المحافظات المشاركة في مهرجان صيف صنعاء السياحي ترسم لوحة حية لموروثها الثقافي
لقاءات / بشير الحزميقدمت عدد من المحافظات المشاركة في مهرجان صيف صنعاء السياحي السادس 2013 فقرات فنية وثقافية وعروضاً حية للموروث الثقافي والتراث الشعبي الذي تتميز به كل محافظة .صحيفة (14أكتوبر) التقت خلال فعاليات المهرجان بعدد من مدراء وممثلي السياحة في المحافظات المشاركة والقائمين على البرامج والأنشطة السياحية في المهرجان وتعرفت من خلالهم الى طبيعة مشاركة محافظاتهم وما يمثله المهرجان من أهمية للنشاط السياحي .. فإلى التفاصيل:وكيل وزارة السياحة عبده ناجي الصنوي قال : من خلال الزخم الكبير والأعداد الكبيرة التي تتوافد صباح ومساء كل يوم والى وقت متأخر من الليل الى مهرجان صيف صنعاء نستطيع الحكم أن المهرجان هو الأول من نوعه في اليمن بشراكة بين وزارة السياحة وأمانة العاصمة وهي سابقة تعد الأولى من نوعها تعكس أهمية السياحة وتدعو المحافظات الى ان تحذو حذو هذه الشراكة بين الجهات الرسمية والسلطات المحلية .وأضاف بقوله : أعتقد أن الفرحة التي نراها على شفاه الأطفال والأمهات والشباب وكبار السن ممن يزورون المهرجان تترك لدينا انطباعاً جيداً ونشعر بارتياح لما حققه المهرجان من نجاح ، وفي حقيقة الامر استطاع المهرجان ان يخرج الناس من حالة اليأس والاحباط والتذمر التي عاشوها على مدى الفترة الماضية بسبب ما مرت به اليمن من احداث لأكثر من سنتين لتراهم اليوم وكأنهم في فرحة كبيرة يعيشونها وهي فرحة لن تختفي ، واتمنى استمرار هذه الفعاليات فهي فعلا ستخرج الناس من المعاناة وحالة الاحباط واليأس التي عاشوها. فالناس بحاجة ماسة لمثل هذه الفعاليات.
وأشاد الصنوي بيقظة رجال الأمن في المهرجان والدور المهم الذي يقومون به لإنجاح المهرجان .. وقال : هناك أعداد كبيرة من الأطفال داخل المهرجان يتوهون عن آبائهم وأمهاتهم يوميا بما يصل عددهم الى أكثر من ثلاثين طفلاً وذلك نتيجة للزحام الشديد واقبال الجمهور الكبير ، وايضا نتيجة انشغال الآباء والأمهات وانبهارهم وشدة اندماجهم في فعاليات المهرجان ، ولكن يقظة رجال الأمن وروعة الخدمات التي يقدمونها والجانب الأمني الرائع في المهرجان والذي يشكل ايضا عاملاً من عوامل نجاح هذا المهرجان تجدهم يقومون بخدمات جليلة حينما يعملون على تطمين الأطفال وإزالة الخوف عنهم ويحتفظون بهم في مكتب الخدمات الأمنية ويبلغون عنهم بالميكرفون حتى يأتي إليهم آباؤهم وأمهاتهم لأخذهم ، وايضا عندما يصلهم بلاغ عن فقدان طفل يقومون بعملية البحث عنه بهدوء وسكينة حتى يجدوه ويعيدوه الى حضن والديه ، وهذه حالة حضارية ورائعة جدا . وأعرب الصنوي عن شكره وتقديره لوزير السياحة وأمين العاصمة وكل من ساهم من المشاركين من المحافظات ليكون المهرجان بمثابة تظاهرة رائعة والأروع ايضا التغطية الإعلامية التي شاركتنا وصحيفة (14أكتوبر) استطيع القول انها كانت مميزة بين الصحف في تغطيتها للمهرجان.وقال : أن مشاركة المحافظات في المهرجان تؤكد أن اليمن تشكل أسرة واحدة برغم المماحكات السياسية لكنها هنا أثبتت اننا نشكل اسرة واحدة من كل أرجاء اليمن ، الجانب الآخر ان هذه المحافظات شاركت لتظهر ما لديها من منتج حرف سياحي متفرد وتراث شعبي .أنشطة وبرامج سياحيةمن جانبه يقول مدير عام الانشطة والبرامج بوزارة السياحة احمد البيل : أن أكثر من 17 محافظة شاركت في فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي ، وقد وزعت خلال فترة انعقاد المهرجان لتقيم كل مجموعة من المحافظات فعالياتها المختلفة خلال ثلاثة الى خمسة ايام وبحيث تتاح لمختلف المحافظات فرصة المشاركة الفاعلة في المهرجان ، ومن ثم يتم احلال المحافظات التي قدمت الفقرات الخاصة بها بمحافظات أخرى.وأضاف : من آخر المحافظات التي تشارك الآن هي محافظات البيضاء وريمة ولحج وايضا عدن وذمار والمحويت وصعدة وقد شاركت مجموعة من المحافظات منذ انطلاق المهرجان في 18 أغسطس كحضرموت وجزيرة سقطرى ومأرب والجوف وتهامة وصنعاء .وقال إن بعض المحافظات بحكم ان لديها الخيمة التقليدية مثل محافظة مأرب وتهامة وصنعاء هناك استمرارية لها خلال فترة المهرجان وهي طبعا اعطت صبغة جديدة للمهرجان من خلال تواجدها طوال فترة المهرجان .وأوضح البيل أن الخيمة المأربية حظيت باهتمام كبير من قبل جمهور المهرجان وكانت محطة جذب لزوار المهرجان. لما تقدمه من تنوع ونقلها الحياة البدوية الى حديقة السبعين .وأكد البيل أن الوزارة ستستوعب في المهرجانات القادمة جميع المحافظات .
