أمين عام مؤتمر الحوار الوطني :
وكان أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك القى كلمة اشار فيها إلى أهمية هذا الحدث التاريخي الذي يشهده اليمن اليوم في ختام اعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل.وقال :" كم هو بديعٌ أن نلتقي هذا اليوم مجدداً لنحتفلَ مع كافةِ أبناءِ الشعبِ اليمني، وليحتفلَ معنا الأشقاءُ والأصدقاء، بهذا النجاحِ الباهر وما أجملَ أن نلتقي اليوم بعدَ أن قطعنا شوطاً في مرحلةِ التغييرِ السلمي في وطننا الحبيب، لنحتفي بانتهاءِ أعمالِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشامل بسلامٍ وتوافق وإنجازٍ غيرِ مسبوق وأن نمضي قدماً نحوَ بناءِ اليمنِ الجديد يداً بيد مخلّفين الماضي وكلَ الامه".وأضاف :"ربما لم يكنِ الوقتُ مواتياً لتقديرِ حجمِ ما أنجزناه في مؤتمرِ الحوارِ الوطني حقَ تقديره، ففي النفوسِ ضيقٌ يزاحمُ فرحتنا ونحنُ نرى كراسي شاغرة من زملاءٍ أعزاء، ورفاقِ دربِ أوفياء، كانَ أحرى أن يكونوا معنا اليوم، لكن قوى الغدرِ والشر أبتّ إلا أن تَخطِفهم منا ومنِ الوطن، لكن هيهات أن تغيبَ ذِكراهم عن وِجداننا"، مترحما على عضو مؤتمرِ الحوار عضو فريقِ بناءِ الدولة في مؤتمر الحوار الشهيدُ الدكتور أحمد شرف الدين، وعضو لجنةِ الانضباطِ والمعايير الشهيدُ القاضي عبد الجليل نعمان، وعضو مؤتمر الحوار عضو فريق صعدة الشهيدُ الدكتور عبد الكريم جدبان، وعضوة مؤتمرِ الحوار في فريقِ الحقوقِ والحريات المرحومة رمزية الإرياني.وتابع بن مبارك" نَذكرهم اليوم تقديراً لعطائهم والتزامهم، ونرى في نجاحِ الحوار خيرَ الجزاء لهم وخيرَ العزاء لنا ، لن ينسى أبناءُ اليمنِ وهو يتابعونَ الجلسةَ الأخيرة من الجلسةِ العامةِ الختامية التي امتزجت فيها مشاعرُ الحزن بمشاعرِ الإنجاز وكيف انهزمت قوى الشر بانتصارِ الحكمةِ والإرادةِ اليمنية".وقال :"كان ينبغي أن يُنهي مؤتمرُ الحوارِ أعمالهُ قبلَ ثلاثةِ أشهرٍ من الآن، لكنَ عُمقَ القضايا وحجمَ التحديات فرضا أن يتأخرَ مؤتمرنا عن موعده لربما كان هذا التأخيرُ خيرَ دليلٍ على جديةِ ومصداقيةِ الحوار من جهة وأن المتحاورين لم يستسلموا لسيفِ الوقتِ وأعطوا القضايا المصيريةَ حقها من النقاشِ والمشاورات وما كنا لنرضى بحلٍ غيرَ عادلٍ أو منقوص لقضيةٍ حاسمة كالقضيةِ الجنوبية، وما كنا لنقبل بقراراتٍ غيرِ ناضجة لقضايا وطنيةٍ كبرى"، مشيرا إلى أن الحوار كان ا حقيقياً وعميقاً وشاملاً أتت مخرجاتهُ كثمرةٍ طيبةٍ للتوافقِ الفريد ونفاخر اليوم بهذا الإنجازِ الحقيقي والمشروعُ الوطني الجامع".وأردف قائلاً :"لقد كانت القضيةُ الجنوبية هي القضيةُ الرئيسيةُ لهذا المؤتمرِ منذُ البداية ، وكانت تضحياتُ الحراك الجنوبي على مدارِ سنوات هي التي أسست لهذه الصدارة".. داعيا الشارعَ في كلِ محافظات الجنوب للنظرِ لمخرجاتِ الحوار باعتبارها فرصةً ذهبية لطيّ صحفةِ الماضي، ولإفساحِ الطريقِ للشباب والاطفال لكي يحيوا بلا إرثٍ أليم لم يكن لهم يدٌ في صنعه.وأضاف:" لم تكنْ رحلةُ الحوارِ سهلةً ويسيرة، بل غايةً في التعقيد وخصوصاً بناءُ التوافق حولَ قضايا مصيرية وتَعقدت القضايا، وتعطلت أعمالُ بعضِ فرقِ العمل، واستمرينا في مهمتنا الوطنية، معَ ذلك نجحنا رغمَ محاولاتِ تعطيلِ أعمالِ مؤتمرِ الحوارِ المتكررة والمخاطرِ والحملاتِ الإعلامية والتحدياتِ المختلفة وحوادثِ الاغتيالات الأليمة، مضينا من أجلِ مستقبلِ أولادنا رغمَ الجروحِ وفي نهايةِ المطاف نجحنا ما أجملَ النجاح.. وما أروعَ أن يكونَ بضميرِ الجمعِ لا بصيغةِ المفرد."