في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية ،كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها.فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل اثنان قهوة من فضلك.. واحد منهما على الحائط، فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا، لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: فنجان قهوة واحد.وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة واحد منهم على الحائط، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وخرجا، فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.وفي أحد المرات دخل شخص يبدو عليه الفقر ،فقال للنادل : فنجان قهوة من الحائط!.أحضر له النادل فنجان قهوة ،فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه!ذهب النادل إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة، ورماها في سلة المهملات.إن هذا تقليد لسكان البلدة يطلب فيه أحدهم فنجان قهوة مع أخرى معلقة لاحقا للفقراء والذين لا يستطيعون دفع ثمنه..انتشر هذا التقليد مؤخرا في عدد من الدول وأصبحت توجد سندوتشات ووجبات خفيفة معلقة..إن هذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة يعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني.ونحن كمسلمون أولى أن نقوم بهذا السلوك الإنساني الإسلامي فقد أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم :(أطعموا الطعام ...)؟؟، يا حبذا على كل من تصله هذه القصة وهو صاحب مقهى أو غيره فليفعل هذا السلوك في محيطه وله الأجر.
فنجان قهوة على الحائط !
أخبار متعلقة