بـروفايـل (1) : ساحات لا تحتمل أقلام كهنة شعراء الوطن العربي والعالم
من عناقيد الكلم، وخرزات اللغة، التقطنا نخبة قليلة من شعراء العرب البارزين في إبداعاتهم وأعمالهم الانتلجنسيا، المتجسدة في بلاغة التعبير.. وما تطلب شروط النهضة الأدبية في نتاجهم الأدبي المكمل لمسيرة أشهر شعراء الغرب الذين ما زلنا نستشعر وجودهم حتى يومنا هذا في الواحد والعشرين أمثال : الأديب والشاعر التونسي يوسف رزوقة/ والشاعرين العراقيين عبد القادر الجناب، أسعد الجبوري/ والشاعر البحراني قاسم حداد/ والشاعر العماني سيف الرحبي/ والشاعر الفلسطيني منير مزيد / والشاعرين اللبنانيين شربل بعيني وروبير غانم/ والشاعر الجزائري ميلود حميدة . وما زال في جعبتنا العديد من شعراء العرب العالميين المعاصرين، أبدعوا وأنتجوا لأممهم ثقافة ذات هوية مميزة قادتهم إلى العالمية. المرتبط بالمسار الرئيسي للشعر العربي وتقاليده نظرا لأعماق سلطة أقلامهم الأدبية باختلاف أسمائهم وأعمارهم وجوهر إبداعات أفكارهم الأدبية المشتركة بإبهار الحاضر وملامسة الفضاء الإبداعي بأجناسه الأدبية الآتية من بؤرة مناطقهم المزركشة بألوان مشهدهم الممتد من رهيف كلماتهم وصنيع جمالها المتجسد في نهرهم العابر مساحات المحيط، ليرتوي القارئ من شلالات معجمهم وتوراة ملامحهم المسيطرة على فضاء الجيل الثالث بأشكالهم الشعرية، وعبقرية أهدافهم المنسجمة مع تراث بيئتهم وهويتهم الشرقية والغربية والعالم الذي خصب جمال غنائهم، وينافس شاعريتهم الرقيقة، لنستخرج منها دروساً إنسانية ذات قيمة عالية، ولينقلوا إبداعهم المهجن إلى العالم المستمد شرعية استمراريته من تاريخه وجغرافية العالم العربي الذي يتقاسم ألم المسافة الفاصلة بين ضفتي المتوسط، الشرق والغرب ليتوحد حلم الإنسان الواحد ككيان يطوف فوق الواقع بالتماهي بين الحلم الإنساني وبين الواقع العميق، وما برحوا يحاولون استخراج أفكارهم وأطروحاتهم الإبداعية في تجربتهم، ضمن حدود تراثي أدبي، وبرؤية “ فيتو مينو لوجيا “ مرتبطة بقضايا العالم وتفاعله مع الأواسط الثقافية العالمية، باعتبارهم من الفاعلين في الحركة الثقافية من ناحية الجمهور العربي، والساحة الشعرية العربية العالمية، في تعدد مدارسهم واتجاهاتهم الفنية، وآثار بيئتهم الثقافية، مالئين العصر من إبداعهم الذاخر منذ ما يزيد على ثلاثين عاما، ليقدموا لنا ألوانا متنوعة من الشعر العربي الحديث المتمثل بلوحات “بورتريه” جميلة ليكونوا سفراء شعراء الجيل الثالث، من خلال عروض تخريجات منهجهم الاستقرائي . لنرصد نماذجهم المتشابهة في ما يوائم طبيعة الموضوع الذي يقوم على الانتقائية التي تحقق القيمة النوعية المضافة لديباجية حروفهم المنهجية وتواصل رسائلهم الأدبية، ليرتوي المتلقي من حليب ثقافتهم وأبجدياتهم حتى الجيل الرابع . منهم من اتبع الصور الشعرية الملموسة، ومنهم من اتبع الأسلوب الفني والطابع الشخصي والتأمل بالنزعة الإنسانية، ومنهم من تميز ببراعة الوصف والتصوير الفوتوغرافي، ومنهم من صهل الألم الإنساني على أوراق مخيلته. ومنهم من اتبع عروض اللغة ... ، ففي كلا الحالات لا يمكننا أن ننكر تشابه عروض تجربتهم وطريقة تعبيرهم عن الذات الملتصقة بالآخر، وتناولهم جميع أنواع أحداث الحياة، وأمور الوجود، ليبقوا كالمسرح المتحرك نرى جوانب العالم من خلال تصورهم، وحيرتهم، وتساؤلاتهم، وأملهم، وبكائهم وأفراحهم، من جهات مختلفة، جامعين خصوصية الطابع الاستشراقي لإعادة صياغة العالم في مسوغاتهم الفنية الحديثة .