عندما يكون الطفل هو وحيد والديه تكون كل الأنظار عليه ،وكل الحنان مخصصاً له ،ويكون هو صغير البيت الذي يحبه الكل ويدلل من قبل الجميع ويكون محط أنظار باقي أفراد العائلة،لكن عندما يحين موعد قدوم طفل جديد إلى الأسرة يتغير كل شيء ،فلا يعود ذلك الطفل هو الصغير أو هو المدلل وحتى لم يعد هو من يجذب أنظار الجميع،فتتغير نفسية الطفل ويصبح هذا الطفل يعاني من الغيرة… فعند قدوم المولود الجديد يحرم الطفل من أمه، كونها تكون في المستشفى من أجل الولادة وبعد قدومها للمنزل تأتي وهي تحتضن مولودا في يديها ،ورغم أن الطفل في أمس الحاجة إلى أمه إلا أن أمه لا تزال تعبة وهي الآن مشغولة بالمولود الجديد وتصبح عناية الأم متوجهة الآن إلى المولود الجديد، ويقل الوقت الذي تعطيه للطفل الكبير،وهنا يكبر في ذهن الطفل أنه فقد حب أمه وحنانها الذي كان دائما متوجها إليه،ومع مرور الوقت تصبح الأسرة تعاقب الطفل الأكبر لكونه لم يحسن معاملة أخيه الصغير أو أنها قد تحرمه من أشياء يسمح للصغير بها،كما قد يعاقب لأشياء يُسمح لأخيه الصغير أن يفعلها ولا يعرف سبباً لذلك أو أنه أصغرُ من أن يعرف السبب،وهنا تكبر يوما بعد يوم في نفسية الطفل الغيرة اتجاه أخيه الأصغر وقد تتحول هذه الغيرة إلى كره. ولا تقتصر الغيرة بين الإخوة فقط عند وجود مولود جديد ،فقد تكون نتيجة لانعدام الثقة في النفس، فالطفل في هذه الحالة يظن أن أخاه أفضل منه فتزداد غيرته وكرهه له،كما أنها قد تكون نتيجة التمييز بين الإخوة ،فقد تختلف معاملة الآباء لأبنائهم كأن يفضل ابن على آخر أو أن يدلل واحد دون الآخر،كما أن هذا التصرف الخاطئ من جهة الوالدين قد يجعل الطفل يكره أخاه. وقد ينتج عن الغيرة بين الأبناء سلوك عدواني ،إما اتجاه الأخ كأن يقوم الطفل الأكبر بإساءة معاملة الطفل الأصغر،أو اتجاه الوالدين،أو اتجاه أغراضه الشخصية التي يقوم بإتلافها،وكثرة البكاء بلا سبب فقط من أجل لفت الانتباه،كما قد ينتج عن هذه الحالة التبول اللاإرادي عند الطفل،التي لم تكن موجودة من قبل، وكأن الطفل يتمنى أن يرجع إلى المرحلة العمرية السابقة لتعتني به أمه كما تعتني بأخيه الصغير، وهذا السلوك ما هو إلا واحد من سلوكيات لفت الانتباه التي يلجأ إليها الطفل لمطالبة والديه بحقه المفقود. وعلى كل الآباء التفكير في هذا الموضوع مليا قبل الإنجاب،وذلك في فترة الحمل،فعلى الوالدين التمهيد لاستقبال المولود الجديد، وخلق علاقة من الحب بين الأخوة، حتى إذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب إلى نفسه و ليس منافساً له،محاولة الوالدين بعدم إظهار الحب للمولود الجديد، خصوصا أمام الإخوة الصغار لكي لا يشعروا بالغيرة،المساواة بين الإخوة وعدم تفضيل البعض على البعض الآخر،كما يجب على الوالدين عدم مدح طفل ما أمام أخيه،فذلك ينمي في الطفل كرهه لأخيه،وعلى الأم أن تبقى على علاقة وطيدة مع طفلها الأول رغم وجود المولود الجديد،وان تحاول دائما أن تظهر له أنها لا تزال تحبه تماما كما في السابق.وأهم شيء هو عدم المقارنة بين الأبناء على مختلف قدراتهم وميولهم وأعمارهم، ومراعاة حاجات كل منهم بما يتناسب وطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها.فقد يحاول بعض الآباء بذلك خلق جو من المنافسة فيما بينهم ،لكن ما لا يعرفه الآباء أن المقارنة ين الإخوة لها نتائج عكسية.
|
اطفال
عقدة المولود الجديد.. حكاية لاتنتهي
أخبار متعلقة