معاناة أمهات
زفت نوا ل ابنة الخمسة عشر ربيعا إلى زوجها زفافا سريعا وعرسا متواضعا وقصيرا ، وركبت نوال سيارة الزفاف التي بدت قديمة وخالية من الزينة الملحوظة، لم تهتم ولم تستأ فهي في طريقها إلى المدينة حيث ستعيش في سعادة وهناء .نوال لم تر المدينة من قبل وها هي تراها لأول مرة، في شوارع المدينة أخذت تدير بصرها يمنة ويسرة أعجبت بالمباني الجملية والمحلات المزينة الكبيرة والأضواء الملونة والقوية وبدأت تتخيل في شوق بيتها الذي ستسكن فيه .وأخيرا وصلت وتوقفت السيارة أمام منزل جديد ظنت انه بيتها وذهبت بأفكارها بعيدا خطت خطوات هي وعريسها نحوه فجأة اجتذبها قائلا : « المنزل هنا « أشار إلى بيت صغير لا يمكن تسميته منزلا .سألته نوال باستحياء أهذا البيت؟ .. أجاب : ستر الحال أنا وأنت فقط .شعرت بخيبة أمل تكسر قلبها وحلمها الوردي الصغير عاشت حياة بؤس لم تعتد عليها في بيت أبيها وزاد معاناتها حملها السريع بعد أشهر قليلة من زواجها .لم يهتم زوجها بتغذيتها ورعايتها خلال الحمل ، كان همه الأكبر الحصول على الغذاء الأساسي القات والتدخين رغم أن عمله متواضع وظروفه المادية شحيحة لم يعط اهتماما كبيرا لرعاية زوجته الحامل ولم يأخذها لزيارة المركز الصحي .كانت نوال خائفة من حملها الأول وليس هناك من تسأله، كانت بحاجة ماسة إلى الاطمئنان والتشجيع فأعراض الحمل و علاماته جديدة عليها .مرت شهور الحمل ثقيلة عليها أخذت الآلام تزداد يوما بعد يوم ، حرمت من رعاية الأسرة والزوج والمجتمع ، تحطمت أحلامها وأصبحت نفسيتها ضعيفة وشخصيتها هشة، زوجها مشغول يخرج في الصباح ولا يعود إلا متأخرا يبحث عن رزقه فهو عامل باليومي وأحيانا عاطل عن العمل؟ ولدت نوال طفلا في هذا البيت المنعزل الصغير وهي وحيدة إلا من جارتها التي سمعت أنينها فزارتها ، نزفت بغزارة وعندها خاف الزوج من إن يفقدها فسارع إلى نقلها بسيارة احد الجيران .تحدد بعد الكشف عليها من الأطباء أن رحمها الصغير قد انفجر أثناء الولادة وأنها بحاجة إلى تدخل جراحي بصورة عاجلة وإزالة الرحم .وفي الأيام الأولى بعد الولادة وبعد معرفتها باستئصال رحمها أصيبت نوال « بالذهان النفسي ألانفصامي ، بحسب التشخيص الطبي النفسي . أنها بحاجة إلى معالجة نفسية مستمرة وغير قادرة على الاعتناء بنفسها أو طفلها أو زوجها .أم بين حين وآخر تردد لم اعد أصلح لان أكون أما.انقلب حالهما إلى تعاسة فأب فقير عليه رعاية طفلته وزوجته المريضة التي صارت حبيسة المرض والحزن والألم .[c1]*إعداد / التحالف الوطني للأمومة المأمونة [/c]