كلمات
كتبت/ أسماء صقرتتحدد ملامح وبناء شخصية الطفل منذ الصغر خلال فترة التنشئة الاجتماعية ، وعندما يكبر وينمو تتطور معه شخصيته وتبدأ في الظهور خلال مرحلة رياض الأطفال والمدرسة، وعادة ما يقع الوالدان في بعض الأخطاء عند التعامل مع الطفل خصوصا إذا كان يمر بحالة نفسية معينة كرغبته في الانطواء والوحدة والعزلة الاجتماعية عن الآخرين ويفضل أن يعيش في عالمه وأفكاره ومشاعره.. لذلك قررنا معرفة الطرق السليمة للتعامل مع هذا الطفل وذلك في السطور التالية:في البداية تحدثنا مع أحمد جميل - موظف - يقول : ابني يظل صامتا أغلب أوقاته وإذا تحدث يكون بصوت منخفض ولا ينظر في عين من يتحدث إليه ولا يحب أن يلعب مع أصدقائه في المدرسة أو مع أبناء الجيران ما يجعلني أشعر بالقلق عليه خصوصا أنه يبلغ من العمر 10 سنوات ، وعندما أسأله لماذا لا تحب اللعب مع الآخرين ؟ لا يجيب على سؤالي، وعندما توجهت للمدرسة للسؤال عنه وعن مستواه الدراسي علمت بأن بعض الزملاء يسخرون منه ويضايقونه.. وطلبت من المدرسة معاملة ابني معاملة خاصة فيها رعاية وحب واهتمام وعدم الاستهزاء به والسخرية منه سواء من التلاميذ أو المدرسين .وتقول نيرمين حبيب - ربة منزل - : إنني لا أنكر خوفي الشديد على ابني الوحيد فلم أنجب غيره، فأخاف أن أرسله إلى السوبر الماركت القريب من البيت لشراء شيء ما ولا أحب أن يلعب مع الآخرين كي لا يصيبه أي مكروه كتعرضه لحادث سيارة أثناء لعبه في الشارع وأيضا لا أحب أن يخرج لوحده كما أنني أحب تدليله بشكل مستمر، ورغم ذلك أصبحت أشعر أن أسلوبي جعله لا يستطيع أن يتفاعل مع الآخرين ويكون صداقات داخل المدرسة .أما حسين عبدالستار - موظف - يقول : أجد ابني البالغ من العمر 11 سنة شارد الذهن عندما أتحدث معه ونفس الشكوى من المدرسين حيث إنه أثناء الشرح يكون شارد الذهن أيضا، ولا يحب أن يتحدث مع أحد لدرجة أنني طلبت من مدرس مادة العلوم إدخاله في مجموعة عمل مع زملائه في معمل المدرسة والتحدث معه وتشجيعه على الإجابة والإندماج مع زملائه في عمل مشترك.ويعتقد البعض أن الطفل الانطوائي خجول وهذا ليس شرطا فالخجول عادة يتصف بالعصبية والقلق والخوف وينتج الخجل عن الإحساس بالتهديد والخوف .. كالخوف من عقاب الوالدين في الأسرة أو المدرسين في المدرسة ، والطفل الانطوائي أكثر ما يهتم به هو التفكير واستكشاف أفكاره ومشاعره والعالم الداخلي لعقله ويفضل التجنب وعدم التواصل مع الآخرين لأنهم يستنزفون طاقته حتى لو كان لديه مهارات اجتماعية جيدة، وعندما يقضى وقتا مع الآخرين يحتاج أيضا وقتا لاستعادة طاقته .وعلى الأم أن تكون مستعدة للجلوس مع الطفل حتى يكون على استعداد للاندماج مع الآخرين .ويمكنك عزيزتي الأم أيضا أن تدربي طفلك في المنزل على كيفية التحدث مع الآخرين لأول مرة.وإذا كنت تتناولين العشاء مع طفلك في مطعم خارج المنزل فيمكنك أن تطلبي منه أن يطلب بنفسه ما يريده ، وإعطاء الطفل الوقت الكافي حتى يستجمع أفكاره ويتحدث بنفسه ، كما يجب تذكيره بأنه إذا ظل يتحدث بصوت منخفض ولا ينظر لعين الشخص الذي يتحدث معه فإن مثل هذا الأسلوب سوف يظهره بأنه لا يريد التحدث مع الآخرين.ليحذر الوالدان من سب وإهانة الطفل وتعنيفه على أنه يحب العزلة وتوجيه كلمة «أنت انطوائي» له بل يجب إقناعه بأنه طفل متفائل واجتماعي وقادر على التغلب على الصعوبات التي تواجهه وعدم السخرية منه إذا أخطأ.وعلى المدرسة دور أيضا فلابد من تدريب الطفل على المهارات الحياتية الخاصة ببناء العلاقات الاجتماعية الناجحة بطريقة منظمة مع استبعاد الأحاسيس السلبية لدى الطفل نفسه و خلق تواصل إيجابي من خلال التعامل الجيد للمدرسين مع الطلاب، وعدم السخرية منهم.