سطور
د. زينب حزام تعودت مع هذا الجو الحار والانقطاع المستمر للكهرباء ، الجلوس أمام البحر ونسيمة العليل على شاطئ كورنيش خور مكسر المزين بأجمل الزهور المتنوعة وعند المساء يزداد الكورنيش جمالاً وتنعكس الأضواء المنبعثة من القمر على سطح الماء وكأنها حفل من الابتسامات وأحس بصداقة بيني وبين أمواج البحر والنوارس البيضاء والنجوم البعيدة كأنها زهور مضيئة تتراقص في الماء حول نغمات الزهور والورود. في هذا الكورنيش الهادئ كنت أرى مسنا يجلس ويقرأ كتاباً وهو شيء جعلني اشعر بالسعادة لان الكتاب مازال موجوداً رغم التقدم الالكتروني ورغم انتشار القنوات الفضائية التي تجعل المرء يقعد في بيته ويشاهد أجمل الأفلام وآخر الأخبار الساخنة في العالم مع هذا الربيع العربي الذي يحمل أحداث التغيرات السياسية والاقتصادية في العالم العربي والدول المجاورة له. أعود إلى موضوعي عن الكتاب والرجل المسن، تأملت ملامحه عن قرب وأطال النظر إلي، دار حديث بيني وبينه عن الكتاب المطبوع في اليمن... أمال رأسه ثم اعتدل وحدق بعينه وقال : اقضي معظم وقتي في قراءة الكتب والصحف والمجلات المحلية والأجنبية.قلت : لا تشاهد القنوات الفضائية؟! * أجاب : قليلاً .- قلت: أتقرأ المجلات المستوردة من الدول العربية؟ ! قال ضاحكاً : نعم ولكن قليلاً ما أقوم بشرائها لأنها غالية الثمن ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والراتب المحدود .. اكتفي بشراء مجلة أو صحيفة مستوردة مرة في الشهر. * صمت الرجل المسن قليلاً ثم قال: لماذا كل هذه الأسئلة؟ - قلت له: عندما رأيتك تقرا الكتاب شعرت بالسعادة لأنني اشعر بشيء من الحزن عندما وجدت المكتبات العامة خالية من القراء، إلا بعدد أصابع الكف الواحد.. فما أحوجنا إلى زيادة طباعة الكتاب والصحف والمجلات وتقديم الدعاية الإعلامية الكافية للكتاب المطبوع وتشجيع قراءة الكتاب وتخفيض سعره. * ابتسم الرجل المسن من حديثي وخفف عني هذا الهم قائلاً : نحن بحاجة إلى من يدعم الكتاب والأدباء ويتفقد أحوالهم فقد كنت في يوم ما اكتب الشعر ثم هجرته لان الأدب لا يطعم الطعام في زمن هجر القلم والكتاب وأهملت الدولة الكتاب والأدباء...تذكرت من حديثه مأثورة خاصة بأبيات الأقدمين والمألوف لديهم أن ضيق ذات اليد من صفات المثقفين فقد أطلقوا اقوالاً مأثورة، أشهرها قولهم .. (فلان أدكته حرفه الأدب).. بمعنى انه فقير مملق يعود سبب فقره إلى انه أديب مثقف إضافة إلى هذا أن سعر الكتاب أو المجلة أصبح مرتفع جداً وضاقت دائرة نشر الكتاب. وهناك كتب أسعارها خيالية لا تخطر على بال القارئ إن ثمن الكتاب أو المجلات يجب أن يكون مدعوماً من الدولة ممثلة بوزارة الثقافة ومؤسسات الطباعة والنشر حتى يستطيع كل مواطن شراءها وتساعد على محو أميتنا وتغذي فكرنا ونتذوق جمال لغتنا العربية.