التعليم الجامعي في اليمن ..
لاشك أنّ الهدف الأساسي من إنشاء التعليم العالي في العالم بأسره هو الإسهام في التنمية. ولا قيمة للتعليم العالي في أي بلدٍ، ما لم يكن هذا هدفه.. ويمثل التعليم العالي قمة السلم التعليمي، ومن ثمّ فهو يتعامل مع صفوف شباب المجتمع من الفئة العمرية 18 ـ 24 عاماً..ويعول على هذا التعليم في إعداد الكوادر عالية المستوى للقطاعات كافة.. إضافة إلى تجديد ال بنية المعرفية والثقافية والمشاركة في عمليات النهوض الاقتصادي والاجتماعي.. ومن هذا المنطلق ومنذ إعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 بدأ الاهتمام بالتعليم الجامعي يتزايد حتى أصبح في وقتنا الحاضر يحتلُ مساحة كبيرة، وأخذت الأنظار تتجه إلى الجامعات أكثر من أي وقتٍ مضى.وفي سبع جامعات حكومية وأخرى أهلية يتزايد عدد الملتحقين والخريجين عاماً بعد عام.. ولتسليط الضوء على تلك الجامعات رصدنا بعض المعلومات عنها .. ونسردها في الأسطر الآتية :[c1]جامعة عدن .. تاريخ وطموح[/c]جامعة عدن .. صرح علمي شامخ يمتلك مساحة في التاريخ الأكاديمي تتجاوز الثلاثين عاماً .. تأسست عام 1975م .. وتمثل ذلك في كلية التربية ـ عدن، كنواة لتأسيس هذه المؤسسة الأكاديمية.وبمرور سريع على بعض المؤشرات والأرقام الخاصة بجامعة عدن منذ العام 1990م، أي منذ إعلان الجمهورية اليمنية، وحتى الآن يتضح مدى التقدم الذي تحقق في الجامعة، فعدد الكليات بلغ في العام 1990م (8) كليات، ووصلت الآن إلى (19) كلية، أما عدد المراكز والمعاهد العلمية، فقد كانت في العام 1990م مركزاً واحداً فقط، وبلغت الآن (10) مراكز علمية .أما الطلاب المقيد ون في كليات الجامعة للعام الجامعي 1990م، فتشير التقارير إلى أنّ عددهم بلغ (6088) طالباً وطالبة، بينما بلغ في العام الجامعي 2007م (22,705) طلاب وطالبات، أما الأرقام الخاصة بأعضاء هيئة التدريس فقد كان إجمالي عددهم في عام 1990م (603) أعضاء، وبلغ عددهم اليوم (1525) عضواً، بنسبة بلغت (135 %).وفي جانب الدراسات العليا فقد بلغ عدد برامج الماجستير لسنة 1990م برنامجين، وأصبح عددها الآن (35) برنامجاً، كما بلغ عدد المبعوثين للعام الجامعي 2006م، (53) طالباً وطالبة، ومؤخراً تمّ ـ لأول مرة ـ في تاريخ الجامعات اليمنية مناقشة رسائل ماجستير في طب الأطفال بحضور نخبة متميزة من أساتذة طب الأطفال من جامعة القاهرة والجامعة الأردنية والجامعات الفرنسية.أما الدكتوراه فلم يوجد أي برنامج للدكتوراه حتى العام 1990م، بينما وصل عدد هذه البرامج الآن (6) برامج، وبصدد افتتاح (6) برامج أخرى في التخصصات التالية :طب الأطفال، أمراض النساء والتوليد، طب المجتمع، الزراعة، الفلسفة والتاريخ لتصبح (12) برنامجاً للدكتوراه.وجاء التطور الجاري في قطاع المشاريع مكملاً للتطورات المشار إليها، فقد بلغ إجمالي المشاريع المنفذة من التمويل الحكومي في العام 1993م ما يقارب (125) مليون ريال، بينما بلغت هذا العام (1,4) مليار ريال، بنسبة نمو بلغت (1020 %)، ومن أهم هذه المشاريع البدء في تنفيذ مشروع المستشفى الجامعي بعدن، إنشاء كليتي الهندسة والصيدلة بعدن، وتوسيع كلية التربية في كلٍ من زنجبار ولودر والضالع وطور الباحة وردفان، وبناء سكن الطالبات وترميم وتجهيز مبنى شؤون الطلاب وافتتاح في كلية التربية شبوة.ـ وقد كُـللت الجهود بوضع حجر الأساس لبناء الحرم الجامعي في مدينة الشعب الذي يبنى على مساحة قدرت بـ (400) هكتار، وبطاقة استيعابية تبلغ (38,000) طالب وطالبة، وقد تمّ الانتهاء من بناء كلية الحقوق والاقتصاد في نهاية عام 1999م، كما تمّ بناء دار الضيافة وجزء من مباني سكن الطلاب. كما تمّ البدء بأعمال البناء لكلية الهندسة في العام 2004م، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس للمستشفى التعليمي لجامعة عدن في أكتوبر 2005م، وسيتم استكمال بناء كلية التربية طور الباحة وكلية التربية الضالع وكلية التربية زنجبار وكلية التربية لودر م / أبين.