لقد قصدنا من هذه الرؤى أن نورد تجربة كل منهم بإيجاز عن طريق معالجة معاناة الإنسان، والوطن، والعالم والروح، والشخوص، وأسلوب نقلهم إلى المتلقي على أشكال الزمن الماضي والحاضر . بطريقتهم التعبيرية المعبرة في جميع أوراقهم التي سنضعها على طاولة المفاوضات الأدبية لنستخرج من إبداعاتهم أرواح من سبقهم من الشعراء العالميين وفق رؤية حديثة . نعتقد أن مثل هذه الثقافة الجمعية لا يمكن أن تتيسر إلا لأشخاص عانوا من المنافي، وتشخصوا لنا مثل هذا الإيقاع الشعري العربي المهجن من ثقافات وسياقات جرمانية، آشورية، كنعانية، فينيقية، هيموغرافية، بيزنطية، إغريقية، سومرية كلاسيكية قديمة وحديثة. ومن عمالقة الشعراء الذين استلهموا الكتابات المهجرية المتعددة اللغات والانتماءات الأوروبية فيما مضى، وكان لهم صدى على الشعر العربي المعاصر الذي لم يخل من مسحة تجديدية للتراث الأدبي الشرقي، وتأثروا بشعراء الغرب هم : الشاعر ميخائيل نعيمة/ إيليا أبو ماضي/ وديع باحوط / وليم بليك /أحمد شوقي / ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد / حافظ إبراهيم / جبران خليل جبران/ ادونيس/ يوسف الخال/ فاروق شوشة /عبد الرازق عبد الواحد/ سعيد اليازجي /بدر شاكر السياب/ عبد المعطي حجازي/ أمين مشرق /مسعود سماحة/سعيد عقل، امين الريحاني، وهم بالأساس من بين المتنبئين بفكرة التحديث، وهم أيضاً من بين اللذين تأثروا بمدرسة الشاعر، ماثيو أرنولد لامارتين/ والفرد دوفينيي/ والشاعر ليرمنتوف /والفرد دي موسيه /وفيكتور هوجو / وشيلر/وهيلدرلين / وكولردج /ووردذورث / وشيلي / والشاعر إليوت . وهناك العديد من شعراء العرب ما زلنا نشهد لهم على أنهم أصحاب الفضل في إنارة الأدب العربي . علماً أنه ليس لنا الحق أن نضع مجازا للمقارنة بين هؤلاء الشعراء العظام، الذين يمثلون رؤيا مختلفة في أغراضهم....، لكننا نحاول أن نستشبه إبداعاتهم افتراضياً كمرجع ثقافي لرؤيتهم النوعية وزوايا رؤاهم وأفكارهم المجاورة حضارات عربية وغربية، في هجن تكنيكهم، وتطبعهم الذي شاغل نقاد حركة روايات الشعر العربي وتصنيف أجناسه المعبرة عن تجربة جماعية شديدة الارتباط بالمجتمع، والسياسة، والأنا، والآخر ، بغض النظر عن نرجسية بعض الشعراء المفرطة لاكتساب تعدد اللغات، لكن تبقى أعمالهم عبارة عن نشاط ثقافي علمي على صعيد الأسلوب الجمالي الأكثر تفرعا في تجاوزهم انجازات مناهج ومفهوم أدباء وعلماء في الحركة الشعرية التي أجمعت على آدائهم وتفكيرهم ونبرة حياتهم .لذا نفتح دفاتر تجاربهم ليس إحصاء لكمية نتاجهم الأدبي أولمطبوعاتهم الورقية أو الالكترونية، وإنما لنوعية ذخائرهم وصيغتهم الأدبية، وفرادة إحساسهم البصري العميق، وتفاعله بالشأن الخاص، وهذا ما قادنا إلى الغوص في مستواهم المهجن وما خلفهم، من نبوءة ممتدة ممن سبقهم من أدباء وفلاسفة الأدب عامة، لنتعمق بأعمالهم الأدبية من جديد .