نائب رئيس اتحاد الأدباء فرع عدن لــ 14 : اكتوبر
حاورته / دفاع صالح عدن ... مدينة التنوع الثقافي والتعايش السلمي وحاضرة الشعراء والأدباء والكتاب أضحت تشهد ركوداً ثقافياً ومحاولات لطمس هويتها ومظاهرها الثقافية المتميزة هذا ما أشار إليه د. عبده يحيى الدباني - نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن - في سياق حديث خاص لصحيفة (14 أكتوبر) فإلى التفاصيل: [c1]المشهد الثقافي الراهن [/c]* حدثنا اولاً حول قراءتك للمشهد الثقافي الراهن. ** الوضع الذي تمر به البلد بشكل عام عرقل أي نشاط ثقافي في عدن وفي بقية حواضر اليمن. وكان من الصعب أن يكون هناك نشاط ثقافي اعتيادي حاول المثقفون أن يكسروا حدة هيمنة الوضع السياسي وأن ينشطوا ثقافياً لكن الظروف كانت السيد منهم. بالتأكيد نحن محتاجون إلى النشاط الثقافي في كل وقت حتى في ظل هذه الظروف والأحداث، فالنشاط الثقافي التوعوي من الممكن أن يخفف من حدة التوتر والاحتقان الذي يطغى على نفسية الناس هذه الأيام والمثقف يجب أن يكون حاضراً في المشهد العام ويقوم بدوره الكامل ولعل دوره في هذا الوضع أهم من أي وقت آخر ، لان الأزمة السياسية ولدت أزمة ثقافية وأخلاقية ومعرفية. * وماذا عن النشاط الثقافي الاعتيادي في غير هذه الظروف؟ ** النشاط الثقافي والأدبي الاعتيادي ضعف كثيراً في المرحلة الأخيرة فمنذ تسعينات القرن الماضي لم نشهد ظاهرة ثقافية واضحة المعالم ونستطيع أن نقول إن هناك جيلاً سبعينياً واضحاً وعريقاً وجيلاً ثمانيناً عريقاً ايضاً لكن بعد ذلك لم تكن هناك ظاهرة ثقافية بارزة صحيح أنه كان هناك نشاط فردي وقد يبدع الإنسان في زمن صعب لكن في الأخير هي حالات فردية . نحن في اتحاد الأدباء منذ مدة لم نقم بأي نشاط ثقافي وحتى في الفعاليات والندوات القليلة التي ننظمها لا نجد الحضور الكافي . أصبحنا نشعر وكأننا في جزر متباعدة فقد غاب التواصل وانقطع الأدباء عن اتحادهم . [c1]ركود ثقافي [/c]* ما أسباب هذا الركود الثقافي من وجهة نظرك؟ ** الأسباب كثيرة لكني أرى أن الوضع القائم والأزمات السياسية المتلاحقة هي سبب رئيسي والمثقفون هم جزء من هذا المجتمع يتأثرون بكل ما يؤثر فيه فهم لا يعيشون في أبراج عاجية ، لكن الوضع الحالي جعل المثقف يتحول إلى سياسي وبدلاً من أن نقرأ نقداً أو شعراً أو مقالة أدبية صرنا نقرأ مقالات سياسية لان طبيعة الوضع تستدعي ذلك فهناك فرق بين حالة الجسم حين يكون صحيحاً وحين يكون في حالته المرضية فلا بد أن تتغير طبيعة الأكل والشرب والمقاومة. إضافة إلى الافتقار إلى الرعاية والاهتمام بالمثقفين ووصول المثقف والأديب إلى حالة الإحباط وأنا اعرف من الأدباء من لا يخرج من منزله إلا مرة واحدة في الأسبوع بسب حالة الإحباط ونحن في الاتحاد نتحسر لأننا لا نستطيع أن نقدم لادبائنا شيئاً واكتفينا أن نقيم لهم مآتم ومجالس عزاء عند الوفاة ونفتقر ايضاً إلى العمل المؤسسي المنظم والى الإمكانيات المادية للاتحاد لإقامة فعاليات ثقافية منظمة ومستمرة. [c1]عدن .. مدينة التنوع [/c]* حدثنا عن الشأن الثقافي في عدن على وجه التحديد. ** عدن هي حاضرة الشعراء والأدباء والكتاب سواء من اليمن أو من خارجها وكان الشأن الثقافي مزدهراً حتى في عهد الاستعمار البريطاني فكانت هناك المنتديات والفعاليات الثقافية والصحف الثقافية كان هناك مشهد ثقافي كبير وأنا لم اشهد تلك المرحلة لكننا قرأنا وسمعنا عن كل ذلك لكن كان ذلك المجتمع يقرأ كان مجتمعا ً قارئاً وليس كما هو حاصل الآن فقد أصبح الناس منشغلون بالقنوات الفضائية والانترنت أما في الماضي فقد كان الكتاب هو نافذتهم على العالم، كانوا يهتمون بكل جديد في مجال الثقافة والأدب والفكر. وبعد الاستقلال كانت الثقافة في عدن رائجة ايضاً وان كانت موجهة لكن كان لها مؤسساتها وصحفها وكان هناك اهتمام بالثقافة بشكل عام وبعد الوحدة ظلت عدن مورداً ثقافياً لكن الأزمة السياسية التي توجت بالحرب في صيف 1994م جعلت المثقف والأديب في عدن يشعر بالانزواء والتأزم وشهدت عدن ركوداً ثقافياً كبيراً ومر الاتحاد هنا في عدن بأزمة كبيرة لكن مع كل ذلك تظل عدن قادرة على هزيمة الهزيمة وامتصاص الوجع كي تصنع شيئاً جميلاً حتى في أصعب الظروف فهذه المدينة تحركها النسمة ولا تقتلها العاصفة مدينة لاتعرف اليأس. * ماذا عن الحضور النسوي في مجال الثقافة والادب؟ ** النشاط الثقافي النسوي والأدب النسوي وجد طريقة لكن بشكل ضئيل هناك روايات ودواوين شعر لكنها بنسبة قليلة جداً وعلى الرغم من أن النشاط النسوي في عدن كان مزدهراً وفي كل المجالات منذ ستينات القرن الماضي لكن كما ذكرنا سابقاً فالأزمات السياسية أثرت في ذلك وكان يمكن أن تستدعى بعض المواقف في نشاطات ثقافية بما يتناسب مع الأجواء العامة لان الأدب رافق كل المراحل فكل مرحلة لها أدبها وثقافتها وطابعها المميز لكن هذا هو الحال الآن هناك ركود ثقافي ليس على المستوى النسوي فقط ولكن بشكل عام ومع ذلك فهناك نماذج نسائية أدبية نشرت لها أكثر من رواية مثل هند هيثم . [c1]اتحاد الأدباء والدور الغائب [/c]* هل ترى أن اتحاد الأدباء يقوم بالدور المناط به في الحياة الثقافية؟ ** كان تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في سبعينيات القرن الماضي وفي ظل الدولتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية كان ذلك تعبيراً عن مشروع تنويري تحديثي كان للأدباء والكتاب شرف رفعه دوراًَ ووظيفة لكن بعد الوحدة صار الاتحاد جزءاً من أدوات اللعبة السياسية ولم يعد حاملاً مشروعاً حقيقياً وللأسف الاتحاد تحول من مؤسسة وطنية مناضلة إلى نقابة مجرد عمل نقابي خيري فقد جوهره ووهجه ودوره الوطني وحتى العضوية في الاتحاد والاستقطاب أصبح ضعيفاً بالذات هنا في عدن حيث يفترض أن تقبل عضوية ثلاثة أو أربعة أدباء في الاتحاد سنوياً لكن العضوية لها شروط ومقاييس معينة ونحن لا نجد تلك المقاييس تنطبق إلا فيما ندر وهذا يعود كما أسلفنا إلى أسباب من أهمها طغيان الوضع السياسي على كل شيء وكما قال أبو الأحرار ( الزبيري) : جنى الشعر على تصوفي وعوقب شعري بالسياسة