وقال إن غياب عدد من المحافظات عن المشاركة في المهرجان كان نتيجة القصور في التنسيق المبكر وعدم جاهزية الفرق فيها غير أنه قد تم الاستعاضة بفرق من أمانة العاصمة قدمت الطابع التقليدي لتلك المحافظات.وأوضح البيل أن الوزارة تعد لتنفيذ برنامج مهم خلال شهر سبتمبر وهو الاحتفال باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف يومي 27 و28 من شهر سبتمبر وسيعقد ضمن برنامج الفعالية معرض للصور الفوتوغرافية للمصورة والفنانة القطرية موضية الهاجري التي رحبت بالمشاركة بمعرض لمدة أسبوع يضم مجموعة من الصور عن اليمن.حجة في المهرجانمن جهته يقول مدير مكتب السياحة بمحافظة حجة فهد على القدمي: محافظة حجة بما فيها من تنوع في المنتجات الحرفية والصناعات التقليدية كبيرة جدا وتنقسم الى ثلاثة أقسام الساحلية والسهلية والجبلية، ونحن شاركنا بحسب طلب إدارة المهرجان بمشاركة عرض وليس مشاركة تسويق وهي منتجات حرفية يصنعها أبناء حجة من المواد الخام الخاصة بالمحافظة والمتوارثة أباً عن جد. مثل المنتجات الحرفية الزراعية والمواد المنزلية الفخارية والمنسوجات والمعاوز والظلال ، بالإضافة الى كوافي الخيزران التي تنفرد بها مديرية اسلم بمحافظة حجة على مستوى الجمهورية اليمنية.وأضاف القدمي بالقول : عندنا صناعة الحريض ولدينا مجموعة من الحرفيين الذين يمتلكون مهارات و ابداعاً وهم من يوجدون هذه المنتجات الى الواقع وتساعد في جذب السياحة وزيادة المعروض السياحي للمحافظة .وقال إن المهرجان هو الواجهة الحقيقية لعرض المعروض السياحي للمحافظات كلها بما فيها من تنوع اثري وفلكلوري أو حرفي أو مخطوطات وموروث شعبي وعادات وتقاليد وغيرها من المنتجات السياحية التي تزخر بها كل محافظة والمهرجان يعتبر مهرجاناً مهماً وجيداً لعرض كافة المنتجات السياحية لليمن.وأضاف : لدينا مشاركات في المهرجان تتمثل في الموروث الشعبي وقد اقتصر بطلب من إدارة المهرجان على الإنشاد وعرض المنتجات التقليدية الحرفية لمحافظة حجة وقد اضفنا اليها فرقة فلكلور شعبي وكان الإقبال عليها منقطع النظير وجذبت أعدادا كبيرة من الجمهور .وأوضح أن محافظة حجة تمتلك العديد من المعالم السياحية والأثرية والتاريخية وتتميز بالعديد من الأنشطة والحرف اليدوية والمنتجات التقليدية والموروث الشعبي الأصيل والعادات والتقاليد التي تتميز بها عن غيرها من المحافظات وهي تمثل مواقع ووسائل جذب للسياح داخليا وخارجيا.صعدة تزهو في المهرجانأما مدير مكتب السياحة بمحافظة صعدة محسن حسن الصعري فقد تحدث بدوره وقال: محافظة صعدة شاركت بفرقة التراث الشعبي للمحافظة التي نقلت الفلكلور والرقصات الشعبية التي تتميز بها المحافظة ومديرياتها ، كما شاركنا بمعرض للصناعات الحرفية التي تشتهر بها المحافظة وأهمها صناعة المقالي والنحت على الحجر والنقش على الخشب وايضا صناعة الفضيات ومعرض للأزياء الشعبية القديمة وكان الاقبال على فقراتنا وعلى معرضنا كبيراً وجهزنا الفرقة تجهيزاً جيداً وكان لمحافظ صعدة دور في ذلك حيث قدم لنا دعماً لا محدوداً بحيث انها تنقل العادات والتقاليد لكل مديريات المحافظة ، وقد شاركنا بثلاثة أزياء مختلفة.وأضاف الصعري أنه ونتيجة لتميز مشاركة صعدة فقد قررت اللجنة التحضيرية للمهرجان تمديد يوم إضافي لفرقة التراث الشعبي لمحافظة صعدة التي اتحفت الجمهور بما قدمته من أناشيد وأهازيج شعبية وبما جسدته من عادات وتقاليد للمحافظة والزوامل والتراتيل والأهازيج الشعبية التي تردد أثناء البناء والزواج وبكل ما تتميز به المحافظة.