ومن سحر الأمكنة الأدبية، نذهب إلى انسكلوبيديا “الشاعر التونسي يوسف رزوقة ،المقيم في فرنسا المتمثل بعالم الأحياء المقارن بأشكال ظهوره في قارات مختلفة، مع مراعاة الفوارق الجوهرية بين الظواهر الثقافية، والطبيعية، الأدبية التي لا يمكن أن نتجاهلها أو نتخلى عن برهنة وجود علاقاتها بالتأثيرات الأدبية المتنوعة، والبارزة في تعدد تجربة الأديب والشاعر رزوقة، المعاكس لمسيرة الشاعر البلجيكي “هنري ميشو، الذي ربطت أعماله بحبه لعالم الشرق، بعد أن زار العاصمة المغربية مراكش التي تركت بصماته الانطباعية على عطائه الأدبي”، لنتعرف على عوالمه المدهشة، وخمائر ثوراته الأدبية المواكبة الأحداث، بلغة مرمزة، وقدرة كبيرة على معالجة الحياة والأصوات، في نبرته البسيطة الدافئة المليئة بحرارة تشمل حواس المتلقي في إيقاعه الأدبي الأخضر.أنه عبارة عن كتاب لجميع عوالم الفكر والبلاغة الكونية، المتعددة المناهل والتجارب في ترصده للهوية الثقافية العربية العالمية، لقد قدم نفسه انساناً، وقارئا، وطبيبا، مكوناً من مختلف المدارس الشعرية ومنابعها الشرقية والغربية، في تجربته التعبيرية التي تتحدث عن أدوات الشاعر الفذ، صاحب الإلهام والتوجيه الثقافي الجماعي، الذي مكنه من شهوة الإبداع الراقي في تقسيماته اللغوية المخاطبة القارئ العربي وما تستلذ عليه جنسيات ومجتمعات مختلفة، ما أعطى للأديب والشاعر يوسف رزوقة، شكلاً أدبياً حديثا في صوره الجامعة بين التاريخ والمجتمعات في قصص سردية محملة بفكاهة ساخرة، كقصائد الشاعر الأمريكي اللاتيني “خوان زوريلادو”، ومحاولته الكشف عن تصويره للواقع المقترن بتجربة رزوقة، وأوزانه الأدبية الفائضة في موضوعاته الإقليمية التي ساعدتنا على فهم حركة نصوصه لاستكانة الرؤى، وتكنيك منهجه الحيوي، وتشكيل صوره الانفعالية الحية، وارتباطه بمعمارية قصائده، وعلاقته بالحركة الشعرية العالمية المشبعة من وظائف الشاعر وخياله المتألق بأفكار خطاباته المتعددة الزوايا، المنسجم مع تشكيلات شاعريته المستقلة بذات الشاعر وفرادة تحليله المعمق في النفس الإنسانية، وما يلعب على مصائر البشر في الأمكنة التي تحك جدران أقلامه وما يملك من أسئلة، وشكوى في وصفه المشجر من معراج قوله وديباجيات عالمه التاريخي، ومرجعياته التي تعلو على الواقع الذي يمثل الخارج، في جميع تجاربه المصورة، خبرات مواقفه المتوغلة في الغيبيات وما وراء تشوهات الإنسان والطبيعة، وظروف المجتمع واضطراباته. فمثل هذا الأدب العربي المنهجي العالمي الواسع المتمركز في فضاء الكاتب وما يتميز به من وظائف بصرية وجمالية، ستبقى علومه موجودة كنموذج ثقافي في حياتنا ومخزوننا المعرفي، والمرئي، والمقروء، بالمنهج الإنساني السيكولوجي، بوصفه يحمل أدوات مرتبطة بين البيئة وحدود التاريخ... ففي أطوار هذه الإبداعات الذاتية التي حولت مؤسسة فكرة أعمال الشاعر الأدبية المهجنة إلى ممارسة ومصطلحات موروثة في تاريخ الأدب العالمي، التي أكسبته صناعة تخضع لظروف البيئة وحاجات المجتمع وما تحققه ثقافته المكتسبة التي جعلت من الأديب والشاعر رزوقة مؤلفا مونولوجا مخاطبا الحياة والأسئلة الوجود القلق، وتأثيرهم على الفرد داخل أعماله الأدبية التي لا تغادر دواخل ذات الشاعر، المحمل بمعاناة الهمس الشعري وما تحيل إلى جغرافية التآخي الخفي لثقافة الشعوب، في حركة التاريخ المضمرة، التي التقطتها عدسة الشاعر رزوقة في تجاربه ليعيد صياغة الواقع الذي يقوم على أدوات الشاعر المعرفية الجامعة مدلول الثقافة المهجنة في منهجه الأدبي والنحوي والبلاغي، في رؤيته الشمولية، وجهوده اللغوية المتكئة على قاعدة فكرية علمية ثقافية، لنخرج من تجربته الشعرية الإبداعية العربية المستحدثة .