمادي، حيا فيها نضال أبطال الثورة من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وتحدث عن معاناة الشعب اليمني بسبب فساد سياسات النظام السابق وإرهاصات الثورة الشبابية الشعبية السلمية وأبرز مطالبها وأهدافها الوطنية.واشار إلى ما تميزت به اهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية السامية، في إقامة دولة النظام والقانون وإنصاف المظلوم وردع الظالم واستتباب الأمن والاستقرار وبسط نفوذ وسيطرة الدولة على كل الأراضي اليمنية.. مؤكدا أن التضحيات مهما عظمت فإنها رخيصة أمام رفعة ومجد وسؤدد الوطن.واستعرض البطولات التي اجترحها الشباب في الفعل الثوري لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب.ولفت إلى أن هذه الذكرى يعيشها المعتقلون في ظل إصرارهم على الإضراب عن الطعام والشراب والدواء حتى الموت أو الإفراج عنهم.وتحدثت خلال المهرجان القيادية في الثورة الشبابية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بكلمة اعتبرت فيها أن الجموع الكبيرة التي احتشدت في هذا المهرجان، وعموم محافظات الجمهورية، إنما هي دليل على عظمة الشعب اليمني، الذي أبى الا أن يدافع عن ثورته.. وقالت:" ثورة 11 فبراير العظيمة ليست مجرد حدث عابر في تاريخنا الوطني إنها حدث غير عادي في التاريخ الإنساني، إنها واحدة من أعظم الثورات الإنسانية ".وأضافت " لقد أنقذت ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية وطننا من الانقسام وحفظته من الاحتراب الطائفي والاقتتال الداخلي وحمته من الفشل والانهيار ".وتابعت كرمان قائلة :" وبإمكاني أن اقول بثقة كاملة بأن موعدنا مع الصبح قريب بأن موعدنا مع دولة العدالة والكرامة والمساواة والديمقراطية والحكم الرشيد قريب وقريب جدا ".. مؤكدة أن ثورة 11 فبراير أحدثت تحولا عميقا باتجاه الدولة العظيمة.واستطردت قائلة :" قبل أيام انتهينا من مؤتمر الحوار الوطني.. وقعنا على مخرجات عظيمة محددة ومفصلة بدقة وهي في مجملها تصلح أساسا متينا للعبور إلى المستقبل بثقة وسلامة واقتدار لو تم تنفيذها كان ذلك انجاز عظيم للغاية ".وتابعت :"علينا أن نجعل من مخرجات مؤتمر الحوار مدخلات لبناء الحاضر والمستقبل عبر البدء بتنفيذها الآن .. فهناك حوالي الفين من المخرجات لو لم نبدأ من الآن بتنفيذها حزمة حزمة حسب الأولويات فلن ننفذها أبدا وسيحتاج الأمر إلى ثورات جديدة وتضحيات جديدة وآليات وسلطة انتقالية جديدة".وأردفت كرمان قائلة :" إن اليمن الموحد متعدد الأٌقاليم يحتاج إلى أن نبدأ إنجاز ماهو أهم على الاطلاق ، إن أقلمة اليمن ستكون في أحسن حالاتها إسفيناً بلا جدوى أن لم تعزز الآن ببسط نفوذ الدولة ببسط سيطرة الدولة و نزع السلاح من جميع الميليشيات والجماعات المسلحة ".ومضت قائلة:" يجب أن نستبدل قوة الجماعات بقوة الدولة قوة مراكز النفوذ بقوة الدولة قوة المليشيات بقوة الدولة ويجب أن تكون حازمة فلا يفلت جاني من يد القانون وان تكون مهابة فلا ينجو مجرم من سطوة العدالة وأن لايفلت فاسد ناهب من العقاب والملاحقة" .. مشددة على أن الدولة إذا لم تصبح صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه فإن الاقلمة وكل الترتيبات الإدارية ستغدو وبالاً على الشعب والوطن .وطالبت الناشطة توكل كرمان بإصدار قانون للسلاح ينص صراحة على تسليم السلاح من قبل الجماعات والجهات خارج القانون خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر وكل جماعة تحتفظ به بعد ذلك تعد جماعة مجرمة خارج القانون ومحظورة هذا ليس نكاية بأحد أوبأية جماعة بل هذا اجراء بالغ الأهمية من اجل الشعب والوطن.وضمنت كرمان كلمتها مجموعة من الرسائل اكدت فيها أن على كل مسؤولي الدولة، أن يدركوا أن شرعيتهم يستمدونها من تنفيذهم لمخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية كاملة غير منقوصة.وطالبت بإصدار قانون استرداد الأموال العامة والمنهوبة، واستكمال هيكلة الجيش والأمن وفقاً لأسس وطنية واحترافية ، وسحب السلاح من المليشيات الجماعات المسلحةـ وإلغاء الاتفاقيات والعقود الغازية والنفطية المجحفة والفاسدة وخصت بالذكر اتفاقية تطوير الغاز اليمني المسال وما تلاها من عقود بيع فاسدة وكذا الغاء القرار الجمهوري بقانون شاغلي وظائف السلطة العليا رقم 6 لسنة 95 لتعارضه مع مبدأ المساءلة ومضمون روح قوانين مكافحة الفساد ، وتعديل قانون مكافحة الفساد بما يجعله منسجماً مع اتفاقية مكافحة الفساد الدولية، تعديل قانون الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بما يسمح له بالنفاذ إلى كافة المستندات المالية للأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية ويسمح بنشر المعلومات على الجمهور والإبلاغ والمحاكمة عن كافة المخالفات.