وقال إن محافظة صعدة هي محافظة سياحية وزراعية وتشتهر بمنتجاتها الزراعية ومساجدها القديمة وبسورها القديم والمدينة القديمة وغيرها من القلاع والحصون والصناعات الحرفية .وأوضح أن المهرجان سيروج للسياحة الداخلية وقد حرك النشاط التجاري وكان له مردود جيد على أصحاب المنتجات والأشغال اليدوية وقد ساهم في تنشيط الحركة السياحية في اليمن بشكل عام.وقال إن الاقبال الذي شهده المهرجان كان غير متوقع وكان التنظيم جيداً وقد كان المهرجان نقطة ضوء وبارقة امل للناس بعد الأزمة التي عاشتها اليمن خلال الفترة الماضية .لحج.. مشاركة أولى من نوعهاويقول فاكر ناصر عابد عبيد مدير إدارة البرامج والأنشطة بمكتب السياحة بمحافظة لحج : نحن سعيدون بتواجدنا في مهرجان صيف صنعاء السياحي وهذه هي المشاركة الأولى لنا في محافظة لحج في مثل هذه المهرجانات ، ونحن هنا موجودون من اجل ان نعرض كل ما يختص بمحافظة لحج من الحرف والمشغولات اليدوية في عدة جوانب فهناك الملبوسات الشعبية وعندنا الحرف اليدوية كالخزف والفخار والبخور ونوع من الحلويات المشهورة في محافظة لحج .وأضاف أن الحرف اليدوية الخزفية في محافظة لحج تتنوع منها الجعاب والزنابيل التي يتم استخدامها في التسوق وهي صديقة للبيئة ،وعندنا ايضا المشجب الذي يوضع عليه الثياب للمباخر وهناك نماذج أخرى عديدة .وقال إن محافظة لحج شاركت ايضا في العديد من المواد الفخارية كالكوز والزير والموفي ، وغيرها من المنتجات التقليدية التي تشتهر بها محافظة لحج وذلك للتعريف بالمحافظة وبموروثها الشعبي .
وأوضح أن محافظة لحج شاركت في المهرجان بفرق شعبية قدمت على مدى ثلاثة ايام رقصات شعبية عديدة ، وايضا وصلات غنائية من التراث اللحجي للفنان الواعد عارف سرور من كلمات القمندان .. متمنيا في المشاركات القادمة توسيع المشاركة لتكون اكبر واوسع مما تم تقديمه في هذا المهرجان.وقال ان مهرجان صيف صنعاء السياحي مثل أهمية كبرى للتعريف باليمن وما هو موجود فيها سواء في صنعاء او في لحج او المحويت او حجة او في أي محافظة يمنية من موروث شعبي وتراث وحضارة ويعكس للعالم الخارجي ما تمتلكه اليمن ومحافظاتها المختلفة من تراث شعبي وحضاري . واعتقد انه يمثل نقلة نوعية لنا في محافظة لحج بأن شاركنا فيه. المحويت .. تميز في المشاركةوختاما يقول مدير مكتب السياحة بمحافظة المحويت علي عبدالله بهجان : نشكر في البداية صحيفة (14أكتوبر) على تغطيتها المتميزة للمهرجان .. وبخصوص مشاركتنا فقد كانت في مجالين هما مجال الانشاد الديني الذي استمر يومين ثم مجال الحرف التقليدية التي تتميز بها المحافظة والتي ستستمر حتى نهاية المهرجان ، وقد حرصنا في مشاركة الحرف التقليدية على اشراك بعض المنتجات الحرفية للمراكز النسوية والجمعيات بالمحافظة للمشاركة في المهرجان وقد تمثلت مشاركتنا في مجال الصناعات التقليدية التي تشتهر بها المحافظة كون محافظة المحويت تتميز بالتنوع في الموروث الثقافي ما بين المناطق الجبلية والمناطق الوسطى والمناطق التهامية وكانت المشاركة فاعلة وايجابية و كان هناك اقبال كبير على خيمة المنتجات الحرفية الخاصة بالمحافظة.وأضاف : مهرجان صيف صنعاء السياحي حقق نجاحاً جماهيرياً غير متوقع وهو شيء مطلوب لتنشيط السياحة ولابد من استمراره وديمومته . وقد نجح في ايصال رسالة للداخل والخارج بأن اليمن بخير ولابد ان تعود للسياحة عافيتها ولابد من الجميع ان يتعاونون لمحاربة الارهاب لان السياحة تضررت كثيرا من الاعمال الارهابية ، وهنا نقول ان اليمن بخير وما يروج له الاعلام عن الوضع الأمني مبالغ فيه والمشاكل الامنية هي امر طبيعي وتوجد في كل البلدان ونتمنى التغلب عليها وتجاوزها ويعود النشاط السياحي الى وضعه الطبيعي .