تجاوزت (شيفرة دافنشي) و(هاري بوتر)..
لندن/ متابعات:بعد دان براون في (شيفرة دافنشي) وجيه كيه رولينغ في (هاري بوتر). تأتي إيريكا ميتشيل التي سمت نفسها (إي إل جيمس) لتكسر بثلاثيتها رقم المبيعات القياسي برواية تلامس الإباحية.الكاتبة (إيريكا ميتشيل) وصفت ثلاثيتها الروائية بأنها (فنتازيا رومانسية). وأول هذه الثلاثية Fifty Shades of Grey (خمسون درجة من الرمادي).على أن عدداً من أحداث هذه الرواية ولغتها يجعل من السهل على البعض تصنيفها في خانة (مناسبة فقط لسن 18 وما فوق) نظراً لما تحويه من مشاهد جنسية صريحة. وبمعنى آخر فهي تنتمي إلى الأدب الواقف على عتبة الإباحية. وربما كان هذا هو السبب في أن الملايين من قراء الانكليزية حول العالم سارعوا إلى شرائها. فصارت الأسرع مبيعاً منذ بدء الإحصاءات وكسرت بالتالي الرقم القياسي الذي تمتع به الأميركي دان براون عن (شيفرة دافنشي) والبريطانية جيه كيه رولينغ عن سلسلة رواياتها الفنطازية (هاري بوتر) وسلسلة Twilight (الشفق) للأميركي ستيفن ماير.والواقع أن البدايات التجارية لهذه الثلاثية - وهي قصة العلاقة النارية بين عذراء يافعة ورجل أكبر كثيرًا في السن - كانت متواضعة بحيث أن الناشر لم يصدر منها أي طبعة ورقية مكتفيا بنسخة إلكترونية، لكن إقبال القراء العالي على هذه السوق الفاترة نسبيا تصاعد بشكل حدا به لتغيير رأيه فرأت النور في شكل كتاب تقليدي سرعان ما كسر أرقام التوزيع القياسية. فالأسبوع الماضي وحده شهد بيع 100 ألف نسخة من الرواية الأولى (الرمادي)، وهذا رقم لم تحققه (شيفرة دافنشي) أو (هاري بوتر) أو سلسلة (الشفق).ويواصل هذا الكتاب صعوده الآن، على الأقل في بريطانيا حيث ظل يحتل المرتبة الأولى وسط الكتب الأكثر مبيعاً للأسبوع التاسع على التوالي. وهذا وضع يدعمه - بالنسبة للكاتبة والناشر - أن الروايتين الأخريين في الثلاثية ظلتا تحتلان الموقع الثاني والثالث للأسبوع السادس الآن، ومن دون ما يؤشر إلى أن الثلاثية ستفقد هذا الوضع الفريد في المستقبل المنظور.ونقلت صحف التابلويد البريطانية عن نقاد وخبراء قولهم إن جانباً أساسيًا من هذه الظاهرة يفسره (لهث المحبطات من النساء في أواسط العمر وخريفه وراء هذا النوع من الإشباع الأدبي). ونقلت قول فيليب ستون، المسؤول عن تصنيف الكتب الأكثر مبيعاً في مجلة (ذي بوك سيلر) إن الدعاية الشفاهية وسط الناس هي التي أججت وقود المبيعات الثلاثية.ومن جهته، قال ناطق باسم (نيلسين بوك سكان) التي تقع على عاتقها مهمة التصنيف الرسمي لمبيعات الكتب، إن نجاح (خمسون درجة) يعزى، في ما يبدو، إلى أن هذا النوع من التأليف الأدبي صار مطلوبا لدى فئات من الناس لا تشتري أكثر من ثلاثة كتب في السنة في المتوسط. وبالنظر إلى موضوع الثلاثية الجريء الصريح فقد صارت هي مشتريات السنة بالنسبة لتلك الفئات.وتتناول ثلاثية (خمسون درجة) قصة (الصحوة الجنسية) لدى طالبة جامعية تدعى أنستازيا ستيل وعلاقتها القائمة على هذه الصحوة مع الملياردير كريستيان غراي. ومؤلفتها هي الانكليزية إيريكا ميتشيل (49 عاما) وهي أم لطفلين. وقد بدأت مشروع ثلاثيتها هذا على الإنترنت باعتبارها معجبة بسلسلة (الشفق) وسائرة على خطاها، وهي لا تعلم أن مبيعاتها مستقبلاً ستتجاوز حتى هذه نفسها.ووفقاً للتقارير الصحافية فقد جنت من مجهودها الأدبي هذا حتى الآن 4 ملايين جنيه (نحو 6.5 ملايين دولار) سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة. وقد تمكنت من التوقيع على عقد مع أحد استوديوهات هوليوود لإنتاج سلسلتها على الشاشة بمبلغ غير معلوم ولكن يحسب أيضاً بالملايين.