قد يغري دواء معين أناساً كثيرين؛ غافلين حقيقة أن ليس له في كل الأحوال تحقيق الشفاء؛ لاسيما عند استخدامه خبط عشواء بطريقة مخالفة ٍ تماماً.يظل استخدام الدواء دائماً مرهون بضوابط ومعايير وشروط نص عليها الأطباء والعلماء، محذرين من تبعات التهاون وعدم الالتزام تلافياً للأضرار العكسية الخطيرة التي يعزي الكثير منها إلى الاستخدام الدوائي غير المنضبط السيئ.وليست المشكلة لتقف عند هذا الحدٍ، فثمة أصناف غير آمنة ينخدع بها كثير من الناس تندرج تحت مسمى “ الأدوية المهربة أو المجهولة المصدر” ،وليس الاسم بجديد على الناس على اختلافهم وقد ألفوا أو سمع معظمهم - على الأقل- بأن أدوية متعددة الأصناف تباع في الصيدليات، ثم يقوم البعض بشراء ما يلزمه منها مع علمه بأنها مهربة، فيا لها من كارثة: إن بقينا على هذا الحال نضع ثقتنا في أدوية يعتريها من الناحية الطبية شكوك كبيرة تقوض سلامتها، فمسألة التهريب في حد ذاته فيه من التأكيد والجزم بأن بعض هذه الأدوية موضع شك وريبة لا تراعي الشروط في مسألة معايير الصناعة الدوائية المتبعة عالمياً. كيف لا وهي أساساً لا تخضع للفحص ولا للرقابة الدوائية، عدا أن تهريبها و إن كانت من الأدوية ذات السمعة الممتازة من حيث شركة التصنيع وبلد المنشأ- يضعها على محك مجازفة كبيرة بصحة وسلامة الناس، وذلك لسبب وجيه وهو أنها عرضة للتلف سريعاً بسبب حساسيتها الشديدة لمختلف الظروف القاسية التي تكتنف عملية التهريب، فكثيراً ما يلجأ المهربون إلى وسائل وأساليب لا تبقي الأدوية محفوظة تحت درجة حرارة مناسبة تحفظها من التلف ، بل وقد تتعرض للرطوبة العالية أو تلفها بحدة أشعة الشمس لدى تخزينها في ظروف التهريب عند تركها طويلاً داخل حاويات أو مخازن سيئة التبريد أو من دون تبريد ملائم حتى لا ينكشف أمرها. من هنا استجدي الضمير الحي في قلوب الصيادلة ، فلا تغريهم تلك الأدوية بما فيها أيضاً المجهولة لكي لا يكونون شركاء أساسين في جريمة قد تكلف البعض من مستخدمي الأدوية صحته أو حياته ، فليس الكسب من وراء تلك الأدوية ينفع صاحبه أما م الله وأنا له أن يفيد المرء إذا داس بقدميه على شرف مهنته وتهاون في مسؤوليته.أما المواطن فنقول له : كن يقظاً عند شرائك أي دواء من الصيدلية ، وعليك النظر أولاً قبل الشراء إلى الختم الرسمي للوكيل الدوائي المعتمد محلياً من الدواء ، ثم قم بعرضه على الطبيب المعالج أو على طبيباً صيدلياً آخر حتى يتحقق من أن العلاج هو ذاته المطلوب وليس مزوراً أو مهرباً قد ختم لتضليل المواطن بختم مزوراً يبدو كثير الشبه بختم الوكيل الدوائي الرسمي المعتمد.هذا ودمتم سالمين ، سائلين المولى عز وجل أن يعجل بشفاء كل مريض من سقمه ، أنه سميع مجيب.
الدواء وكفة السلامة الصحية
أخبار متعلقة