وبهذا فقد شهدت جامعة عدن توسعاً إنشائياً مع ارتفاع كبير في أعداد المقبولين، وكذا المتخرجين، فيما شهدَ الجانب الأكاديمي تحسناً في مستوى المادة العلمية المقدمة للطلاب وتطوراً في مؤهلات وعدد أعضاء الهيئة التعليمية للجامعة الذي زاد وبنسبة 53 %، عما كانوا عليه في عام 1990م.[c1]جامعة صنعاء .. عراقة وخطوات هادفة[/c]أُنشئت جامعة صنعاء في عام (70 ـ 1971م)، حيث بدأت بكليتين، ثمّ أخذت تتوسع عاماً بعد عام، حتى أصبحت تضم مختلف الكليات الأساسية بالتخصصات كافة، بالإضافة إلى عددٍ من الكليات الفرعية في مركز بعض المحافظات والمديريات التي تعتبر نواة لجامعات مستقلة في المستقبل، كما سبق وأن انبثقت منها أربع جامعات.وتضمُ الجامعة العديد من المراكز العلمية أهمها:مركز تطوير التعليم الطبي في كلية الطب، مركز الحاسب الآلي، مركز التدريب والدراسات السكانية، مركز الأصول الوراثية في كلية الزراعة، مركز المياه والبيئة، مركز دراسات البيئة، مركز الدراسات والاستشارات الهندسية في كلية الهندسة ومركز التطوير التربوي والنفسي.وتعتزم الجامعة إنشاء مستشفى جامعي تابع لكلية الطب ومبنيين لكليتي الصيدلة والإعلام.وتخطو الجامعة خطوات هادفة من خلال العديد من اتفاقيات التعاون العلمي بين جامعتي صنعاء وأسيوط ومع جامعة محمد الخامس المغربية، وجامعة روما، وكذا عقد العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، وبرامج للتبادل العلمي والتدريب بين جامعة صنعاء والجامعات العربية والأجنبية.كما تمّ خلال العام الحالي فتح مساق الماجستير في كلية الإعلام ـ جامعة صنعاء.[c1]جامعة تعز .. نقلة نوعية كبيرة[/c]حققت جامعة تعز نقلةً نوعيةً كبيرةً منذ افتتاحها في 11 أكتوبر 1995م، في المجالات التنموية، الأكاديمية والإدارية، وتضمُ الجامعة ثمان كليات وستة مراكز علمية وبحثية وفروعاً لكليات التربية والعلوم والآداب في مدينة التربة ومنطقة شرعب.وعن تطوير برامج ومقررات الكليات في الجامعة فهناك جهود تطويرية ضمن خطط وبرامج بحسب ما تقتضيه ظروف الواقع والمتغيرات في ميدان العلوم والمعارف واحتياجات التنمية، وقد بادرت جامعة تعز إلى تنظيم ورشة عمل في التقويم الذاتي والاعتماد الأكاديمي بمشاركة مختلف الجامعات اليمنية، وهذا يعني أن تعمل الجامعات على تقويم أنشطتها من خلال مقاييس على مستوى المقرر وعضو هيئة التدريس. كما تنظم جامعة تعز مؤتمرات علمية هادفة إلى خدمة قضايا البيئة والتنمية في المجتمع.أما الدراسات العليا في الجامعة، فقد أصبح للجامعة برنامج للدكتوراه في التربية من أجل تحقيق هدف الجامعة في جانب البحث العلمي، والجامعة تخطو خطوات حقيقية بين الجامعات اليمنية على صعيد تطوير برامجها من خلال العمل بتوصيات عديدة خرجت بها ورشة الاعتماد الأكاديمي التي حققت بها الجامعة مبادرة رائعة.أما المراكز العلمية في الجامعة فهي : مركز البيئة، خدمة المجتمع، مركز اللغات، مركز التدريب والتأهيل، مركز التطوير التربوي، التعليم عن بعد، مراكز الحاسوب وتقنية المعلومات، وهذه المراكز تقدم خدمات على شكل دورات تدريبية قصيرة وبرامج دراسية وتوصيات لأجهزة السلطة المحلية والوزارات.[c1]جامعة حضرموت .. خصوصية علمية متميزة[/c]أُنشئت جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا في ظل الوحدة اليمنية المباركة، وتـعد إنجازاً وطنياً في مسيرة التقدم العلمي، وقد صدر القرار الجمهوري رقم (45) لعام 1993م بإنشاء جامعة حضرموت، ثمّ القرار الجمهوري رقم (18) لعام 1991م بقانون الجامعات اليمنية الحكومية، ومنها جامعة حضرموت.