كما طالبت بتفعيل قانون حق الحصول على المعلومة ورفع القيود عن سرية اقرارات الذمة المالية، والغاء كافة القرارات المخالفة لشغل الوظيفة العامة وإحالة كافة القيادات والأفراد عسكريين ومدنيين البالغين احد الاجلين للتقاعد فوراً.وأكدت على أهمية تطبيق أجهزة القضاء لمبادئ العدالة دون انتقائية، وأن تشمل جميع جرائم الصراع السياسي ومنها بالتأكيد تفجير جامع دار الرئاسة .. وعدالة جنائية للجميع بمن فيهم مجرمو دار الرئاسة وقتلة المتظاهرين وكل جرائم الصراع السياسي .. مطالبة في ذات الوقت بالإفراج عن شباب الثورة المعتقلين.ودعت مجلس الامن الى اتخاذ عقوبات ضد معرقلي العملية الانتقالية في اليمن.كما القيت كملة عن أسر الشهداء والجرحى القاها الدكتور محمد الظاهري، تحدث فيها عن دلالات ثلاث؛ ابتدأها بالدلالة المكانية التي تعيد للأذهان ذكرى التضحيات الشبابية منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية، كدلالة رمزية سيكون لها الحضور مستقبلا، والدلالة الثانية دلالة الذكرى الثالثة لثورة الـ11 من فبراير، والثالثة دلالة الزمان، لافتا إلى أن تاريخ الـ11 من فبراير يستحضر فيه الملحمة البطولة لحصار السبعين يوما في 68م.وأكد أن الثورات هي بإنجازاتها لا بذكرياتها فحسب، مشيرا إلى أنه في مثل هذه المناسبة يتعين أن تكون لحظة ووقفة يتم فيها استعراض مواطن القوة والضعف والانجازات الكثيرة، التي تحققت في ظل الثورة.. وقال "ثورتنا أيضا ثورة غير مكتملة فهي بحاجة إلى تعزيز وتحقيق اهدافها واستكمال مطالبها، وهي تحتاج للرعاية لا للدعاية، والإقدام لا الإلهام، والتغيير لا التحوير"، مؤكدا أن "الثورات المجانية لا توجد على هذه الأرض، فالثورات تحتاج إلى نضالات وتضحيات".وأشاد بالتضحيات التي اجترحها الشهداء والجرحى والمعتقلون في سبيل إنجاح هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. مشيرا إلى أن "الشهداء هم شهداء ثورة مباركة لا شهداء صراع سياسي، وأن الجرحى هم جرحى ثورة لا جرحى حوادث مرورية، والمعتقلين هم معتقلو ثورة لا حوادث جنائية".كما ألقيت في المهرجان قصيدتان شعريتان للشاعرين فؤاد الحميري، وعمر النهمي مجدتا تضحيات الشباب واستبسالهم في سبيل إنجاح الثورة الشبابية الشعبية السلمية.وتخلل المهرجان ترديد لشعارات وطنية وتؤكد على عظمة أهداف الثورة وضرورة تكاتف الجهود لترجمتها على ارض الواقع فضلا عن اطلاق خمسة آلاف بالون في سماء العاصمة صنعاء حملت الوان العلم الجمهوري .وأعلن المشاركون في المهرجان إطلاق تسمية "11 فبراير" على شارع الستين بأمانة العاصمة.وأشادوا بما جاء في رسالة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الموجهة لأبنائه وبناته الشباب بمناسبة الذكرى الـ3 ليوم 11 فبراير والتي وجه في مستهلها تحية إكبار وإجلال واعتزاز لكافة الشباب الذين أطلقوا في الـ 11 من فبراير 2011 م العنان لإرادة اليمنيين التواقة منذ عقود طويلة لبناء دولة مدنية حديثة أكثر عدلاً وأمناً ورخاء يسودها النظام والقانون والحكم الرشيد، تواصلاً للتضحيات النضالية الكبيرة التي قدمتها ثورة الشعب الخالدة في السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر في سبيل الحرية والانعتاق من الظلم والتبعية والقهر والإذلال .وفي ختام المهرجان ألقى مقرر اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية ياسر الشيباني، البيان الصادر عن اللجنة والذي أكد إننا نعيش اليوم لحظة عبور تاريخية نحو المستقبل الذي ضحى شعبنا اليمني من أجل تحقيقه وقدم قوافل الشهداء والجرحى وتحمل الكثير من المعاناة في حياته المعيشية موقناً بأنه لن يتراجع عن غايته في بلوغ اليمن الجديد .وقال البيان: "اليوم وبعد مرور ثلاثة اعوام على انطلاق ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية نجد انفسنا ملزمين اخلاقياً بتقييم مسيرة الثورة المباركة في كل محطاتها منذ انطلاق شرارتها في مطلع العام 2011 و ما تم تحقيقه من اهداف ومطالب ثورة التغيير الخالدة ".