مدير التربية والتعليم بمديرية صيرة في حديث لـ 14 أكتوبر :
حاوره/محرر الصفحةمرت مدارس محافظة عدن خلال العام الماضي 2011 م بكثير من الأحداث أبرزها تسكين نازحي محافظة أبين فيها وذلك بعد حرب لا تزال الرصاص فيها عنوانا بارزا لحرب الشوارع هناك؛ ومع انطلاقة العام الدراسي الجديد توقفت نحو نصف مدارس محافظة عدن ومديرية صيرة عن العمل بسبب سكن النازحين في فصولها.قضايا كثيرة عصفت بالحياة التعليمية على مستوى محافظة عدن ومديرية صيرة على وجه الخصوص ابرزها توظيفات المعلمين الجديدة التي لم تجد فتاواها المالية صدى إضافة إلى المنهج الدراسي وزيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد ؛ كل ذلك تناولناه في حوارنا مع الأخ عبدالله اليزيدي مدير عام مكتب التربية في مديرية صيرة الذي خرجنا منه بالتالي :[c1]تقييم العملية التعليمية في مدارس المديرية[/c]أوضح الأخ عبدالله اليزيدي في بداية حديثه أن العملية الدراسية تسير وفق خطط وزارية ففي مدارس مديرية صيرة خلال هذا العام وفق القرار الوزاري المحدد ببدء العام الدراسي في مدارس محافظات الجمهورية كافة بذلت جهود من قبل السلطة المحلية في المديرية، ومن قبل إدارة التربية والتعليم، والإدارات المدرسية وأولياء الأمور للبدء في استقرار العملية التربوية التعليمية في عموم مدارس المديرية. مشيرا إلى أن هناك مشاكل واجهتهم خلال هذا العام ، جراء الوضع العام الذي تعيشه اليمن بسبب الأزمة السياسية. [c1]مدارس الطلاب وحكايتها مع النازحين[/c]وعن المشكلة الأساسية التي عطلت الحياة التعليمية في عدن وهي دراما النازحين تحدث مدير عام التربية في صيره قائلا : ( بسبب تواجد الإخوة النازحين (قسرا) من محافظة أبين في العديد من مدارس المحافظة، كان لزامـا علينا إيجاد الحلول لكي يتحصل الطلاب على حصيلة علمية كافية،.. وإن كانت حلولا لا تؤدي الغرض، إلا أن العملية التربوية تسير بالشكل الطبيعي والاعتيادي). [c1]منظمة اليونيسيف[/c]وأضاف :( ونحن نشيد بدور منظمة (اليونيسيف) التي أدت دورا غير عادي، في توفير أجواء مناسبة لاستقرار العملية التربوية التعليمية، وقامت المنظمة بتوفير العديد من أشكال الدعم سواء المادي أو المعنوي، حتى استطعنا أن نقف على أرجلنا.. حيث بدأنا في المدارس التي لا يتواجد فيها الإخوة النازحون، وبصورة متدرجة استطعنا أن نحل مشكلات الطلاب كافة في عموم مدارس مديرية صيرة ) . وأشاد الأخ اليزيدي بوتيرة العمل التعليمي لموظفي وموظفات ومعلمي ومعلمات المدارس في مديرية صيرة إذ قال: ( عندنا في صيرة (11) مدرسة للتعليم الأساسي.. و(4) مدارس للتعليم الثانوي..