دنيا هاني:مفهوم الجمال بالنسبة لنا هل هو نعمة أم نقمة ؟ ومفهوم جمال الجسد هل هو أهم من الجمال الداخلي «جمال الروح»؟..فلماذا إذاً لا نستخدم لغة الجمال سواء للعقل أو الجسد أو الروح بالطريقة السليمة؟..ولماذا لا نثقف عقولنا بكيفية الاستفادة من الجماليات الموجودة بدواخلنا وأهمها الأخلاق؟..ليس الجمال هو الدافع الأول وراء أي انحراف وإنما الأخلاق والقيم المكتسبة سواء من الثقافة أو من المجتمع أو من الأهل هي الأساس..عقل وراءه امرأة فاتنة وجميلة وتمتلك كل صفات الجمال ولكن لا تفكر إلا بالبحث عن وسائل وطرق لإشباع رغباتها وذاتها.. فهي وللأسف لديها عقل لا يفكر لا بمبدأ ولا قيم ولا أخلاق عقل ثقافته بغفوة عن واقع الحياة.. يفتقد أهم شيء مع أنه يمتلك كل شيء..عقل ومع كل النكبات والنكسات لا يتعظ ولا يرتدع .. فمتى يا ترى سوف يستفيق هذا العقل النائم من سباته؟..قصة هذا العقل أن هناك امرأة تربت وعاشت في بيئة يحيط بها الفساد من كل الجهات ولكن لا يمنع ذلك من أنه كانت لديها فرص عديدة من الممكن أن تستغلها وتعيش حياة كريمة مع أهلها وابنتها الوحيدة ذي العامين من عمرها التي تعتبر هي الدافع الوحيد لكونها موجودة في هذه الحياة..وحتى تخرج عن مسار هذه البيئة لجأت إلى التسلية وتضييع الوقت والترفيه عن نفسها وتناست أن لها ابنة تحتاج إليها كي تشعرها بالأمان والحنان ولم تفكر في العواقب التي من الممكن أن تصادفها وراء جنونها هذا.. فهي كانت مغرورة جداً بجمالها والكل كان يتمناها ويشهد لها بذلك..تعرفت على الكثيرين وضحت بالكثير لكسب عدد كاف من الضحايا الذين تستغلهم ومن ثم تستغني عنهم.. تستخدم مبدأ الأخذ والعطاء «شيء مقابل شيء آخر» تجارة من الممكن أن نسميها تجارة المشاعر والعقل والجسد..وبعد مرور فترة على هذه الأم التي تناست تماماً طفلتها وراحت تركض وراء متعتها.. قدر أليم رمى بهذه الطفلة بأيد ليست أمينة عليها ولدت وتربت في جو من الشتات والفساد لتتكرر مأساة أمها.. ولاحتياج هذه الطفلة للرعاية والاهتمام اللذين فقدتهما تعرضت لوعكة صحية وتوفيت..! في الحقيقة لا أعلم هي هو رحمة من الله أنه أسترجع أمانته أم هو عقاب لهذه الأم المستهترة التي ومع كل الذي حصل معها لم يردعها شيء لتكملة مشوارها وتمردت أكثر كأن ابنتها كانت هي العقبة الوحيدة في طريقها.. هل فعلاً هناك أناس كهذه المرأة مستهترون بكل من حولهم وبأنفسهم ولا يهمهم شيء سوى تجميع ثروة لا بأس بها ليضمنوا فيها حياة كريمة أو يمكن أن نسميها حياة سقيمة بعد ما تجردت من كل شيء من أجل المال..وهل عقاب الله لها كفيل لتتخلص من كل الآثام والذنوب التي ارتكبتها في حقها وفي حق ابنتها.. خاصة بعد تعرضها لصدمة قوية عند علمها بأنها مصابة بمرض (اللهم أحفظنا).. هل ستفوق الآن من الغيبوبة التي جعلتها تخسر كل شيء..غيبوبة حب المال..«الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا»..متى سنطبق هذه المقولة ونتفادى الكثير مما فاتنا؟!..اعتقادات ومبدأ خاطئ حين نقول إنه ليس للجمال قيمة من دون المال.. لماذا نجعل المال يتحكم بعقولنا وقلوبنا وأجسادنا ويجعلنا نخسر كل شيء حتى أعز ما لدينا؟!..لماذا لا نثقف أنفسنا نحو الصواب وأين هي عقولنا عندما نستهين هكذا بأغلى شيء منحه الله لنا؟!..لماذا نسمح لذئاب بشرية بالتهام هذا الجسد المحرم عليها ولماذا لا نحافظ على أنفسنا من الوقوع بالخطأ؟!..لغة الجسد لغة مقدسة ومهمتنا هي الحفاظ عليها وتطويرها للأفضل..طبتم وطاب جسدكم سليماً خالياً من كل شر..وفعلاً كما يقال: (المال نقمة وليس نعمة)..
|
ومجتمع
ثقافة عقل وترويض جسد
أخبار متعلقة