انه لخطاب قدير وبلاغي عميق، أعطى للأدب شكلاً أدبياً حديثا في صوره الجامعة بين التاريخ والمجتمعات . بطريقته اللاعبة على ضمير المتكلم والمخاطب في سردياته المحملة بفكاهة ساخرة، كقصائد الشاعر الأمريكي اللاتيني “خوان زوريلادو”، ومحاولته الكشف عن تصويره للواقع بأوزانه الأدبية الفائضة في موضوعاته الإقليمية التي ساعدتنا على فهم حركة نصوصه الاستكانية الرؤى، في تشكيل صوره الانفعالية الحية، المرتبطة بمعمارية قصائده وعلاقته بالحركة الشعرية العالمية المشبعة من وظائف الشاعر، وخياله المتألق بخطاباته المتعددة الزوايا، المنسجمة مع تشكيلات شاعريته المستقلة بذات الشاعر وفرادة تحليله، وتعمقه في النفس الإنسانية . إذا يلعب الشاعر على تطوير المجتمع، حيث يتسرب كجنح الليل إلى كل الأمكنة، ليعتصر جميع قطاعات الحياة وأخطاء الفكر، والسياسة، والمجتمع من حوله، مما أضاف إلى نصوصه إبداعا نوعيا، وتقنيات عالية في شكل ومضمون كتاباته الشعرية والسردية والفكرية الأدبية، التي قدم من خلالهم اشراقات متوهجة تجلي لنا برؤيته الجانحة لملحوظاته البصرية والحسية الملموسة من روح وأحلام وردية للإنسان في أرضه، لنجد أنفسنا نقف أمام تجربة الشاعر ذات الآفاق في مضامينه التي تصدر عن طاقة مخيلة الإنسان ومشاعره المكبوتة . لذا لا بد إلا أن نترجم تقسيمات واقع الأديب والشاعر، الإنساني وانعكاس ارثه “ النوستولوجيا “ المدرع بإبداعات وتعويذات أعمال تقودنا إلى الواقع الذي يعود للتاريخ المثيولوجي، المتمثل بعبارات فوليتر: “ أن الكاتب المتمكن هو الذي يعرف كيف يطوع لغته بفكره، ويجعلها عجينة لينة، ليصنع منها صوراً مختلفة، وهو الذي يتمكن من صياغة موضوعاته، كما عليه أن يختار لغته رغم قيود النحو “، هذه النظريات هي التي دعتنا نذهب نصوص الشاعر يوسف رزوقة، للاصطياد من ذهب تكوينه البيولوجي المعايش أفكار مجتمعات مختلفة، حيث يظهر للقارئ طريقته الخاصة المتحدية مضمون المعنى الذي يليق بمقاس مركبات الإنسان، في صدى نظريات تجربته البعيدة الأفق، المنساق إلى كل ما له علاقة بمسيرة المجتمع واضطرابات روحه بين الصوت وصداه، لمعرفة نسيج لغته ومناخها الرؤيوي،المتواجد في ابتكار صوره المجتمعية الذاتية الحية، وسردياته المؤثرة على المتلقي والمتخيل، في تجليات الشاعر الشعرية الجديرة بالذكر كونها مقدمة من رؤيته المستعينة بالعصر الحديث، وعلاقاته بالغرب ومستواه الإبداعي والفني، المطوع من روائع ثقافات ممتعة لتنوير الأجيال القادمة، كما يدعونا إلى مراجعة القيم الفكرية والأدبية من الجذور بلغة جميلة وأنيقة، ورؤية بصرية واضحة لمستقبل الجيل الرابع، ليكون نموذجاً للأدب المتعدد في مستوياته الإبداعية، وأساليب سيرته الذاتية التي أثبتت هويته القومية، وتناصه مع نصوص شعرية مهجنة، لتشكل لوحات تشكيلية فنية متداخلة مع فصوله المرتبطة بواقع المجتمع العربي المقارن باللغة الغربية، مع الفارق بين أقواس شاعر وشاعر وعباراته المشعة على نطاق العالم العربي والدولي كما عبر في قصيدة “ هجرة البجعة المجروحة وعودتها فبيل الفراغ” . [c1]يتبع[/c]