و كل مدارس صيرة بشكل عام تشتغل بصورة طيبة.. الا أن مشكلاتنا استثنائية ومنها الكثافة الموجودة في الصفوف الدراسية بسبب تواجد النازحين في مدارسنا قد أثرت على العملية التعليمية ، وقد استطعنا بجهود الكل إدارات مدرسية وسلطة محلية بالإضافة إلى منظمة اليونيسيف العالمية تسيير التعليم، والعملية تسير بشكل طيب، الآن سواء من ناحية الخطط المدرسية وإنجازها أو من ناحية استقرار العملية التربوية وفي ما يتعلق بالكتاب المدرسي فهو متوافر بشكل تام، وشامل لكل طالب، ومن ناحية توافر المعلمين، فلا توجد مشكلة في هذا وفي أي مادة دراسية، لذلك نستطيع أن نقول إن تقييمنا للعملية الدراسية والتعليمية في مديرية صيرة خلال المرحلة المنصرمة من بدء العام الدراسي الجديد نسبته جيدة). [c1]أوقات الدوام وتخلفها[/c]وفي رده على سؤالنا حول كيفية توقيت الدوام خصوصـا في ظل التغيير الذي بدأتموه هذا العام في نقل المدارس المتواجد فيها النازحون إلى مدارس أخرى.. هل ستزيدون الوقت أم هناك وقت زمني لعودة هؤلاء الطلاب إلى مدارسهم لاحقاً؟أجاب قائلا : عودة الطلاب إلى مدارسهم مرتبطة بالوضع العام للبلاد ، هناك قضية إنسانية، تتمثل في وجود الإخوة النازحين من محافظة أبين الذين لجأوا إلى محافظة عدن (نازحين قسرا) بسبب ظروف إنسانية أصابت محافظة أبين.. وهذه القضية تتعلق بالدولة المركزية بشكل عام، ومعالجتها يجب أن تكون من المركز أي أنه متى ما تهيأت الظروف لعودة الإخوة النازحين سوف تحل هذه المشكلة، لكننا يجب ألا نجعل هذا السبب يقف حجر عثرة ، أمام تعليم الطلاب ، فهذا شيء غير مقبول نهائيـا، لذلك أوجدنا هذه الحلول، وعلى الرغم من أن صيره تعتبر أقل مديرية من حيث ازدحام الطلاب داخل الصفوف الدراسية؛ إلا أننا نعاني من مشكلة الكثافة في عموم المدارس. من ناحية المقررات الدراسية من حيث ما هو محدد في كل مادة دراسية، فقد تم بالتنسيق مع الإخوة في التوجيه التربوي، والإدارات المدرسية والشعب المدرسية في المدارس، وتم تقليص الجرع الدراسية بما لا يؤثر على المستوى حيث تم استثناء بعض المواد وإن كانت مهمة، ولكنها في الظرف الحالي يجب أن تستثنى جزئيـا مثل مواد الأنشطة المدرسية، وتم تخفيض بعض الحصص الدراسية، بحيث أن المدرسة الواحدة تستطيع أن تستوعب قدرات ثلاث مدارس، فالحصص تم تقليصها من (6) حصص في اليوم إلى (4) حصص دراسية، وهذا يشكل إهدارا للمبنى المدرسي، إهلاكاً للمبنى المدرسي؛ إلا أنـه بعد عودة الأمور إلى نصابها - إن شاء الله - ستقوم الدولة والمنظمات الدولية ببذل جهد من أجل تهيئة المدارس من جديد؛ لأنـه إهلاك من ناحية الأثاث، والحمامات، ومن ناحية استخدام الكهرباء ومن ناحية الساحات وهذا ما يوجب إعادة تأهيل المدارس.[c1]اختلاف هذا العام عن الأعوام السابقة[/c]وأوضح الأخ اليزيدي أن من المشاكل والمعوقات التي تواجههم هذا العام هي النازحون في المدارس من جهة وزيادة الطاقة الاستيعابية في الفصول الدراسية واستيعاب المعلمين الجدد الذين تم توظيفهم مؤخرا، وغالبيتهم موزعون على مدارس لا يداومون فيها بحجة أنـهم لا توجد لديهم أية مستحقات مالية.