ينتابنا كيمنيين شعور بالقلق والتوتر من المستقبل المجهول الذي ننتظره في ضوء المرحلة الانتقالية التي نعيشها وما ستحققه من انجازات تعكس تطلعاتنا وآمالنا المستقبلية.وللتخفيف من ذلك القلق والتوتر لا بد من بلورة رؤية إستراتيجية واضحة المعالم تنطلق من رؤية اليمن كما يجب أن يكون بعد عامين( 2014) لا كما هو في الواقع الحالي بحيث تتبنى هذه الرؤية طموحاً مشتركاً يتقاسمه اليمنيون وتعكس الأمل والطموح وتتجه نحو المستقبل، وهنا تتجه الأنظار صوب الرئيس هادي كونه المعني ببلورة هذه الرؤية باعتباره من يحكم اليمن وهو صاحب القرار الأول والأخير في البلد.ولكن قبل وضع هذه الرؤية موضع التنفيذ، على الرئيس هادي أن يسأل نفسه هذه الأسئلة: كيف نريد أن تكون اليمن بعد عامين..؟ ما الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن..؟ ماذا يجب أن نعمل حتى نحقق ما نريد..؟ كم نحتاج من الوقت والمال..؟ هل طموحاتنا واقعية..؟ هذه الأسئلة بالتأكيد ستقود الرئيس هادي إلى معرفة التخطيط الاستراتيجي بعمق من حيث المفهوم والدلالات بما فيه من رؤية ورسالة وقيم وصولا إلى تحليل وتشخيص الواقع الحالي والمستقبل المنشود، وبعد أن تتبلور لديه الرؤية الإستراتيجية عليه أن يتمسك بها ويدافع عنها بقوة إيمانا منه بأنه يرى في المستقبل ما لا يراه غيره وأن رؤيته ستتكلل بالنجاح وفي الوقت نفسه عليه أن يتقبل الانتقاد وان يكون مستعدا للدفاع عن رؤيته وتذليل الصعاب التي من الممكن أن تعترض تنفيذها كما أن عليه أن يختار قيادات ذات كفاءة عالية تساعده في ذلك.بعدها عليه الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تشخيص الوضع الراهن من جوانب قوة وضعف وفرص ومهددات ومن خلال التحليل ستتضح الرؤية أكثر وستجعله أكثر تمسكا بها.بعدها يستطيع أن يقول للحكومة وللشعب اليمني وللجهات الداعمة هذه رؤيتي..أريد تنفيذها بالصورة الآتية.. خلال فترة زمنية محددة .. وهذا فريق العمل.. وهذا ما نتوقعه بعد التنفيذ (بمعنى هذه صورة النجاح) وما ينقصنا فقط هو التمويل...وأي متطلبات أخرى للتنفيذ ومازالت غير متوفرة.حينها عليه أن يضع الواقع الحالي في كفه الأيمن والمستقبل المنشود في كفه الآخر ومن خلال حجم ونوع الفجوة يبدأ بصياغة الأهداف الإستراتيجية لردم الفجوة بين الوضع الحالي والمنشود شيئا فشيئا وصولا إلى تحقيق الرؤية الإستراتيجية لليمن2014.إن شعور اليمنيين بمختلف شرائحهم بوجود رؤية مستقبلية بالتأكيد ستجعلهم أكثر انتماء لليمن الواحد أرضا وإنسانا كما ستتضح لديهم الصورة أكثر لمعرفة الجوانب ذات الأولوية لتوجيه جهودهم وطاقاتهم إليها.إن الرؤية الإستراتيجية الشاملة تعتبر الحجر الأساس لتبني التخطيط الاستراتيجي في بناء اليمن الحديث فهي تعبر عن المستقبل المنشود وتصف كيف يبدو النجاح بل وتحمل في طياتها البعدين الداخلي والخارجي ففي البعد الخارجي تنظر كيف سيتحسن أو يتغير العالم الخارجي إذا حققت اليمن رؤيتها وفي البعد الداخلي تنظر كيف سيبدو النجاح في اليمن من الداخل عندما تتحقق الرؤية الإستراتيجية.[c1]* باحث ومدرب في التخطيط الاستراتيجي[/c]
|
آراء
الرؤية الاستراتيجية والرئـيـس هــادي
أخبار متعلقة