إعداد / د. محمد احمد الدبعيالتهاب الجيوب الأنفية حالة مرضية واسعة الانتشار، أسبابه كثيرة علاوة على الأمراض الموضعية في الحلق والأنف والبلعوم، وقد يكون سببه عدوى أو حساسية أو بسبب مشاكل تتعلق بمناعة الجسم.كما أن له أسبابا أخرى تتعلق بالبيئة المحيطة كتغيرات الجو وتقلبات الطقس وانخفاض درجة حرارة الأجواء المؤدية إلى نزلات البرد.معظم حالات التهاب الجيوب الأنفية تأتي نتيجة عدوى فيروسية، وتنقضي خلال فترة قصيرة تمتد لعشرة أيام، حيث يعتبر التهاب الجيوب من هذا النوع من الحالات الشائعة.[c1]ملامح المشكلة[/c]قد لا يبدي البعض اهتماماً بعلاج التهاب الجيوب الأنفية جهلاً بخطورة وحساسية هذه المشكلة المؤرقة والمتعبة للكثيرين، إذ يُعرف هذا النوع من الالتهابات: بأنه التهاب جيوب التجاويف المجاورة للأنف التي توجد داخل عظام الجمجمة، وهي مليئة بالهواء تحيط بالأنف والعينين، وترتبط بتجويف الأنف عبر فتحات صغيرة تسمح بخروج المخاط والإفرازات من التجاويف إلى الأنف مع تهوية التجاويف. وعَملياً، يحدث التهاب الجيوب نتيجة انسداد فتحات اتصال هذه التجاويف(الجيوب) بالأنف مما يؤدى لاحتقان والتهاب الغشاء المخاطي المبطن للجيوب بسبب امتلائها بالإفرازات المخاطية والجراثيم، وكذلك بسبب احتباس الهواء مع تلك الإفرازات؛ الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الجيوب. [c1]العوامل المسببة[/c]من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الانسداد والالتهاب في الجيوب الأنفية:1 - حساسية الأنف.2 - التعرض للغبار الضار والأبخرة الصناعية المثيرة للحكة على الأغشية المخاطية.3 - تكرار الأنفلونزا والزكام والرشح.4 - وجود انحراف في الحاجز الأنفي.5 -تضخم اللحميات الخلف أنفية.[c1]العلامات والأعراض[/c]هناك علامات وأعراض تصاحب التهاب الجيوب الانفية وهي:- الصداع.- ارتفاع درجة حرارة الجسم.- ألم في الوجه بين وحول العينين أو جبهة الوجه أو مؤخرة الرأس حسب الجيب المصاب.-احتقان وانسداد في الأنف.-إفرازات أنفية أو خلف أنفية.-ألم في الأسنان والفك العلوي.-تأثر حاسة الشم.-أحياناً، يظهر تورم واحمرار الجلد المغطي للجيب المصاب، وانسداد الفتحات المؤدية إلى العين بعض الشيء.[c1]تصنيف الإصابة[/c]يصنف التهاب الجيوب الانفية حسب التسلسل الزمني للإصابة إلى عدة تصنيفات:-- التهاب الأنف والجيوب الحاد:- وهو عدوى حديثة قد تستغرق نحو أربعة أسابيع، ويمكن تقسيمها حسب الأعراض إلى حالة شديدة و حالة غير شديدة.- التهاب الأنف والجيوب الحاد المتكرر:- أربع نوبات منفصلة أو أكثر من التهاب الجيوب الأنفية الحاد التي تحدث في غضون سنة واحدة.- التهاب الأنف و الجيوب شبه الحاد -:وهو عدوى تستمر ما بين (4 - 12)أسبوعاً، وتمثل مرحلة انتقالية بين العدوى الحادة والمزمنة.-التهاب الأنف والجيوب المزمن -:وهي الحالة الممتدة للمرض، عندما تستمر علامات وأعراض التهاب الجيوب الأنفية لأكثر من(12) أسبوعاً.اللافت إلى أن كل هذه الأنواع تتشابه في الأعراض، مما يجعل من الصعب - في كثير من الأحيان- التمييز فيما بينها. ويعد التهاب الجيوب الأنفية الحاد شائعا جدا؛ يمثل ما نسبته (90 %) تقريباً من حالات إصابة البالغين بالتهاب الجيوب الأنفية في مرحلة ما من حياتهم.[c1]الالتهاب الحاد[/c]عادة ما تسبق إصابات الجهاز التنفسي العلوي بالالتهاب في وقت سابق للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد، وفى الغالب تكون أصول العدوى فيروسية؛ ناجمة - في معظم الحالات- عن عدوى بالفيروسات الأنفية والفيروسات التاجية وفيروسات الأنفلونزا، وفى أحيان أخرى تسببه فيروسات معوية أخرى غير الفيروسات الأنفية. أما إذا كانت العدوى بكتيرية المنشأ، فإن أكثر ثلاثة وسطاء بكتيرية مسببة للالتهاب شيوعاً هي العقدية الرئوية، المستدمية النزلية، الموراكسيلة النزلية). وحتى وقت قريب، كانت المستدمية النزلية هي الوسيط البكتيري المسبب لالتهاب الجيوب الأنفية الأوسع انتشاراً. غير أن طرح لقاح (اتش أنفلونزا (H. influenza/ المضاد للمستدمية النزلية نوع ( ب (Hib/قد خفض من التهاب الجيوب الأنفية بهذا النوع من الأمراض.