صنعاء / سبأ:أكدت الجمهورية اليمنية أهمية انعقاد القمة العربية في ظل التحولات التاريخية التي شهدتها العديد من الدول العربية.وقالت كلمة اليمن التي ألقاها وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي رئيس وفد بلادنا للقمة العربية الـ23 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد أمس «يأتي انعقاد هذه القمة في ظل تحولات تاريخية شهدتها العديد من الدول العربية وشاركت فيها فئات مجتمعية مختلفة وقوى سياسية واسعة وجميعها تطالب بالحرية والعدالة والمساواة وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ولا شك أن الشباب يمثل العنصر الأبرز في تلك الأحداث ونحن من هنا نهنئ شعوب امتنا العربية بما تحقق من تغيير وما سيتحقق إن شاء الله من إصلاح يلبي طموحاته».وأضاف «لقد أخذت تلك الأحداث مسارات عدة طبقا لخصوصيات كل بلد وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية فأخذت الأحداث في بعض الأقطار مسارات العنف وإراقة الدماء ونهايات دراماتيكية بينما أخذت الأحداث في البعض منحى سلمياً كما حدث في اليمن التي عاشت عاما كاملا من الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات ».وتابع الدكتور القربي قائلاً» وعلى الرغم من أن الكثيرين كانوا يراهنون على انفجار الأوضاع في اليمن نظرا لطبيعة بنيانها الاجتماعي القبلي ولامتلاك الشعب اليمني للسلاح إلا أن اليمنيين كعادتهم أدهشوا العالم بطريقة معالجتهم لازمتهم السياسية معتمدين على ارثهم الحضاري وحكمتهم التي عرفوا بها عبر التاريخ وأشاد بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه « الإيمان يمان والحكمة يمانية » فكان أن اتفقت الأطراف على ضرورة الخروج من أزمتهم بأقل الخسائر وحققت الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة انطلاقا من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي توافقت عليها الأطراف السياسية وبرعاية إقليمية ودولية أسهمت فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول مجلس التعاون والأمم المتحدة وبذلك قدمت اليمن نموذجا يحتذى في حل الأزمات السياسية سلميا وبما يحافظ على مصالح الوطن العليا».وأشار إلى أنه يجري حالياً الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني بمشاركة كل القوى والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني دون استثناء لأي طرف كما سيشارك فيه الشباب الذين قادوا مسيرة التغيير وحركوا المياه الراكدة .. مبينا أن المؤتمر سيناقش كافة القضايا الوطنية التي كانت وقودا للازمة السياسية وكذلك تعديل الدستور وتحديد نظام الحكم وطبيعة النظام السياسي.وعبر الدكتور القربي عن شكر حكومة وشعب الجمهورية اليمنية للأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وكذا الأصدقاء الذين أسهموا في حل الأزمة.ونقل وزير الخارجية تحيات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وتمنياته للقمة التوفيق والنجاح في أعمالها.وفيما يلي نص الكلمة :الحضور جميعا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شرفت بان ارأس وفد الجمهورية اليمنية إلى هذه القمة التاريخية وان انقل إليكم تحيات فخامة الأخ المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وتمنياته للقمة التوفيق والنجاح في أعمالها كما أتقدم باسم وفد الجمهورية اليمنية بعظيم الامتنان لجمهورية العراق لاستضافتها هذه القمة العربية مقدرا لكم هذا التنظيم الرائع ومعبرا عن الشكر بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وكم نحن سعداء أن تنعقد القمة في بغداد عاصمة الرشيد ومهد الحضارات ورافد العروبة وأهنئكم على تسلم رئاسة القمة الثالثة والعشرين وكلنا ثقة بأنكم إن شاء الله قادرون على تحقيق الأحلام إلى واقع كما أود في هذا المقام أن أتوجه بالشكر للأمين العام الدكتور نبيل العربي والأمانة العامة ووزارة الخارجية العراقية على جهودهم المشكورة في الإعداد والتحضير لهذه القمة وتوفير المناخات الملائمة لنجاحها .يأتي انعقاد هذه القمة في ظل تحولات تاريخية شهدتها العديد من الدول العربية وشارك فيها فئات مجتمعية مختلفة وقوى سياسية واسعة وجميعها تطالب بالحرية والعدالة والمساواة وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ولا شك في أن الشباب يمثل العنصر الأبرز في تلك الإحداث ونحن من هنا نهنئ شعوب امتنا العربية بما تحقق من تغيير وما سيتحقق إن شاء الله من إصلاح يلبي طموحاتها.