وتابع بن مبارك :"وَقعنّا بالأحرفِ الأولى على العقدِ الجديدِ الذي سيجمعُ اليمنيين، ويضعُ بين أيديهم زاداً للمستقبل، يعينُهم على بناءِ الدولةِ المدنيةِ الحديثة التي نشدّها الشباب ونزلَ من أجلها للساحات، وما كانَ لهذا النجاحِ أن يتحققَ لولا تضافر جهودِ كلِ اليمنيين وحكمةُ القيادةِ السياسية وإنّ لكلِ مرحلةٍ قائد، وقد شاءَ القدرُ واختارَ الشعبُ الرئيس عبد ربهُ منصور هادى قائداً لهذهِ المرحلة الحاسمةِ من تاريخِ اليمن".وقال أمين عام مؤتمر الحوار" ونحن نشهدُ له وللتاريخ أنه قاد البلادَ بحكمةٍ واقتدار رغمَ تعقيداتِ المشهدِ السياسي والأمني والاقتصادي، فلهُ منّا أجزلَ الشكرِ وأخلصَ العرفان كونه أثبتَ أن القيادةَ ليست منصباً أو مكاسبَ ذاتية أو إهداراً لمقدراتِ الوطن، وإنما هي عطاءٌ للوطنِ وإعلاءٌ لمصالحه وتحصينٌ لأجيالهِ المقبلة".وأضاف :"لقد خلقَ الثامنُ عشر من مارس حالةً من الاصطفافِ الوطنية التي لم يشهدُ تاريخُ اليمن لها مثيلاً، فتوافقَ الجميعُ على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وتحاورت كلُ الفئاتِ الحزبية والمكوناتُ الاجتماعية في بلدٍ كانَ على حافةِ الحربِ الأهلية لولا لطفُ الله وعنايته، واليوم ها نحنُ نصلُ للمرحلةِ التي نشاهدُ فيها نتائجَ هذا الاصطفاف، مخرجاتٌ لعقدٍ اجتماعيِ جديد ستتولى لجنةُ صياغةِ الدستور مسئوليةَ تحويلهِ لدستورٍ جاهزٍ للاستفتاء ، ما كان لمؤتمرٍ بهذا الحجمِ وبهذه الهندسةِ الاحترافية أن ينجحَ إلا بدعمٍ كبيرٍ ومؤازرةٍ حقيقيةٍ وصادقة من كلِ أشقائنا وأصدقاءئنا في الجوارِ وفي العالم " مشيدا بدعمهم ومواكبتهم لليمن خلال الفترة الانتقالية.وأستطرد قائلا :"إنّ إشرافَ ومتابعةَ ورعاية الأشقاءِ في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي دونَ استثناء صنعوا البوابةَ التي خرجَ بفضلِها اليمنُ من أتونٍّ الصراعِ ومخاطرِ الانزلاقِ إلى الهاوية إلى آفاقِ الحوارِ والتوافقِ الرحبة ، وكان لمتابعةِ ودعمِ الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عامِ دول مجلس التعاون الخليجي بالغَ الأثر. . وأنا أذكرُ جيداً تفاؤلهُ في حفلِ افتتاحِ مؤتمرِ الحوار حين خاطبنا قائلاً: "ستتوفقون وسيكونُ إخوانُكم في مجلسِ التعاونِ بجانبكم".وتابع "اليوم أقولُ له لقدّ كُنا عندَ حُسنِ ظنكم وظنِ شعبنا وكنتم عندَ وعدكم ولم توفروا دعماً أو جهداً إلا قدمتموه بسخاء ، كما أسجلُ بعرفانٍ الدور الحاسم لرفيقِ دربِ اليمنيين، الصديق الصدوق جمال بنعمر الذي ظلَ ناصحاً مخلصاً ووسيطاً أميناً وميسراً صبوراً قضى ليالٍ طوال في اجتماعات الفريقِ المصغرِ للقضيةِ الجنوبية التي كانت تمتد أحياناً إلى ما بعدِ منتصف الليل.ومضى قائلا" لقد تطلبَ منه الأمرُ سبعاً وعشرين رحلة، وعمليةً جراحية، وعدة حملات مغرّضة ليصل ليشاركنا هذا النجاح، وهو بالمناسبةِ أولُ نجاحٍ بهذا الحجم لمنظمةِ الأممِ المتحدة منذُ إنشائها في منطقتنا العربية وقد جاء على يديّ أخٍ عربي.. مغربي/يمني".