تقييم أولي للحضور اليمني في (خليجي21)
كتب/ حســن عيــاش:يعيش الشارع الرياضي اليمني على أصداء الانقسام في الرأي عقب خروج المنتخب الأول من دور المجموعات لبطولة خليجي ( 21) في البحرين وفشله في تحقيق نتائج جيدة كان المدرب البلجيكي توم سينتيفيت قد وعد بها فوز توليه قيادة المنتخب في أكتوبر من العام الماضي.المنتخب احتل المركز الرابع والأخير في المجموعة الثانية بعد خسارته أمام الكويت 0 ــ 2 وأمام السعودية 0 ــ 2 ثم أمام العراق 0 ــ 2 أيضا ليغادر المنامة خالي الوفاض تماما.الانقسام في الرأي ظهر منذ المباراة الأولى للمنتخب أمام الكويت في ثاني أيام البطولة واستمر حتى انتهاء المباراة الثالثة أمام المنتخب العراقي ، وتركز على مستوى أداء اللاعبين في المباريات الثلاث على الرغم من الاتفاق حول سلبية النتائج ومخالفتها للآمال التي سبقت المشاركة.من ناحية أخرى ينال الاختلاف في الرأي من العمل الذي قام به المدرب الجديد للمنتخب، توم سينتيفيت، إذ يرى أصحاب النظرة الايجابية أن الرجل اثبت نجاحا سريعا في مهمته واستطاع الوفاء ببعض وعوده من خلال وضع بصمته على الطريقة التي أدى بها اللاعبون مبارياتهم الثلاث في المنامة على الرغم من الإخفاق الذي لازمهم على مستوى الأرقام وفشلهم في تحقيق الفوز الذي وعد به، بل وعدم تسجيلهم أي هدف في وقت استقبلت شباك حارس المرمى سعود السوادي 6 أهداف بواقع هدفين في كل مباراة.من جانبهم يرى أصحاب النظرة الأخرى انه كان بالإمكان أفضل مما كان لو أن المدرب ذهب إلى المنامة بتشكيلة متوازنة على مستوى العناصر ولم يغامر بتشكيلة ضمت بعض المغمورين على حساب عناصر الخبرة، وأيضا على مستوى التموضعات حيث ركز المدرب اختياراته على لاعبي الخط الخلفي وراهن عليهم بشكل لم يرق للمنتقدين.الكابتن محمد الزريقي الذي عمل مساعدا للمدرب البلجيكي في فترة التحضير للبطولة قال إن المنتخب قدم ما يمكن تقديمه في حدود المتاح، سواء بالنسبة لإمكانيات اللاعبين أو الإمكانيات التي توافرت للمنتخب في فترة الإعداد.الزريقي نوه بالعوامل والمعطيات التي ينبغي وضعها في الحسبان عند تقييم المشاركة ككل أو تحليل أداء اللاعبين، ومن هذه المعطيات بحسب الزريقي توقف الدوري المحلي وعدم وجود مباريات تنافسية منذ ستة أشهر تقريبا.وقال: اللاعبون الآخرون من منتخبات الكويت والسعودية والعراق جاءوا إلى البطولة في ظل تواصل البطولات المحلية في بلدانهم، بالإضافة إلى الظروف الجيدة لإعدادهم على مستوى المنتخبات وهذه بلاشك عوامل ايجابية تصب في مصلحتهم على حساب لاعبينا ومنتخبنا، فيما لاعبونا دخلوا منافسات البطولة حاملين معاناتهم من توقف النشاط مع الأندية وسوء الإعداد في المنتخب.وتابع: هناك أيضا فوارق كبيرة مع المنتخبات الخليجية جميعها ينبغي أن نراعيها حين نقيم المنتخب ومشاركته الخليجية. وتحدث الزريقي عما اسماه التفاصيل المؤثرة في البطولات التي تقام بطريقة التجمع ومنها خصوصا كأس الخليج.وقال: لاعبونا غير متعودين على اللعب في ظل ضغط المباريات وخوض مباراة كل يومين يتخللهما إجراء التدريبات، وفي مثل هذه الظروف هناك أحمال تدريبية لايستطيع اللاعب اليمني تحملها.الزريقي أكد أن حديثه السابق لايعني بأي حال من الأحوال أن النتائج التي تحققت مرضية.وأوضح: أن الجماهير كانت تتطلع إلى نتائج جيدة وأداء أكثر ايجابية خصوصا في الشق الهجومي الذي كان الغائب الأبرز عن المنتخب في البحرين.واستطرد: وفقا للموجود المنتخب قدم ماعليه، لكن هذا لايعني إننا مقتنعون بنتائج المشاركة.وأبدى الزريقي تأييده لبقاء المدرب البلجيكي توم ومنحه الوقت والصلاحيات لاستكمال عمله.وقال: من حق المدرب أن يعمل وفق قناعاته الفنية ومع التشكيلة التي تتناسب مع رؤيته وأسلوبه الخططي.