- يذكر مؤلف كتاب التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (علي عشماوي) عدة حقائق وأفكار عن جماعة الإخوان المسلمين خلال تاريخهم الممتد من عشرينيات القرن الماضي حتى يومنا هذه وأهم ما لفت انتباهي تطرقه لقضية هامة من أفكارهم وقفت عندها كثيرا وآثرت أن أكتب فيها مقالا كوني اكتويت بنارها كثيرا خاصة منهم أو ممن يتبعونهم أو يطبلون لهم أو اغتروا بفكرهم واتجاههم وبقدرتهم على قيادة المستقبل.. هذه القضية تنحصر في ( أسلوبهم في تلفيق التهم والاتهامات على الآخرِ) سواء كان هذا الآخر عضواً منشقاً منهم (كحال مؤلف الكتاب ) أو ممن يعادي فكرهم ويفضحهم دائما وأبدا على الملأ (وهم كثير وأنا أحدهم).. فيقول مؤلف الكتاب في هذا الجانب (خلال محاكمة (سيد قطب ويوسف حواش وعلي عشماوي في تلك الحقبة ) شارحاً بعض الأحداث والصفات التي دائما يتصف بها الإخوان على مدار تاريخهم في كتابه (التاريخ السري لحركة الإخوان ):-((وقد أُشيع عني أني كنت ضابطا مندسا في الحركة ومع هذا لم أحاول حتى مجرد محاولة أن أبرئ نفسي أمام الأخوان، لأن الإخوان بطبيعتهم يحبون أن يتهموا بعضهم بعضاً بالخيانة والعمالة، فإذا أردت أن تقول لهم إنهذا لم يحدث زادوا في الأمر وقالوا إنك عميل للمباحث، تقول لهم: لا .. يقولون: إذن فأنت في المخابرات، تنفي ذلك فيقولون: إذن أنت عميل للأمريكان .. المهم أن تظل عميلاً لأحد، فهم لن يرضوا بعد ذلك حتى يصدقوا أنفسهم ويصدقوا ما يحلو لهم من الأقاويل)).- قصتي معهم لا تختلف كثيرا عن الأستاذ عشماوي غير أني لاقيت مثل هذه الاتهامات منهم وممن هو دائم الاستماع إليهم ومعجب بأفكارهم ومسحور بألسنتهم ومتبلد أمام شاشتهم وعند منظريهم، ففي البداية انهالوا علينا جميعا ممن يخالفونهم الرؤية والفتنة والانقلابات هنا وهناك بقولهم (بلاطجة) وعندما وجدوا أن مثل هذه الشتائم والاتهامات ليست ذات جدوى انتقلوا إلى مستويات أعلى وبتحريض من كبرائهم وسادتهم فأصبحنا (مرتزقة) ثم (أبو ألفين في إشارة للمبلغ المالي الذي نتقاضاه من هذه الجهة أو تلك) ثم (رافضة) ولكن كل هذه لم تؤت ثمارها على الأقل علينا نحن الذين لم نتخذهم يوما ظهيرًا أو أئمة أو سادة كون أسلوب المقاطعة الذي ينتهجونه لمن معهم وخرج عن ملتهم سيعطي ثماره لأن جميع أصدقائه كان من نفس البيئة وسيجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة خاصة بعد أن تتلطخ لسانه وفمه بأعراض هؤلاء وهؤلاء وسيكون محل شك وخوف من الآخر.. ثم بعد ذلك انتهجوا نهجا أكثر صرامة وقوة معنا بعد أن وجدوا أن أساليبهم القديمة لم تنجح فاصبغوا علينا صبغة (أمن قومي) يشتغل بمال ومدرب على أحدث الأفكار والأعمال أو (استخبارات عسكرية أو مدنية ) ولكن كل هذه كانت تذهب أدراج الرياح فنحن لدينا قضية ومستقلون بفكرنا ونهجنا ورؤيتنا والأهم أن عقولنا تابعة لنا وليست لغيرنا، فوصلوا في الأخير لاتهامي بما اتهموا به الأستاذ عشماوي قبل 40عاما تقريبا بأنه عميل للأمريكان وعضو في (CIA) وكالة الاستخبارات الأمريكية مما يضعنا أمام فكر متجمد ومحفوظ يتم تناقله كما أنزله لهم (حسن البنا والسيد قطب والهضيبي وغيرهم من أئمتهم السابقين).فإلى متى سيظل هؤلاء حبيسي أفكار قديمة متشددة جامدة حتى في أسلوب الحديث والخطاب والحوار مع الآخر.. فقد وصل اتهامهم إياي بأني عميل للأمريكان في وقت أني لست أكثر من دكتور صيدلي ومغترب في أرض الحرمين أبحث عن لقمة عيشي بما أمرني إياه ربي وكل همي وأملي أن أجد يمن الإيمان وأجد الدول العربية متحابة يسودها الأمن والأمان والعدالة . - استطاع الإخوان أن يخلقوا من مناصريهم عقولاً كأكياس البلاستيك يمكن أن تضع فيها شيئاً طيباً ويمكنك أن تملأها بنفايات وزبالات ثم ترميها في الأخير إلى مكب النفايات وللأسف أتخذ الأخوان من الطريقة الثانية منهجا للتعامل مع أتباعهم في التخاطب مع عقولهم ثم توجيههم لينشروا ثقافتهم قبل أن يتخلوا عنهم عند أول مؤتمر للتفاهم أو للتقارب أو للتصالح مع أعداء الأمس أولياء اليوم.. والتاريخ يحدثنا بذلك .[c1][email protected][/c]
|
آراء
ثقافة الاتهام عند الإخوان المسلمين
أخبار متعلقة