(خاطرة من وجع الروح)
فراس حج محمد:“تكون الاتصالات جيدة جداً. تتلقى أخباراً طيبة تخصّ بعض الأعمال. لكن أنت بحاجة إلى الإصغاء والتروي والانتباه إلى مشاعر الآخرين. قد تتلقى دعوة من صديق وتبدو مربكاً قليلاً”.هذا ما تزعمه الأبراج في هذا اليوم (9-2-2012)، ولا شيء يغير روتين العمل اليومي، فلا اتصالات لا جيدة ولا سيئة، ولم أتلق أية أخبار طيبة، فأنا لست رجل أعمال، فما أنا إلا موظف بسيط أقبع خلف مكتبي أعابث أوجاعا قديمة، وأحاول أن أنجز بعض الأعمال ثقيلة الظل، وتأبى أن تنجز بشكلها السليم.وأما الإصغاء والتروي والانتباه لمشاعر الآخرين، فلا جديد في ذلك، فأنا معتاد على ذلك، ولم تفلح الأبراج في كشف سر، فمن طبعي الذي روضت نفسي عليه أن أصغي لكل دقة قلب تلامس قلبي، وأشعر بحواسي الخمس ناهيك عن الحاسة السادسة تبدل مشاعر الآخرين، فيهدونني آلامي بكل قسوة وبلا حد، حتى لكأنني أحيا في مرجل من السأم والعذاب المتواصل. لن أتلقى أي دعوة من أي صديق، أتدرون لماذا؟ لأنه لا أصدقاء لي، فقد جربت كثيرين فكانوا أشخاصا عابرين، لم يتركوا أثرا ولو من أثر الأثر، فلا صديق لي فمن أين سأتلقى الدعوة أيتها الأبراج الراجمة والمتخبطة في عشواء الأماني والتهاويم القابعة في مهام الجهالة العمياء!!قد أبدو مربكا، لأنني مقيد، ولا أستطيع فعل أي شيء، أشعر بأن كل خطوة للأمام هي مجرد وهم، فأتردد ولا أنجز أي إنجاز يستحق الذكر، فكل الأمور تسير عكس التيار، فلم تهب الرياح لأغتنمها، وعاندت الأشرعة الرياح فتمزقت وأوشكت السفينة على الغرق، فعلا أوشكت على الغرق، بل إنها بدأت تغوص رويداً رويدا في وحل الخراب.