وأعاد إلى الأذهان الضجة التي أحدثها المدرب في اختياراته للاعبي المنتخب الحالي، قائلا إن المدرب اختار اللاعبين الأفضل لتنفيذ الواجبات اللازمة في الخطة التي يلعب بها.وأكمل: هناك لاعبون جيدون لم تشملهم الاختيارات، لكن من حق المدرب أن يختار اللاعب الأنسب لأسلوبه وطريقة اللعب التي ينتهجها.المدرب الوطني احمد الراعي الذي سبق له العمل مع الجزائري رابح سعدان في خليجي 17 في قطر اتفق مع الزريقي في رأيه عن المشاركة، وقال: المدرب لعب بطريقة منطقية ووفقا للإمكانيات التي لديه وهو لا يلام أبدا.وأضاف: المنتخب لم يخض فترة إعداد كافية قبل البطولة المهمة والقوية بالنظر إلى المنتخبات المشاركة فيها التي تعتبر من صفوة المنتخبات في القارة الآسيوية، كما أن أغلبية عناصره من الشباب الذين لم يسبق لهم الاشتراك في بطولات خارجية.وأوضح: أن غياب بعض اللاعبين الأساسيين عن فترة الإعداد وخصوصا في بطولة غرب آسيا التي سبقت كأس الخليج بفترة بسيطة لم تتح لأولئك الانسجام الكافي مع التشكيلة وأوجدت بعض الثغرات التي كان لها تأثيرها على الأداء والنتائج في البحرين.الراعي رأى أن الأسلوب الذي أدى به المنتخب مبارياته في خليجي (21) كان مناسبا وساهم في تقليل نسبة الخسائر التي كان من الممكن أن نتلقاها من المنتخبات الخليجية التي هي أقوى منا من كل النواحي.وفي رؤية مغايرة يعتقد عدد من الفنيين الذي أدلوا بدلوهم عبر وسائل الإعلام المختلفة أن المنتخب كان يستطيع أن يقدم أداء أفضل ويحقق نتائج جيدة بالاعتماد على النهج المتوازن بين الدفاع والهجوم وعدم إهمال الأخير كليا في خطة المدرب توم.وأكدوا أن عدم الاهتمام بإشراك المهاجمين مثل علاء الصاصي كان خطأ ارتكبه المدرب بعناد غريب!.اللاعبون اختلفوا بدورهم في تقييم المشاركة وعمل المدرب توم حيث انتقد بعضهم الأسلوب الدفاعي البحت للمدرب واعتبروه السبب الرئيس لخروج المنتخب خالي الوفاض، فيما دافع عنه آخرون . سعود السوادي حارس المرمى الذي أعاد اكتشاف نفسه في خليجي ( 21 ) وتألق في صد ركلة جزاء أمام الكويت ومنع أهدافا أخرى في بقية المباريات قال: إن الأسلوب الخططي للمدرب البلجيكي توم سينتفيت يرهق اللاعبين.وأضاف :إنها خطة لعب صعبة علينا كلاعبين يمنيين إمكانياتنا محدودة. لم نلعب مباريات ودية كثيرة.إنها خطة تصلح مع لاعبين على مستوى أوروبي ولاتصلح لنا.من ناحيته قال النجم اليمني الأبرز حاليا علاء الصاصي إن خطط المدرب الدفاعية وخوفه من الهجوم قادت المنتخب إلى النهاية غير المرضية في كأس الخليج.واشتكى صانع العاب المنتخب اليمني ونادي الميناء العراقي من تجاهل المدرب توم سينتفيت لوجوده في قائمة المنتخب وتعمد عدم إشراكه أساسيا أمام الكويت أو السماح له باللعب في المباريات الأخرى.وكشف الصاصي أن المدرب يمارس نحوه فعلاِ انتقامياً بسبب تصريحاته المنتقدة لخطته الدفاعية المتبعة في البطولة، مؤكداً أن من الأشرف لمنتخب اليمن أن يخسر بالأربعة أو الخمسة وهو يلعب بشكل متوازن ليطور مستواه على أن يبقى محافظا على الدفاع توخيا للخسارة بأقل عدد من الأهداف.وفي تصريح للصحيفة أكد الدولي علي العمقي أن المنتخب ظهر بشكل منظم لأول مرة منذ سنوات، مشيدا بعمل المدرب.وقال العمقي إن للمدرب الحق في اختيار اللاعبين المناسبين لتنفيذ أفكاره في الملعب.وطالب المهاجم اليساري الذي لم تتحقق أمنيته في لعب بطولتين متتاليين لكأس الخليج بسبب الإصابة بإتاحة الفرصة أمام المدرب للاستقرار على خياراته بالنسبة للعناصر واللعب وفقا للقناعات الفنية التي يرى أنها الأنسب له وللاعبين المختارين.وعن غياب عدد من لاعبي الخبرة عن المنتخب الحالي واعتماد المدرب على أسماء تصنف في خانة المغمورة، قال: الخبرة مطلوبة بلاشك لكن منح الصلاحيات للمدرب ومساعدته في تنفيذ أفكاره بالطريقة التي يراها وبالتشكيلة التي يقتنع بها مهم جدا من اجل إيجاد الاستقرار الذي يعد ضروريا لتطور مستوى المنتخب.