الــ 14 من أكتوبر من عام 1963 .. يومٌ لم تصنعه شمس الضحى بل صنعه اليمنيون بأيديهم .. يومٌ أنتفض الشعب اليمني عن بكره أبيه ليقول للمحتل البريطاني الغربي الجاثم على الصدور منذ 1838م كفاكم استعبادا لنا واستهلاكا لثرواتنا واستغلالا لأراضينا وبحرنا وبرنا وجونا .. يومٌ انطلقت فيه شرارة الثورة من جبال ردفان في جنوب اليمن لتتبع الثورة الأخرى التي قامت قبلها في شمال اليمن بعام واحد .. فأصبح يوماً يؤرخ في تاريخ اليمن بكلمات من ذهب لا تزول حتى لو زلنا من هذه الأرض .. فتتابع الكفاح المسلح ضد الغزاة حتى تحقق الإجلاء النهائي للمحتلين في 30 نوفمبر 1967م من البقعة الطاهرة اليمنية على يد رجال أشداء صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه وصدقوا الأرض والإنسان اليمني ما نذروا أنفسهم به وأعطوا رسائل لأبنائهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم والأجيال القادمة وإشارات إفتخارية بأنهم من أصلاب هؤلاء الأبطال ويا له من شرف عظيم .. الرابع عشر من أكتوبر قصة حياة وثورة شعب عظيم .- عندما تتحرك شعوب فإن جميع شعوب المنطقة تصل إليها حالة من النهضة والثورة خاصة من تكون قابعة تحت احتلال غاشم وهذا ما حصل في اليمن الحبيب فبعد عام تقريبا من ثورة 26 سبتمبر 1962 في شمال اليمن تبعتها ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي أغلقت آخر فصل من فصول الوجود البريطاني في جنوب الجزيرة العربية نهائيا حتى وإن ولد لنا هذا الحدث دولتين يمنيتين اثنتين أطلق عليهما (شمال وجنوب) إلا أن الجسد الواحد ظل في ثبات على آلام التمزق والإنشطار سنين معدودة وفي صراع مع الذات حتى تحقق لهاتين الثورتين الأمل الأخير والنهائي بإتحاده في ظل يمن واحد موحد في 22مايو1990م .. وبهذا الحدث توج كفاح الثوار المجاهدين بأعظم منجز كانوا يؤملونه وينتظرونه ويتمنى من قضى نحبه منهم أن كان ذا حياة ليجد نهاية مجهوده وثورته ما آل إليه من نجاحات وإنجازات فلهم جميعا كل الفضل في وحدة الأرض والإنسان اليمني ولنا كل الفخر بهم وببطولاتهم وإنجازاتهم . - يعيش اليمن منذ 2011م وحتى اللحظة مآسي وفتناً ومشاكل وصراعات على السلطة وعلى الأرض وعلى الثروات بين أبناء الوطن الواحد كنتيجة طبيعية لحالة المؤامرة التي قادنا إليها صناع المؤامرات في الداخل والخارج في سعيهم الحثيث لإعادة اليمن إلى مربع الاحتلال الماضي كاستنساخ رجعي خطير للتاريخ من خلال الانفصال بين جزأي اليمن ثم يتبعه إعادة الاحتلال الغربي من خلال التواجد الغربي على أراضي اليمن كما كان التواجد قبيل ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة يدنس وينجس أرض اليمن الحبيب .. ولكن هذه المرة تحت غطاء وشرعية مضحكة وسخيفة أُطلق عليها “شرعية دولية أممية” .. فهل يقدر أبناء وأحفاد المناضلين والثوار الأبطال الذين قادوا حروبا شرسة ضد المستعمر البريطاني أن يقودوا نفس الحروب ولكن هذه المرة ضد أنفسهم ونزواتهم وضد كل من يحاول أن يزرع الشقاق والخلاف داخل البيت اليمني وضد صانعي الفتن والمحن ومن ستكون مصلحتهم الذاتية في التشطير وإعادة اليمن إلى قبل 1990 ثم تسليمها للغزاة لتصل إلى ما قبل 1963م .. أكيد لديهم القوة والأنفة والشدة والبطولة ليبتروا يد وفكر ولسان كل من يدعو لهذا الأمر الشنيع فاليمن ووحدته لا مساومة عليها وستظل مقبرة لمن أراد غزوها حتى لو كان هذا الغزو فكريا ثقافيا يؤجج البغضاء والحسد بين أبناء اليمن الواحد ..ونسأل الله أن نحتفل العام القادم باليوبيل الذهبي لثورة الـ14 من أكتوبر واليمن في أبهى زينة ورونق وأمن واستقرار تحت حكم أبنائها بعيدا عن الوصاية الخارجية والتدخلات الأجنبية والفتن والمحن والحروب المستعرة هنا وهناك .. وما ذلك على الله بعزيز.
|
آراء
الرابع عشر من أكتوبر.. ثورة شعب
أخبار متعلقة