إعداد / أماني العسيري :نسمع كثيراً عن حالات طلاق تحدث هنا وهناك ويسترعينا الاهتمام لهذه الظاهرة وأسبابها و نذهل لمعرفتنا أن هناك أسبابا كان من الأجدر العمل على حلها والاتفاق بين الزوجين في إعادة النظر بمشاكلهما قبل تفاقمها ووصولها إلى حد الانفصال وفشل الاستمرار في الحياة الزوجية والأسرية . ارتفاع نسب الطلاق في المجتمعات العربية ومنها اليمن أدى إلى اختلال التوازن الاجتماعي بشكل غير طبيعي، ارتفع معه معدل تفكك وضياع الأسر وتشرد الأطفال كما ارتفعت معدلات الانحراف بينهم ، الأمر الذي يستدعي الوقوف عند هذه الظاهرة أيضاً والتذكير بعواقب استمرارها في زيادة حالات الطلاق . أسباب ارتفاع نسب الطلاق اختلفت أوجه الأسباب وراء زيادة معدلات الطلاق في العالم العربي وذلك نتيجة لقلة الوعي بالحقوق والواجبات الأسرية ، وكذلك التفاوت في المستويات التعليمية والعمرية والاجتماعية للزوجين ، ويمثل خروج الزوجة للعمل اكبر الأسباب المفضية إلى الطلاق بالنسبة لكثير من الأزواج الرافضين لعمل المرأة .وبالنظر إلى أهم الأسباب وراء انتشار ظاهرة الطلاق يكون الفقر وارتفاع مستوى معيشة الأسرة والبطالة هو الأساس ، وفيه لايمكن فصل العامل الاقتصادي من معادلة الطلاق .وفيما ما هو ملموس في اليمن نرى أن تراجع مستوى الحياة الاقتصادية في اليمن أصبح يولد ضغوطا شديدة على مسار تكوين العلاقات العائلية ، حيث تؤثر ضغوط الحياة الاقتصادية وأعباؤها ومتطلبات الحياة الأسرية في مقومات التوافق الزواجي واستمرار.كما أن الزواج المبكر في اليمن - كما تؤكده الدراسات الإحصائية والاجتماعية - يعزز قلة الخبرة في الحياة واستجابة غير ناضجة لمواقف الحياة المختلفة، والحياة الزوجية على وجه الخصوص .ومن الضرورة الإشارة إلى أن هناك أسباباً وعوامل أخرى فرعية تؤثر في ارتفاع معدلات الطلاق مثل :ـ السلوكيات السيئة التي قد يتمتع بها احد الزوجين .ـ العناد والجدل المستمر بينهما على اصغر الاشياء .ـ عدم احترام المرأة وكينونتها وشخصيتها .ـ عدم قدرة الزوج على تحمل مسؤولية الزواج والأسرة .ونرى في كثير من حالات فشل الزواج اعتماد الزوج على أهله في تزويجه وهو ما يسهل عليه الطلاق والزواج بأخرى طالما أن هناك من سيوفر له ذلك فهو لم يتعب ولم يتحمل المسؤولية . وفي استطلاع سابق نشر في الصحيفة عن الاستخفاف برباط الزواج المقدس والى أي مدى وصل استهتار شباب اليوم واستغلالهم في ممارسة ابغض الحلال كتبت ابتهال الصالحي في مقدمة موضوعها عن ظاهرة انتشار الطلاق بين الأزواج الشباب وقد أسمته «موضة الطلاق» إن ظاهرة الطلاق بين الشباب هذه الأيام أصبحت سمة من سماته فنسبة الطلاق تكاد تعادل نسبة الزواج ، وقد أردفت أن الإحصائيات الرسمية المفجعة ذكرت أن عدد حالات الزواج على مستوى محافظات الجمهورية في العام 2007م بلغت (65.035) حالة زواج قابلتها (3880 ) حالة طلاق بنسبة 6 % من عدد حالات الزواج. أما في مدينة عدن فبلغ عدد حالات الزواج خلال العام 2007م (2200)حالة زواج قابلتها (468) حالة طلاق فيما ارتفع العدد في العام 2008م ليصل إلى ( 3476 ) حالة زواج قابلتها ( 970 ) حالة طلاق .حلول بسيطة من أجل الاستمرار والنجاح في العلاقة الزوجية يرى د. محمد لطفي الصباغ أستاذ علوم القرآن والحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض أنه لا بد من معرفة كيفية اختيار القرين المناسب والمقارب في الميول والصفات الشخصية والقيم والمبادئ والدين. وأن تأهيل الأبناء والبنات منذ البداية من خلال التربية والتنشئة الاجتماعية تنشئة صالحة وتعليمهم للتكيف مع الحياة الأسرية ومع العادات والتقاليد، وكيفية حل مشاكلهم بمنطق العقلانية بالمناقشة والحوار بدلا من التوبيخ .وأكد هذا الحديث أيضاً الشيخ أنيس الحبيشي ـ قاض شرعي بمحافظة عدن ـ الذي قال إن الوصول إلى مرحلة الانفصال ينم عن جهل الشباب ( زوج ، زوجة ) الذي يخلق جوا معدوم التفاهم والاحترام ويعود هذا أساسا عن جهل الآباء وضعف تنشئة أبنائهم وبناتهم على احترام قيمة الزواج وضوابطه ومسؤولياته لتكون النتيجة في الأخير أزواجا غير مدركين لمكانة الأسرة وأهمية الاستقرار الأسري.وعلل أن عدم الصبر والقناعة بين الزوجين وتقدير كل منهما الآخر وإعانته على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية إضافة إلى العديد من الأسباب المؤدية إلى الطلاق التي يمكن أن نتلافاها منذ البداية.نصيحة للزوجين لكل زوجة وزوج التمسك بالصبر على المشاكل والنظر إلى الخير الموجود في كل منهما ومحاولة التغاضي والانتباه إلى أن التقصير لا يأتي من طرف دون الآخر ، والتوجيه السليم بالخير سواء من الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته من الضروري لاستدامة الحياة بينهما في سعادة .
|
ومجتمع
ارتفاع معدلات الطلاق واختلال التوازن الاجتماعي
أخبار متعلقة