على هامش تواصل مشروع المؤسسة الطبية الميدانية في علاج سوء التغذية لدى الأطفال
التقاه/ محمد فؤاداستهدفت المؤسسة الطبية الميدانية من خلال مشروعها الإنساني الخاص بسوء التغذية عند الأطفال منذ انطلاقته الأولى 5 مديريات في ثلاث محافظات (احور، والمحفد، في ابين، والازارق، والحشاء في الضالع، ومرخة العليا في محافظة شبوة)، بدعم من منظمة اليونيسف.و يهدف المشروع التي يستمر 12 شهراً والذي بدأ منذ ثلاثة أشهر إلى خفض حالات المرضى والوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر، الى جانب تقديم خدماته الصحية الوقائية والعلاجية للنساء الحوامل والمرضعات والمواطنين في المديريات المستهدفة.حول هذا الموضوع سلطت صفحة (قوس قزح) الضوء على المشروع المتعلق بعلاج سوء التغذية الذي نفذته المؤسسة الطبية الميدانية خلال حملتها فكانت حصيلة اللقاء مع الدكتور ياسر محمد قاسم مدير مشروع التغذية في المؤسسة كالتالي:-حول هذا الموضوع التقينا الدكتور ياسر محمد قاسم مدير مشروع التغذية في المؤسسة الطبية الميدانية حيث قال أن المشروع يقدم منذ انطلاقته الأولى خدماته الطبية من خلال التغذية العلاجية بإشراك المجتمع و معالجة حالات سوء التغذية الحاد الوخيم والمتوسط، إلى جانب تقديم الخدمات العلاجية العامة حيث يقوم على معاينة الحالات وصرف الأدوية بشكل مجاني على المستهدفين،ومن جهة أخرى رعاية الحوامل وتقديم خدمات الصحة الإنجابية،وتقديم خدمات التثقيف الصحي ورفع الوعي الصحي لدى عامة المواطنين في المديريات.واوضح الدكتور ياسر أن هناك العديد من الأنشطة يتم من خلالها تقديم هذه الخدمات والتي تتمثل بالعيادة الصحية والتغذوية المتنقلة وفريق التثقيف الصحي المتحرك،وقال انه يتم تأهيل 15 مرفقاً صحياً (بمعدل 3 مرافق في كل مديرية) كمراكز للتغذية العلاجية وزوايا المشورة الصحية لتغذية صغار الأطفال والرضع.وأضاف الدكتور ياسر خلال حديثه انه تم بناء القدرات من حيث تدريب العاملين الصحيين على برنامج التغذية العلاجية والمشورة للأطفال، إلى جانب تدريب 60 متطوعة ومتطوعاً من المجتمع في كل مديرية كجانب أساسي في عملية إشراك المجتمع في التغذية العلاجية، من حيث الإشراف الدوري والدعم الفني المنتظم والتدريب أثناء العمل للفرق الصحية العاملة في المديريات.وقد أوضح أن المشروع اهتم بتزويد المراكز الغذائية المتنقلة والثابتة بالغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام والأدوية وغيرها من المعدات،ومن جهة تزويد فرق التثقيف الصحي بالإمكانات اللازمة للعمل الصحي التثقيفي ومنها توزيع المطويات وتعليق الملصقات ومستقبلا إنتاج وتصوير مقاطع من الفيديو وعرضها على المواطنين في التجمعات بالمديريات المستهدفة.وأشار الدكتور ياسر في سياق حديثه إلى انه في كل محافظة يتم الإشراف على أنشطة المشروع من قبل منسق المشروع في المحافظة حيث يوجد مكتب للتنسيق مكون من المنسق ومسئول الإمداد ومسئول نظام المعلومات حيث يخضع المكتب للإشراف المباشر من قبل إدارة المشروع في المؤسسة الطبية الميدانية في محافظة عدن.[c1]علاقة المؤسسة بوزارة الصحة والسكان[/c]ومن خلال هذا الجانب أكد الدكتور ياسر محمد قاسم مدير مشروع التغذية في المؤسسة أن هناك تنسيقاً جيداً مع مكاتب وزارة الصحة والسكان في المحافظات ومع السلطة المحلية .وأشار إلى أن المؤسسة خلال الفترة القادمة سوف تقوم بعقد اجتماعات مع مدراء عموم مكاتب الصحة ومع منسقي التغذية ومدراء البرامج في المحافظات والتنسيق لعقد اجتماعات تعريفية للمشروع مع محافظي المحافظات المستهدفة عبر منسقي المشروع في المحافظات الثلاث المستهدفة.[c1]تواصل المشروع[/c]وأكد الدكتور ياسر أن المشروع مستمر في تنفيذ الأنشطة منذ ثلاثة أشهر بتدريب وبناء القدرات للعاملين الصحيين سواء الذين سوف يعملون بالعيادات المتنقلة أو في المراكز التي تقوم المؤسسة بإعادة تأهيلها في المديريات المستهدفة من مشروع معالجة سوء التغذية عند الأطفال، مشيرا إلى انه تم تدريب العاملين الصحيين على كيفية استخدام إستراتيجية إشراك المجتمع في المعالجة الغذائية للاطفال المصابين بحالات سوء التغذية الحاد وهو يختص بمعالجة حالات سوء التغذية الحاد (المتوسط والوخيم).واعتبر أن سوء التغذية يعد مرضاً محورياً تدور حوله الأمراض، ويعمل على إضعاف المناعة ما قد يعرض الطفل للإصابة بالأمراض مثل ( الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، الملاريا).