بالرغم من ملاحظاتنا على مضامين محاضرة الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- إلا أنني أشعر بالارتياح لمبادرته في تقديم رؤيته لمعطيات المشهد السياسي الراهن بل واعتبرها مهمة وخطوة فاعلة باتجاه اجراء عملية تشخيص للواقع وعلى الاحزاب والتنظيمات السياسية بل ومختلف الأطر المدنية ان تسهم في تشخيص المشهد وحتى نتمكن جميعاً وقبل خوضنا غمار عملية الحوار الشامل من الوقوف على كافة أبعاد الصورة وطبيعة المشكلات العالقة وما يتطلبه ذلك من تناولات في عملية الحوار في اطار من الفهم والاستيعاب الأمثل لمختلف القضايا وبرؤية ثاقبة تتجاوز تداعيات الرؤى الحزبية الضيقة وتنتصر للمهنية السياسية العلمية في مناقشة مختلف القضايا بتجرد كامل من الأهواء التي تؤثر على الجهود الراهنة والهادفة الى انجاز الحوار وتجاوز أية عراقيل تحاول تعكير الأجواء وتأزيم المواقف وايقاف عجلة الحوار في مفترق طرق لاتحتمل اليمن البقاء فيه كثيراً ويتطلب من الجميع الاتجاه نحو الحوار باعتباره المخرج الوحيد للأزمة المتفاقمة والتي تعيشها اليوم وتدفع ثمنها اليمن على حساب مقدراتها وتطلعاتها وطموحاتها في الديمقراطية والتنمية.حقيقة اننا نتطلع ان تشهد الأيام القادمة وعلى طريق الحوار الوطني الشامل العديد من الفعاليات الحزبية والمدنية والابداعية والجماهيرية المشاركة في عملية التشخيص للمشهد الراهن وبالصورة التي تهيئ بعلمية وروح وطنية عالية لعملية الحوار بما يمكن الجميع من الولوج الى مرحلة جديدة ومتطلبات المعالجة الناجعة للمشكلات العالقة..ولا شك ان مثل هذا الاستكشاف للرؤى والتصورات الحزبية من شأنه ان يقود الى تفاهمات ومقاربات حول الكثير من القضايا، ولعل المترددين عن حوار تمهيدي يسبق الحوار الشامل مبعثه يعود الى تصورهم المسبق أن مثل هذا الاستكشاف للآراء والمواقف من شأنه ان يمهد لولادة تحالفات سياسية وحزبية جديدة على ضوء الآراء والمواقف الحزبية ازاء الشأن الوطني الراهن..ربما يعتقد هؤلاء المتخوفون ان مثل هذه التحالفات قد لاتخدم اطروحاتهم التي يزمعون طرحها على طاولة الحوار.واذا ما كان هذا التخوف صحيحاً فإن ذلك يكشف مدى الرؤية الضيقة التي يعاني منها البعض في اطار تفاعله مع الحوار والقضايا الوطنية، الأمر الذي يتطلب منهم سرعة اعادة ترتيب اوراقهم من جديد خاصة وان الاستكشاف للمواقف والأراء لا يعني سوى انه عملية سياسية عبقرية تفرضها بقوة المهنية السياسية وتترك الباب مفتوحاً أمام مختلف الاحزاب لتحقيق درجات عالية من التحالفات السياسية وهي تحالفات مشروعة تكفلها العملية الديمقراطية بل وتمثل في الوقت ذاته ذروة درجات الاستغلال السياسي الأمثل للمعطيات وللآراء والمواقف والسير نحو ايجاد رؤية ثاقبة تخدم التطلعات الشعبية وتنتصر للمصالح العليا للوطن.إننا أمام مخاضات سياسية لابد للجميع ان يعطي مرحلة ما قبل الحوار أعلى درجات اهتمامه، وان غياب أي دور تمهيدي لعملية الحوار لايعكس إلا حالة من الغباء السياسي الذي يؤكد عدم قدرة هذا الحزب او ذاك على التعاطي مع التحولات والمتغيرات المتسارعة وأبعاد المشهد السياسي وتراكماته من الأحداث والوقائع واستقراء الواقع والمستقبل.. وذلك يُعَد ترمومتراً لقياس درجة الاستشعار بالمسئولية الوطنية لدى هذا الطرف أو ذاك.
|
آراء
التمهيد للحوار
أخبار متعلقة