وتابع بن مبارك قائلاً :"لا يمكنني أن أقفَ في هذا المكان دونَ أن أتقدمَ بعميقِ الشكرِ والامتنانِ والعرفان للمرأةِ اليمنية التي أثبتت أنها قياديةٌ وسياسيةٌ ومحاورةٌ من الطرازِ الأول و كيف لا وأنتنْ حفيداتُ بلقيسَ وأروى ".وأكد أن المرأة اليمنية في الحوار مثلّت ِ نظيرتها في البيتِ والمدرسة، والحقل ومكانِ العمل خيرَ تمثيل، فنقلّت لنا همومها ومعاناتها دونَ رياءٍ ، وجاهدت بكل قوتها لتنتزع حقوقها ، وقال:" وفي الحقيقةِ إن مشاركةَ النساء لنا طوالِ هذه الفترة جعلتنا نشعرُ بحجمِ الخسارة التي كانَ يتكبدّها الوطن لعدمِ إعطائهن الحصةَ التي تليقُ بهن في إدارةِ شؤونِ البلد وفي اتخاذِ القرار ، كما أن الشبابَ إناثاً وذكوراً، مستقلين ومتحزبين، قدموا نماذجَ رائعة وقطعوا الساعاتِ الطوال مع باقي الأعضاء ليرسموا تفاصيلَ هذه اللوحةِ البديعة".وأردف قائلا" لقد أكملوا اللوحةَ التي رسمها ببسالةٍ زملاءٌ لهم في ساحاتِ الثورةِ وميادينِ التغيير، إنهم الثروةُ الحقيقيةُ والأغلى لهذا الوطن، الثروةُ التي لا تنضبّ والتي تستعصي على الاحتكارِ والاستئثار و هم أصحابُ مشروعِ التغيير و حراسُ الربيع وحماةُ المستقبل".وأضاف :"كلُ الشكرِ لكلِ أعضاءِ المؤتمرِ من كلِّ المكونات بلا إستثناء يُشرفني أن أثنيّ على جديتكم والتزامِكم وتفانيكم، وإنَّ كُنتم بالفعل أرهقتمونا جداً، لكنَ الإنجازَ أنسانا ذلك الإرهاق، إن قائمةَ من نحتاجُ لذكرهِم وشكرهِم تطول ولكن صدارةَ تلك القائمة محجوزةٌ لشبابٍ ليسوا معنا اليوم، ولا يتابعوننا من خلالِ شاشات التلفاز، لكنهم يطلون علينا من جنانِ الخلدِ وعيونهم قريرةٌ بأن دِماءهم الطاهرة لم تَذهب سدىً. إنهم شهداءُ اليمن، شبابُ الثورة السلمية وشبابُ كل الثورات ،".وقال" والشكرُ موصولٍ للجنود المجهولين من موظفي الأمانة العامة للحوارِ الوطني ومتطوعيها وهم خيرةُ شاباتِ وشبابِ اليمن الذين جمعتهم هذهِ الرسالةُ الوطنيةُ الخالدة ليبذلوا من أجلِها جهوداً تفوقُ الوصف، مواصلينَ الليلَ بالنهارِ لكي يتمكنَ الأعضاءُ من القيامِ بأعمالهم دونَ أي معوقات".وأ كد امين عام مؤتمر الحوار الوطني أنَّ ما تحققّ في هذه التظاهرةِ الوطنيةِ الكبيرة باتّ الآن ملكاً لكلِ اليمنيين، وبعدَ انطلاقِ مسيرةِ التغيير لم يعد بإمكان أحدٍ أن ينتزعهُ منهم.وقال :"إنّ اكتمالَ الحلمِ رهينٌ بمواصلةِ الدربِ بنفسِ الشغفِ والالتزامِ والحسّ الوطني لإنجاحِ الاستحقاقاتِ المقبلة وأولها صياغةُ الدستورِ الاتحادي الجديد والمصادقةِ عليه، فكما كنّا شركاءَ في المسؤولية الوطنية، وشركاءَ في نجاحِ الحوار، فلنكنّ شركاءَ في بناءِ اليمنِ الجديد، ولنعمل بإخلاصٍ ونضاعف الجهد لأن كثيراً من التحدياتِ لا تزالُ قائمة ولا يمكنُ تجاوزها إلا بالعملِ المشتركِ وبالاصطفافِ الوطني الواسع ".وأضاف "عبرّنا إلى هذهِ اللحظةِ في دربٍ وصفهُ الأخُ الرئيس بدربِ العبورِ من المتارسِ إلى طاولاتِ الحوار، فتحاورَ المتحاورون حاملينَ معهم عبءَ عقودٍ من الخلافات السياسية وإرثاً ثقيلاً من الآلامِ والدماء، لكنَ كلمةَ "الوطن" كانت هي العليا ، وكانَ صوتُ الإنسانِ المواطن في كافةِ أرجاءِ اليمن هو الحافزُ الذي دفعنا لاستكمالِ المشوار، وهو الإنسانُ نفسهُ الذي قصدت مخرجاتُ هذا المؤتمر أن توفرَ له أسساً للأمنِ والمساواةِ والعيشِ الكريم.