لقد أخذت تلك الإحداث مسارات عدة طبقا لخصوصيات كل بلد وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية فأخذت الإحداث في بعض الأقطار مسارات العنف وإراقة الدماء ونهايات دراماتيكية بينما أخذت الأحداث في البعض منحى سلمياً كما حدث في اليمن التي عاشت عاما كاملا من الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات وعلى الرغم من أن الكثيرين كانوا يراهنون على انفجار للأوضاع في اليمن نظرا لطبيعة بنيانها الاجتماعي القبلي ولامتلاك الشعب اليمني للسلاح إلا أن اليمنيين كعادتهم أدهشوا العالم بطريقة معالجتهم لازمتهم السياسية معتمدين على ارثهم الحضاري وحكمتهم التي عرفوا بها عبر التاريخ وأشاد بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه « الإيمان يمان والحكمة يمانية » فكان أن اتفقت الأطراف على ضرورة الخروج من أزمتهم بأقل الخسائر وحققت الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة انطلاقا من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والذي توافقت عليه الأطراف السياسية وبرعاية إقليمية ودولية أسهمت فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وبذلك قدمت اليمن نموذجا يحتذى في حل الأزمات السياسية سلميا وبما يحافظ على مصالح الوطن العليا.وتنفيذا لهذه المبادرة أجريت انتخابات رئاسية مبكرة كانت نسبة المشاركة فيها تزيد على ستين في المائة من المسجلين وتم انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة توافق وطني وذلك لفترة انتقالية تمتد لعامين ويجري حاليا التحضير والإعداد لعقد مؤتمر للحوار الوطني وهو من أهم بنود المبادرة تشارك فيه كل القوى والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني دون استثناء لأي طرف كما سيشارك فيه الشباب الذين قادوا مسيرة التغيير وحركوا المياه الراكدة .وسيناقش المؤتمر كافة القضايا الوطنية التي كانت وقودا للازمة السياسية وكذلك تعديل الدستور وتحديد نظام الحكم وطبيعة النظام السياسي ونحن على ثقة بأن القيادات السياسية ستتعامل مع كل القضايا بنفس روح المسؤولية التي حققت النجاح في المرحلة الأولى من المرحلة الانتقالية وان الأشقاء والأصدقاء سيقفون مع اليمن خلال العامين القادمين لدعم الحلول السياسية المطلوبة بالإضافة إلى تقديم الدعم التنموي والاقتصادي حتى تتمكن اليمن من معالجة قضايا الفقر والبطالة وتوفير الخدمات للمواطنين وهي القضايا التي كانت سببا من أسباب الأزمة السياسية .وهنا أود أن أسجل شكر حكومة وشعب الجمهورية اليمنية إلى الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والى الأصدقاء الذين أسهموا في حل الأزمة. أن ما تمر به سوريا العزيزة علينا جميعا من ظروف دقيقة ومأساوية يحتم توحيد وتكثيف جهود المجموعة العربية مع المجتمع الدولي من خلال مبادرة واضحة ومحددة الأهداف والتزمين وآلية التنفيذ والمتابعة وذلك لمنع إهدار المزيد من الدم السوري العزيز علينا ووضع نهاية سريعة له من خلال وقف استعمال القوة المفرطة والعنف المضاد وبصورة فورية وإلزام كافة الأطراف بالتعامل الايجابي مع الجهود العربية والدولية واعتماد الحوار طريقاً لإيجاد الحل السياسي الذي يحفظ لسوريا وحدتها وأمنها وسلامة أراضيها وبما يحقق للشعب السوري طموحاته في الحرية والتغيير وصياغة المستقبل الذي يريد .أن التحولات التي نراها في منطقتنا العربية تحتم علينا إعادة النظر في أسلوب وآليات العمل العربي المشترك ودور دولنا فيه وفي مقدمته دور الجامعة العربية وضرورة إعادة هيكلتها وتعزيز دورها في حماية الأمن القومي العربي وتفعيل قدراتها لحل الأزمات التي تقع داخل الدول الأعضاء أو بين الدول الأعضاء وذلك منعا للتدخلات الخارجية في الشأن العربي وخاصة وان لدينا القدرة المادية والبشرية في تحقيق ذلك وكل ما نحتاجه هو الإرادة السياسية التي حان إحياؤها والتي يجب أن تأتي تلبية للزخم في الشارع العربي الداعم للتغيير والإصلاح وهنا في بغداد العروبة تجدد الجمهورية اليمنية الدعوة إلى صياغة جديدة للعمل العربي المشترك الذي يوحد الأمة ويوجه قدراتها لخدمة شعوبها .اكرر الشكر الجزيل للعراق قيادة وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال واسأل الله لنا التوفيق والسداد..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
|
تقارير
اليمن تؤكد أهمية انعقاد القمة العربية في ظل التحولات الجارية في المنطقة العربية
أخبار متعلقة