كلمات
ذكرى أحمد علي« سالي» و»شادي»و» إبراهيم» و»دنيا» أصدقاء وأولاد عم يدرسون جميعا في مدرسة واحدة أعمارهم متقاربة وكان الأهل يحبون الزيارات الدائمة لبعضهم البعض وخاصة أيام الإجازات الأسبوعية والمناسبات والأعياد كانوا أسرة متماسكة جدا، يساعدون بعضهم البعض عند الحاجة،كل هذا جعل من الأبناء أيضا متماسكين في علاقاتهم وحبهم لبعضهم وهؤلاء الأولاد يتمتعون بمواهب فنية رائعة ولديهم إحساس موسيقي راق وأصوات جميلة إلى جانب اهتمامهم بالدراسة،فقد كانوا من الطلاب الأوائل في مدرستهم-.كانت سالي تملك موهبة التمثيل والفن الشعبي وإلقاء الشعر وكتابته ،وشادي وإبراهيم ودنيا يحبون العزف والرسم،فكلما اجتمعت الأسرة في منزل احدهم كانوا يدعون سالي للغناء والآخرون يعزفون على أدوات المطبخ.وذات يوم وبينما كان الأولاد يجلسون معا في استراحة المدرسة سمع المدرس صوت سالي وهي تغني فأعجب بصوتها فدعاها إلى مكتبه في غرفة المدرسين وقال لها لديك صوت جميل،وأثناء الحديث علم بأن أصدقاءها الآخرين يملكون مواهب أيضا ويحبون الرسم والشعر والموسيقى.فرح المدرس بهؤلاء الطلبة واتفق معهم على إنشاء فرقة موسيقية وغنائية، ثم قال لهم لدينا حفل مدرسي يقام كل فصل، ونريد أن تقدم من خلال الحفل مواهب وإبداعات أولادنا الطلاب وأريد منكم المساعدة.رحب مدير المدرسة بهذه الفكرة ووفر قاعة سماها»قاعة المبدعين».ومن هنا وفرت المدرسة الآلات الموسيقية ومدرسين للموسيقى والرسم ومدرب الفنون الشعبية (الرقصات الشعبية ) التي من خلالها يتعرف الآخرون على تراثنا في الملبس والحركة التعبيرية.وهكذا عمل المدرس جدولا من ضمن الحصص الدراسية ثم اجتمع مع مجلس الآباء واخبرهم بالفكرة ورغبة الأولاد فيها،وبلغهم بأنهم خصصوا قاعة لممارسة الهوايات.وكان أولياء الأمور متعاونين ومتفهمين لأهمية هذا النشاط.وأول من رحب بالفكرة هو أبو سالي وشادي وأبو إبراهيم ودينا لأنهم قريبون من أولادهم ويعلمون أن لدى أولادهم هذه الموهبة وانضم جميع أولياء الأمور وساعدوا المدرسة بتوفير الأشياء اللازمة وسأل كل والد ولده عن هوايته، وفي هذا اكتشف أولياء الأمور هوايات أولادهم التي كانوا لا يعرفونها وساعدوا أولادهم بالانضمام إلى الأولاد الأربعة،وتشكلت فرقة فنية متنوعة وساعدت هذه القاعة الطلبة في اكتشاف إبداعات وأفكار الأولاد.وعند الاحتفال المدرسي قدمت المدرسة بطلابها أروع وأفضل الأعمال الفنية،وأخذت المركز الأول على المدارس كلها التي كانت تفتقد لهذا النشاط الإبداعي والتعاون بين المدرسة وأولياء أمور الطلاب وكان الطلبة متفوقين علميا وفنيا وثقافيا وأصبحت المدرسة تقدم أفضل الأعمال المسرحية التي كان الطلاب أنفسهم يكتبونها ويمثلونها ويخرجونها مما زادهم معرفة ودفعهم للاطلاع والقراءة الدائمين،ويتطلعون لمعرفة كل جديد.فلا يجب أن تخفوا مواهبكم أبدا لان اكتشاف الموهبة في داخل الإنسان يعني انك شخص مميز عن غيرك، وعندما نكون نحن الكبار قريبين من أبنائنا نستطيع أن نكتشف ما لديهم من مواهب ونوجهها التوجيه الصحيح ونساعد المدرسة والأولاد في الابتكار والخلق والإبداع- فالله سبحانه وتعالى قد أعطى كل فرد منا شيئا يميزه عن غيره- وعندما أعلن هؤلاء الأولاد عن مواهبهم وأظهروها أصبحوا بعد ذلك مصدر فخر لآبائهم لأنهم أصبحوا مشهورين والكل يقدرهم ويحترم أفكارهم وإبداعاتهم.> «من مجموعتها القصصية (الرحمة)».