جوبا / متابعات :يواصل الوسطاء الأفارقة والموفد الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث الضغط على طرفي النزاع في جنوب السودان من أجل إبرام وقف إطلاق نار، فيما تستمر المعارك على الأرض للسيطرة على مدينة بور الإستراتيجية.وتأتي هذه المحاولات عقب مطالبة رياك مشار النائب السابق لرئيس الجنوب سلفاكير ميارديت بإطلاق سراح جميع المعتقلين، مما اعتبر حجر عثرة أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، بينما طلبت جوبا من الخرطوم المساعدة على إصلاح آبار النفط المتضررة من أعمال العنف.وخاضت القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير قتالا على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع مع متمردين موالين لنائبه السابق مشار، مما دفع هذا البلد المصدر للنفط إلى شفا حرب أهلية.ورغم أن الجانبين عقدا محادثات في الأيام القليلة الماضية بأديس أبابا في مسعى لوقف إطلاق النار فإنهما لم يحرزا تقدما كبيرا بعد رفض كير طلب المتمردين بإطلاق سراح 11 محتجزا اعتقلوا في ديسمبر لصلتهم بمزاعم عن محاولة انقلاب.وكان ثلاثة مبعوثين أفارقة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) قد التقوا السبت بمشار في إطار جهود للاتفاق على هدنة إلا أنه لم يستجب لهم.ونقلت وكالة رويترز عن بوث -الذي رافق مبعوثي (إيغاد)- قوله إن إطلاق سراح المعتقلين يعد شرطا مسبقا قبل توقيع اتفاق وقف الأعمال العسكرية»، مضيفا «ما نحتاج إليه حقا هو الاستمرار في الضغط على الحكومة إيجاد سبيل يسمح لهؤلاء المعتقلين بالمشاركة في المحادثات».من جهته، قال مسؤول (إيغاد) إن المبعوثين سافروا مجددا إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، لمحاولة إقناع كير بالإفراج عن المعتقلين.وقال المسؤول لرويترز «أحرزنا بعض التقدم مع مشار بالموافقة على بعض بنود مسودة اتفاق وقف الأعمال العسكرية لا تزال لديه نقاط خلاف، وسنعمل على حلها».ولم ينجح المبعوثون حتى الآن في الإفراج عن المعتقلين مع إصرار كير على خضوعهم للتحقيق وتقديم من يثبت إدانته منهم للعدالة، حيث يطالب معسكر مشار بأن يشارك هؤلاء في المفاوضات بأديس أبابا، في وقت يريد سلفاكير محاكمتهم.وكان وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي -الذي يترأس الوفد الحكومي في مفاوضات أديس أبابا- أكد في وقت سابق استعداد فريقه للتوقيع على اتفاق بوقفإطلاق النار متى ما غيّر الطرف الآخر موقفه من شرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.وتتضمن نسخة من مسودة اتفاق وقف إطلاق النار -صاغها الوسطاء- آليات المراقبة لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق الذي جرى تأجيله بسبب مطالب المتمردين بإطلاق سراح 11 سياسيا متحالفين مع مشار ومحتجزين منذ الشهر الماضي.ويقترح الوسطاء إنشاء قوة غير مسلحة لمراقبة احترام الاتفاق المحتمل، كما يطالبون بالسماح فورا بإيصال «مساعدة طارئة» للنازحين جراء المعارك.إلى ذلك، قالت القوات الحكومية في جنوب السودان إنها تتقدم في عمليتها العسكرية لاستعادة السيطرة على بور آخر مدينة إستراتيجية لا تزال تحت سيطرة المتمردين في ولاية جونقلي بعد انسحابهم الجمعة الماضية من مدينة بانتيو النفطية عاصمة ولاية الوحدة.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث العسكري قوله إن « بور لا تزال تحت قبضة المتمردين، إلا أن قواتنا تتحرك تجاهها».يأتي ذلك في الوقت الذي طلب وزير النفط في دولة جنوب السودان ستيفن ديو-داو من نظيره السوداني مكاوي محمد عوض -أثناء زيارة الى الخرطوم الأحد- المساعدة على إصلاح آبار النفط التي تضررت من المعارك الدائرة في جنوب السودان بين القوات الحكومية والمتمردين.وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، فإن عوض اتفق مع ديو-داو على جعل الإنتاج النفطي لجنوب السودان يستمر، متعهدا بالمساعدة ومد باحتياجات صيانة الآبار التي توقفت عن العمل بحقول الوحدة نتيجة الأحداث الأخيرة في مناطق البترول بدولة الجنوب».وتقول الأمم المتحدة إن نحو أربعمائة ألف شخص فروا من منازلهم بسبب المعارك في جنوب السودان التي أوقعت «أكثر بكثير» من ألف قتيل، ومن بين اللاجئين فر خمسون ألفا إلى دول مجاورة.
تواصل الوساطة لوقف إطلاق النار بجنوب السودان
أخبار متعلقة