وبشكلٍ كبير، يمكن أن تنجم النوبات الحادة من التهاب الجيوب الأنفية - أيضاً- عن غزو فطري، وعادة ما تظهر هذه العدوى لدى المرضى الذين يعانون من داء السكري أو أمراض نقص المناعة الأخرى مثل(المتعايشين مع مرض الإيدز، مرضى زرع الأعضاء الخاضعين للأدوية المضادة للنبذ الكابحة للمناعة)، ويمكن لتلك الإصابات الفطرية أن تهدد حياة المريض كحال مرضى السكري من النوع الأول،أيضاً يمكن أن يقترن(الحماض الكيتوني) بالتهاب الجيوب الأنفية بسبب (الفُطَر العَفَنِي).إلى ذلك، تتهيج الأغشية المخاطية -عادةً- من دخان السجائر وأبخرة (مادة الكلور) ما قد يؤدي- أيضاً- إلى التهاب الجيوب الأنفية، ونادراً ما ينتج التهاب الجيوب الأنفية عن عدوى بالأسنان.[c1]الالتهاب المزمن[/c]الحالة المزمنة سمة بارزة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، فهو يستمر لفترة تزيد على ثلاثة أشهر، حيث تحدث تغيرات داخل الغشاء المخاطي، داخل الجيب الأنفي، وتستمر أعراض التهاب الجيب تدريجياً، وغالباً لا يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم. يمكن أن يتسبب بالتهاب الجيوب المزمن العديد من الأمراض المختلفة، ويكون ذلك الالتهاب عرضا مشتركا من أعراضها. أما أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن فمن الممكن أن تشمل أي مزيج من(احتقان الأنف، ألم الوجه، الصداع، السعال ليلاً ، زيادة أعراض ربو كانت بسيطة أو مكبوحة سابقاً، التوعك العام، خروج مخاط أنفي أخضر أو أصفر كثيف، الشعور بامتلاء أو ضغط في الوجه قد يزداد سوءً عند الركوع أو الانحناء للأمام، الدوخة، آلام الأسنان ، رائحة الفم الكريهة). بيد أن كل عرض من هذه الأعراض له أسباب محتملة أخرى متعددة ينبغي أن تؤخذ - كذلك- في الاعتبار والفحص، وما لم تحدث مضاعفات وحمى لا تعتبر سمة من سمات التهاب الجيوب الأنفية المزمن. في كثير من الأحيان، بالإمكان أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى(الخُشام ، وهو انخفاض في حاسة الشم[c1]الوقاية العامة [/c]يلزم المصابين بالتهاب الجيوب الانفية الكثير من تدابير الوقاية بمعية استخدام الأدوية المضادة، وتشمل:-- البقاء في داخل المنزل في حرارة معتدلة في حال تقلبات الطقس العنيفة ذات الأجواء الباردة.- تجنب الانحناء مع إمالة الرأس إلى الأسفل.- استعمال كمادات دافئة على الوجه.- أخذ قسط من الراحة إذا كان المريض محموماً وغير مرتاح.- استخدام مسكنات الألم البسيطة دون إفراط.- الابتعاد عن الأجواء المليئة بالدخان. - تجنب التعرض الطويل للغبار والمواد المهيجة. - عدم التمخط بشدة أثناء الإصابة بالزكام، لأن هذا يمكن أن يدفع العدوى باتجاه الجيوب.- شرب الكثير من السوائل حتى تحافظ على سيولة المخاط وتدفقه.- تجنب ركوب الطائرة في حال وجود إصابة باحتقان شديد، فالتغير في الضغط الجوي نتيجة الطيران قد يدفع المخاط إلى داخل الجيوب الأنفية،وفي حال الاضطرار لركوب الطائرة، فعندها يستعمل مزيل الاحتقان قبل الإقلاع ويستعمل بخاخ الأنف المزيل للاحتقان قبل هبوط الطائرة بحوالي (30) دقيقة.- تجنب ممارسة رياضة الغوص إلى أن تشفى من التهاب الجيوب الأنفية تماما.- أخذ حمام دافئ فيه فوائد كبيرة.- احتساء طبق من الشوربة الساخنة.- استنشاق البخار باستخدام فوطة يتم وضعها لتصنع خيمة فوق مصدر البخار، وهي أفضل علاج لترطيب الإفرازات الموجودة في الجيوب ويساعد على تصريفها بشكل أسهل، إذ يتم استنشاق البخار من وعاء فيه ماء مغلي لبضع دقائق كل مرة.