في ظل جولات كيري المكوكية
قبل وصول السيد كيري إلى فلسطين في جولته وهي ليست الأخيرة ذهب ليلتقي رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو ليقف أمام مطالبه وشروطه والتي سيحملها بدوره إلى السلطة الفلسطينية ، مؤكداً قبل كل شيء على أمن الكيان الصهيوني في كل الأحوال ، ومقتنعاً بضم خور الأردن وتهجير سكان من أبناء الشعب الفلسطيني ،وفي أحسن الأحوال طارحاً تواجد قوات أمريكية في غور الأردن أي صهيونية وغاضاً الطرف عن الاستيطان في الضفة الغربية ، ودون أي اكتراث للاعتقالات المستمرة في الضفة ، والغارات الجوية على قطاع غزة،واقتلاع أشجار الزيتون والتي تعتبر الغذاء الرئيسي للمواطن الفلسطيني ومادة الصمود التي لا غنى عنها لأهلنا في فلسطين المحتلة.لم يخجل السيد كيري من كل هذه الإجراءات التعسفية بحق شعبنا الفلسطيني وهو يلتقي مع قيادة السلطة الفلسطينية ويخرج علينا بتصريحات يقول فيها بأن تقدماً جرى في المفاوضات ويذهب حاملاً في جعبته ما وصفه تقدماً شارحاً ذلك للأشقاء العرب.السلطة الفلسطينية بدورها لم تتحدث عن هذا التقدم والسيد الرئيس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية قال في كلمته عند استقباله الأسرى إن غور الأردن خط أحمر وأن لكل حادث حديثا؟يبقى السؤال: ماذا يريد كيري؟ببساطة تخشى أمريكا ، ونخشى الصهاينة اندلاع انتفاضة شعبية في الضفة والقطاع سيكون من الصعب وضع حد لها وإلى أين تصل في ظل حالة الغليان التي يعيشها المواطن الفلسطيني من حصار واعتقال وقتل وعطالة عن العمل وتخلي إسرائيل عن كل الالتزامات مع السلطة الفلسطينية وفي ظل ما يجري في عالمنا العربي اليوم ـ لهذا تسعى أمريكا إلى كسب الوقت وجعل الفلسطيني يعيش على الوهم ، وفي الوقت نفسه إعطاء الفرصة لإسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني في الضفة والقدس وتمرير موضوع غور الأردن.أمام هذا الوضع ماذا يتوجب على السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة والحركات الإسلامية ؟أولاً الإسراع في إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء ما يسمى حكومتين في الضفة والقطاع.ثانياً: ترتيب وبناء البيت الفلسطيني من جديد وبدماء جديدة دون أن يستثنى أحد في عملية البناء.ثالثاً : إعادة الاعتبار للمقاومة الفلسطينية ومواصلة الكفاح بكل أشكاله.رابعاً: وقف التفاوض حتى يستجيب الكيان لوقف الاستيطان والتراجع عن أطماعه في غور الأردن والإفراج عن المعتقلين.