وأضاف "واليوم ونحن إذ ننظر إلى الانجازات والانتصارات التي حققتها الثورة بتضحيات وصمود ابناء شعبنا اليمني إلا أن هذه الانتصارات وبرغم عظمتها لم تصل بنا بعد الى المستوى الذي يشعرنا بالأمان والطمأنينة ببلوغ الدولة الوطنية الديمقراطية دولة المواطنة والعدالة والحرية".واستطرد:" فالثورة عمل تراكمي طويل الامد متغير الاطوار والادوات تنتقل من مرحلة الى اخرى مستخدمة اساليب وادوات تفرضها كل مرحلة إلا أن أهم مراحل الثورة هو بناء مؤسسات الدولة الضامنة للحرية والكرامة والقادرة على توفير العيش الكريم عبر اطلاق التنمية الشاملة والمستدامة" .ومضى قائلا: "إننا ندرك أن بناء الدولة المدنية كمشروع وطني جامع تعترضه صعوبات جمة تقف خلفها قوى اجتماعية وسياسة تتعارض مصالحها مع مصالح الشعب وهو ما يحتم على كل القوى الخيرة في المجتمع اليمني وفي طليعتهم شباب الثورة أن تعمل على توحيد الجهود نحو هدف واحد وهو بناء مؤسسات الدولة الضامنة لمصالح الشعب والمحققة لطموحاته وآماله ".واعتبر أن ما يجري من محاولات لاستهداف مؤسسات الدولة المختلفة ولمصالح الشعب اليمني العليا إنما يهدف لإسقاط الدولة وتطلعات التغيير ومكاسب نضالات الشعب اليمني منذ ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين التي جاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية امتدادا لهما .. مؤكدة في ذات الوقت أن الشعب اليمني وطليعته شباب الثورة قادرون اليوم على التصدي لكل من يحاول اعاقة مسيرة التغيير وتعطيل مشروع الدولة.وتابع قائلا:" فشعبنا اليمني الذي قدم التضحيات الكبيرة في مسيرته التاريخية لن يسمح لأي قوة بأن تثني مسيرته نحو التغيير وبناء المستقبل والعودة إلى الماضي بكل اشكاله وسيواجه بعزيمة لا تقبل الانكسار كل المؤامرات البائسة للعودة للماضي ".وشدد على أن الضرورة الوطنية تفرض نفسها اليوم وتحتم على الشباب شحذ الهمم واستجماع قوتهم لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والثورية كقوة ضامنة لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية ، والوقوف بحزم امام القوى التي تحاول تجيير مشروع التغيير لصالحها على حساب مصالح اليمنيين جميعاً.وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في بيانها على ضرورة الالتفاف حول مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والعمل من اجل تنفيذها، مطالبة بإقرار يوم الـ11 من فبراير يوماً وطنياً تجسيداً للإرادة الشعبية.ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في بيانها الى تشكيل كتلة وطنية وشعبية عريضة للتصدي لأي محاولة لإعاقة مسيرة التغيير والعودة الى خيارات الماضي .وفي حين جددت موقفها تجاه الحصانة ومطابتها باجتثاث الفساد والفاسدين.. أكدت في ذات الوقت على أهمية سرعة تنفيذ ما جاء في قراراي مجلس الامن رقم 2014 و 2052 بشأن التحقيق بانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت بحق شباب الثورة وكذا البدء بإجراءات استعادة الاموال المنهوبة .ولفتت إلى أهمية تكريم أسر الشهداء والجرحى وتعويضهم التعويض العادل الذي يليق بتضحياتهم العظيمة، مناشدة بسرعة اطلاق المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين من شباب الثورة .وشددت على ضرورة محاسبة الفاسدين والعابثين بالمال العام وثروات الوطن خلال الفترة الماضية وكذا ضرورة فرض هيبة الدولة وبسط سيطرتها على جميع اراضي الوطن ونزع السلاح من القوى المتمترسة وراء السلاح .وطالبت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية باستكمال هيكلة الجيش والامن وبنائهما وفقاً للمعايير الوطنية والغاء كافة الامتيازات الممنوحة خارج اطار القانون في القطاعات الاقتصادية باعتبارها انتهاكاً لمصالح الشعب وثرواته .ودعت القوى السياسية والاجتماعية إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ البلد تعزيزاً لوجود الدولة كمرجعية وطنية جامعة لكل اليمنيين .وهنأت في ختام البيان جماهير الشعب اليمني بالذكرى الثالثة لانطلاق ثورة الـ11 من فبراير، مشيرة الى أهمية إحياء هذه الذكرى للتأكيد على إصرار الشعب على المضي نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.هذا وقد شهدت عدد من محافظات الجمهورية أمس مهرجانات جماهيرية حاشدة للاحتفاء بالذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية السلمية.