تشهد عدن اليوم السبت 12/ 5/ 2012م ولادة هامة جدا تتمثل في إعلان التكتل الجنوبي الديمقراطي الموحد وهو كيان يضم في عضويته الكثير من القوى والمكونات والشخصيات السياسية الجنوبية.لا يختلف اثنان في أن الثقافة التي غرست في مجمعنا الجنوبي خلال سنوات ما بعد الاستقلال كانت تقوم على إلغاء الآخر، فكرا وحتى وجودا، دفعنا نتيجة لها ثمنا باهظا أرهق مجتمعنا وافقده كثيراً من الطاقات وأوصلنا إلى الوضع البائس الذي نعانيه اليوم، ونحن لا نتناول ذلك من قبيل جلد الذات ولكن الاعتراف بالخطأ يشكل نصف الحل، كما يقولون.هذه الثقافة الاقصائية فرضتها ظروف اكبر من محلية فهي جزء من سمات عصر صراع الأقطاب التي كانت بلادنا احد ميادينها خلال سنوات الحرب الباردة، وقد ورثت كثير من النخب الجنوبية هذه الثقافة الأمر الذي جعل وحدة الجنوبيين على قاعدة القبول بالآخر أمرا في غاية الصعوبة.وطوال سنوات ما بعد 7/7/ 1994م عانى أبناء الجنوب مختلف صنوف القهر والإذلال حتى ولد المارد الجنوبي (الحراك السلمي) الذي فرض القضية الجنوبية على سلطة صنعاء وهي في عز جبروتها، لكنه وبسبب ثقافة عدم قبول الآخر تأثر سلبا بالثقافة الاقصائية البائسة وبالرغم من ذلك لا زال القوة الأبرز في الساحة الجنوبية. بولادة هذا التكتل الجنوبي الذي تشهده عدن يعلن أبناء الجنوب نهاية عهد (أنا ومن بعدي الطوفان) وولادة ثقافة التنوع في إطار وحدة الصف، ثقافة القبول بالآخر.أن هذا التكتل يحمل أكثر من رسالة لأكثر من طرف، وهي أن الجنوب ودع ثقافة الصراع وهو بذلك يفوت الفرصة على المشككين في قدرة الجنوبيين على التعايش في إطار التنوع ومن جهة أخرى يرسل للعالم رسالة بإدراكه لثقافة العصر القائمة على التعاون من اجل البقاء ليضمن تحقيق مصالحه والسماح لمصالح الآخرين بالدوران.مرحبا بالتكتل الجنوبي الديمقراطي الموحد فاتحا ذراعيه للأطراف الجنوبية الأخرى المؤمنة بحل القضية الجنوبية بين خياري الاستقلال المباشر أو من خلال فيدرالية مشروطة باستفتاء الجنوبيين بعد (3 إلى 5) سنوات، وفي كل حال فإن الجنوبيين هم من يقرر ذلك الأمر دون وصايات جلبت لهم الخراب.
|
آراء
زراعة لثقافة قبول الآخر
أخبار متعلقة