[c1]إشراك المجتمع[/c]وأضاف أن هذا المشروع يتم فيه إشراك المجتمع من خلال تدريب متطوعات ومتطوعي المجتمع من مختلف القرى والبلدات في المديريات المستهدفة من المشروع كما يتم تدريب العاملين الصحيين في المرافق الصحية المستهدفة إلى جانب تأهيل الفرق الميدانية التي سوف تقوم بالمعالجة من خلال تدريبهم على إستراتيجية المعالجة الغذائية من حيث كيفية استقبال وتهيئة الطفل المصاب بسوء التغذية وتطبيق إجراءات القبول وبرتوكول العلاج وكيفية المتابعة الأسبوعية للحالات وتطبيق معايير التخريج التي تدل على أن الطفل قد تعافى تماما من أمراض سوء التغذية .[c1]أعراض ودرجات سوء التغذية[/c]وفيما يتعلق بموضوع الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بسوء التغذية أضاف الدكتور ياسر قائلا إن الأطفال غالباً لا يعانون من أعراض طبية محددة ولكن من خلال معاينة الطفل يتم اكتشاف بنيته الضعيفة ومن خلال قياس محيط منتصف الذراع لليد اليسرى الذي يمكن أن يصل إلى اقل من 11 سنتيمتراً ويتم بواسطة شريط خاص بقياس محيط منتصف الذراع كما يتم اخذ طول الطفل ووزنه ومقارنة وزن الطفل بالنسبة لطوله في قوائم حسابية خاصة تسمى نقطة الانحراف المعيارية من الوزن الطبيعي بحيث اذا كان هذا الانحراف المعياري للطفل اقل من - 3 يبين أن الطفل يعاني من سوء تغذية حاد ووخيم الى جانب ان تورم كلا القدمين عند الأطفال يعتبر من العلامات الخطرة التي تدل على ان الطفل يعاني من سوء تغذية حاد وخيم .[c1]الغذاء العلاجي لسوء التغذية[/c]وقال الدكتور ياسر خلال حديثه انه يتم إعطاء الطفل المصاب بسوء التغذية الأدوية إلى جانب مادة غذائية تسمى (الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام) وهو عبارة عن عجينة معبأة في أكياس إما تحتوي على الفول السوداني أو شكل بسكويت وهو غني جداً بالسعرات الحرارية ، حيث تعطى للطفل المصاب كمية معينة على حسب وزنه من خلال جداول خاصة ، ويتم متابعته أسبوعيا ووزنه حتى يصل إلى الوزن المستهدف للتخريج ويكون بذلك قد شفي تماما من سوء التغذية.[c1]أرقام وتقارير[/c]وقال الدكتور ياسر انه يتم رفع تقارير شهرية منتظمة إلى الجهات المعنية، وأضاف انه (من شهري ابريل إلى أغسطس) تم معاينة (1235) حالة سوء تغذية حاد وخيم وفي أغسطس نفسه تم معاينة (135) حالة في المديريات الخمس المستهدفة من المشروع ،حيث أن هذه الحالات تم معاينتها ويتم متابعتها أسبوعيا حتى يتم علاجها تماما من سوء التغذية والأمراض الأخرى كما يتم تقديم حقيبة صغيرة تحوي على صابون ومواد خاصة بالنظافة الشخصية لكل طفل وتطرق إلى معاينة الحالات سوء التغذية الحاد والمتوسط وهي حالات توجد بصورة كبيرة بين الأطفال وتم معاينة (1373) حالة من سوء التغذية الحاد المتوسط خلال الفترة (من ابريل إلى يوليو)، بينما في أغسطس من العام الجاري 2013م تم معاينة (216) حالة في المديريات الخمس في المحافظات الثلاث وقد تم مابين (مايو إلى اغسطس) الماضي شفاء (440) حالة من الحالات السابقة. وبالنسبة للخدمات العلاجية المقدمة فقد تم معاينة (4700) حالة أكثر من 18سنة من العمر، (1354) حالة من الفئة العمرية مابين خمس إلى 18سنة، وأكثر من (5000) حالة من الأطفال دون الخمس سنوات من العمر، وفي جانب الصحة الإنجابية تم تقديم رعاية الحوامل لـ (743) مستفيدة وتقديم وسائل تنظيم الأسرة إلى (1827) مستفيدة وفي مجال أمراض النساء تم معاينة (2199) حالة.وأما فيما يخص أنشطة التثقيف ورفع الوعي الصحي فقد تم عقد (373) جلسة تثقيف صحي كان المستفيدون من الرجال (2782) ومن النساء (3420) بمجموع (6202).[c1]الصعوبات التي واجهت المشروع[/c]وبخصوص الصعوبات التي واجهت المشروع التغذوي اوضح الدكتور ياسر أن هناك عدداً من الصعوبات في بداية المشروع والتي تتمثل في ضعف الجانب الأمني وجغرافية المناطق المستهدفة من خلال أن هذه المديريات الخمس بالمحافظات الثلاث مترامية الأطراف وكبيرة إضافة إلى التباعد بين كل مديرية وأخرى فمثلاً مديرية مرخة العليا تبعد عن محافظة عدن 11ساعة متواصلة تكتنفها التضاريس الوعرة والصحاري الواسعة وكذا المحفد والمديريات الاخرى. وأكد أن المؤسسة قد عملت بكل طاقاتها على أكمل وجه للوصول إلى تلك المناطق وإنجاح المشروع بشكل كبير، ولتقديم أفضل وأجود خدمة إنسانية للمستهدفين من قبل المشروع الخاص بسوء التغذية مشيرا إلى انه يوجد في كل محافظة من المحافظات المستهدفة منسق لأنشطة المشروع لتنفيذ الأنشطة على مستوى المحافظات والاشراف عليها .