استطلاع/ محمد ياسينمع انسداد آفاق التوظيف يلجأ خريجو الجامعات لمحاربة بطالتهم بامتهان مهن هامشية لا تتساوى مع مؤهلاتهم العلمية فكيف يتعامل هؤلاء الشباب مع وضعهم الجديد؟تحكي لنا فاطمة علي عن المراحل التي اجتازتها منذ ان حصلت على شهادتها الجامعية تخصص قانون فتقول: لم أتوقع أن تكون مهنة المحاماة التي كنت أحلم أن أمارسها يوم حصلت على البكلاريوس مهنة الكذب فأنا الآن أعمل في وظيفة لا تمت بصلة للشهادة التي أحملها لقد عرض لي أخي أن أدير محلاً لبيع المكياج فقبلت دون تردد وعلى الرغم من أنني أندم لأنني ولجت صفوف الدراسة لكن بعد ذلك أتراجع لأن ثقافتي تفيدني في كيفية التعامل مع الزبونات وكيفية التواصل معهن خاصة مع الأجانب الذين يتوافدون على المحل. طموحاتي كانت شيئاً آخر لا بديل الآن بين يدي.وكذلك يروي لنا الشاب الجامعي طاهر عبدالسلام الحاصل على البكلاريوس في الهندسة المعمارية: حصلت على هذه الشهادة بعد جد واجتهاد لسنوات طوال ولكن أنا الآن أعمل في مهنة لا تليق بي كمثقف وجامعي فأنا أعمل في احد المحلات التجارية لبيع القطع الكهربائية ولم اعمل في مجال تخصصي (مهندس) ولم احصل على الوظيفة التي كان يجب أن توفرها لي الدولة وإنما الآن وظيفتي (بائع)، ولكن ما باليد حيلة هذه المهنة أفضل من الجلوس في البيت بدون عمل.كما يقول لنا الشاب محمد عبدالله حاصل على بكلاريوس (محاسبة) أنا الآن حصلت على رخصة لسياقة سيارة أجرة وأنا مرتاح بهذا العمل ومنسجم مع زملائي أوظف ثقافتي حينما يكون الزبائن مثقفين أتناقش معهم ويدركون أن لي رصيداً معرفياً فيحترمونني أكثر.ويضيف الشاب مراد عبد الناصر الحاصل على بكلاريوس (علم اجتماع) منذ حصولي على شهادتي الجامعية وأنا أتردد على مكاتب التوظيف ولكن دون جدوى لم أحصل على توظيف ولكن حصلت على مهنة لا تتساوى مع شهادتي الجامعية فأنا حالياً أعمل في محل بيع الملابس وأنا غير مرتاح بهذه المهنة لأنها لا تليق بمؤهلي الدراسي وسهر الليالي في المذاكرة للحصول على هذه الشهادة من أجل أن اعمل في مجال تخصصي ولكن وجدت عكس ما كنت أحلم به فأنا بائع للملابس في محل تجاري والسبب في هذا عدم الاهتمام بالشباب الذين يقولون عنهم إنهم عماد البلاد.وتضيف الشابة فاتن عبد الرب: أنا حاصلة على شهادة البكلاريوس في اللغة الانجليزية واعمل في مهنة غير تخصصي في (محل اتصالات) وأتقاضى أجرا شهرياً خمسة عشر ألف ريال لفترتين صباحية ومسائية، وذلك لأنني لم أجد العمل الذي يتناسب مع مؤهلي فلم يكن أمامي سوى هذه المهنة بدلاً من الوظيفة التي كان يجب أن اعمل بها بحسب التخصص.ويقول الشاب أحمد عبد الكريم: أنا خريج جامعي وحاصل على بكلاريوس (اقتصاد) لم أجد وظيفة منذ ان تخرجت من الجامعة ومن شعوري بالملل عملت (بائع تمبل) في كشك غير مرخص عملت على بنائه من أجل أعمل به بدلاً من الجلوس بدون عمل وهذه الظاهرة (بيع التمبل) تعتبر من الظواهر الضارة والسيئة ولكنني لم أجد وظيفة سوى هذه المهنة التي امتهنتها لنفسي لقتل الفراغ.
|
المجتمع
جامعيون في مهن هامشية
أخبار متعلقة