وقال : ( لولا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلد والمحافظة بشكل خاص، لتمت الاستفادة من المعلمين الجدد، الذين لهم شهرة طيبة جدا، حيث أنـه كان عندنا خطة وتصور أن هناك أعدادا كبيرة جدا، ستصل إلينا وعملنا الخطط اللازمة بالاتفاق مع الإدارات المدرسية، بحيث ينعكس تواجد المعلمين الجدد بشكل إيجابي، على العملية التربوية والتعليمية، ويتم تخفيض نصاب المعلم، وتقليل عدد الطلاب داخل الصف، والاستفادة من المبنى المدرسي وبشكل عام المدارس في المديرية تعمل على فترة واحدة، كانت عندنا النية أن نفتحها على فترتين، بحيث يخفض عدد الطلاب داخل الصف إلى (النصف) حتى يستطيع المعلم أن يجد وقتا مناسبـا وطريقة مناسبة، وجوا مناسبـا لتقديم حصة دراسية ناجحة؛ لأنـه كلما قل العدد كلما استطاع المعلم أن يبذل جهدا أكبر ويركز بشكل أفضل، لكن الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن كما أن المعلمين الجدد يشكلون رافدا مهمـا؛ ونحن في إدارة التربية والتعليم بالمديرية نتعامل مع بشر، لا نتعامل مع ملفات، وطاقمنا التدريسي غالبيتهم من الإناث، والإناث مشكلاتهن كثيرة من حمل وولادة ومرض وكبر سن.. الخ، والمعلمون الجدد سيوفرون لنا رافدا مهمـا، في تغطية بعض المشكلات التي قد تظهر لنا بين الحين والآخر؛ ونأمل أنـه تعو الأمور إلى وضعها الطبيعي).وعن المعلمين الجدد قال: إنهم يباشرون عملهم من دون استثناء،إلا أن هناك بعض الزملاء منقطعون لم يباشروا عملهم وهم مدونة لدينا أسماؤهم.وعن الفتوى المالية للمدرسين الجدد وهم يؤدون عملهم دون مستحقات .. قال: نحن متعاطفون معهم؛ لأن فيهم أبناءنا وإخواننا يكفيهم إنهم قد صبروا سنوات، تم توظيفهم في ظروف ندركها جميعا، تمر فيها البلد بأزمة سياسية طاحنة، ولكنهم يطالبون بحقوقهم، نحن سنقف معهم) .كما ناشد مدير التربية والتعليم في مديرية صيرة السلطات المعنية في الدولة بضرورة توفير رواتب المعلمين الجدد قائلا: (إن على الدولة توفير الطرق اللازمة للإيفاء بمسؤولياتها تجاههم، لأنـها أصدرت أوامر بتوظيفهم فقد أحضرت الفتوى.. ووزعتهم إلى مواقع أعمالهم.. والمعلمون قاموا بمهامهم.. وعلى الدولة أن تقوم بواجباتها تجاههم.. كيف تقوم الدولة بهذه الواجبات؟، هذا يتم بالاتفاق مع النقابات العامة للمهن التعليمية مع نقابات أو نقابة المعلمين.. فهذه حقوق وليست صدقة، لذلك نحن نتعاطف معهم لأن هؤلاء المعلمين لديهم أُسر؛ لأنـهم بعد التخرج مكثوا (10) سنوات، هناك من تزوج ومن أنجب.. الخ، وأصبحت لديهم مسؤوليات، فلابد من إيجاد حلول، فهذه مشاكل الدولة وأنا باعتقادي أن الدولة ستقوم بمسؤولياتها، قد تتأخر قليلا عن هذه المسؤوليات، ولكنها ستفي بها؛ فكل قرارات التعيين صدرت من جهة رسمية هي وزارة الخدمة.. والفتوى صدرت من وزارة العمل، ونحن في إدارة التربية تسلمنا ملفات هؤلاء الموظفين وقمنا بتوزيعهم وكلفناهم بتأدية مهام، إذا لابد من أن يحصلوا على أجرهم.. لذلك يجب أن يوجد تنسيق ونوع من الضغط من قبل الإخوة في النقابات حتى يستطيع هؤلاء أن يحصلوا على حقوقهم، ونستطيع نحن في المقابل أن نستفيد منهم الاستفادة الكاملة، ومتابعتهم بشكل أفضل.[c1]أعداد الطلاب في مديرية صيرة[/c]وعن أعداد الطلاب بالمديرية قال مدير التربية: (عندنا في مديرية صيرة كما تحدثت سابقا (11) مدرسة في التعليم الأساسي و(4) للتعليم الثانوي، ولدينا في هذه المدارس نحو (11,745) طالبـا وطالبة في التعليم الأساسي ما بين ذكور وإناث و (2963) طالبـا وطالبة في التعليم الثانوي بقسميها العلمي والأدبي ، أي عندنا ما يُقارب (15,000) طالب وطالبة في مدارس المديرية، أضف إلى أن الإخوة النازحين لديهم طلاب ونحن نراعي هذا الجانب، ولا علاقة لنا بسياسة ولا بأي شيء، ومن حق كل طفل سواء من أبين أو من لحج أو من أي محافظة من محافظات الجمهورية أن يتحصل على التعليم، فهو حق كفله له الدستور والقوانين والأنظمة، وقد استوعبنا أكثر من (600) طالب وطالبة من الإخوة النازحين في مدارس المديرية بعضهم بوثائق كاملة وبعضهم قد تنقص عليهم بعض الوثائق نتيجة ظروفهم فقبلناهم بشكل مؤقت حتى يستكملوا وثائقهم، إنـما كقاعدة عامة، نحن نستوعب الأطفال الطلاب كافة، سواء أكانوا من محافظة عدن مديرية صيرة أو من مختلف محافظات الجمهورية أو من الإخوة النازحين من أبين، إذ لا تسمح لنا ضمائرنا ولا يجوز تربويـا ولادستوريـا أن يبقى أي طالب خارج إطار المدرسة.وتطرقنا في سؤالنا عن الخطط البديلة لنقل النازحين من المدارس إلى مبان حكومية خالية كالمعاهد وغيرها لا يوجد عمل فيها بحسب حديث الأستاذ النهاري في تصريحات سابقة فأجاب عن ذلك قائلا:(أنا أتحدث عن صيرة.. لكن الذي أعرف عن مديرية الشيخ عثمان أن مشكلاتهم أكبر، عندهم عددا أكبر من النازحين وقد وجدت بدائل والشرط الوحيد في هذه البدائل يجب ألا تكون قسرية على الإخوة النازحين، يجب أن يكون هناك اقتناع بالتحرك من الموقع الذي هم فيه إلى مواقع أخرى بديلة، يوجد قرار من مجلس الوزراء بأهمية إيجاد المواقع البديلة للمدارس، وليس للنازحين يعني لطلاب المدارس، لو أدى الأمر حتى إلى استئجار بعض المباني وهذا ما تم فعلا في بعض المديريات مثلا في مديرية الشيخ عثمان، تم استئجار مبنى النقل البري ونقل إليه الطلاب.لكن في مديرية صيرة لا توجد هذه المشاكل نهائيـا، لم نقم باستئجار أي مبنى نهائيـا، ونشكر الإخوة في معهد البيحاني للإرشاد؛ على توفيرهم لنا المبنى المدرسي الذي استوعبنا فيه ما كنا نعانيه من مشكلات في بعض المدارس، مشكلة النازحين وإخراجهم من المدارس شيء غير مقبول، وفق قرار مجلس الوزراء، أنـه يتم إيجاد بدائل للطلاب ولو أدى الأمر إلى استئجار مبان.. لكن في صيرة لا نعاني هذه المشكلة البتة). [c1]الامتحانات وخطط سيرها[/c]وفي حديثه عن سير عملية الامتحانات حسب التقويم الوزاري قال إنها لن تكون مركزية لأسباب شرحها قائلا: ( الامتحانات بدأت في 21 يناير 2012م، وهي تختلف عن الأعوام الماضية التي كانت فيها الجداول الامتحانية مركزية والمقررات مركزية، الآن لكل مدرسة ظروفها الخاصة، هناك مدارس بدأت الدراسة فيها بشكل مبكر وظروفها كانت أفضل، وهناك مدارس بدأت فيها الدراسة بشكل متأخر، لكن كقياس يفترض أن تقام في الوقت المحدد له في 21 يناير 2012م، أعطيت حرية للإدارات المدرسية في ما يتعلق بالتنسيق مع التوجيه التربوي بشأن المواضيع الداخلة في الامتحانات، وأُعطيت الحرية للإدارة المدرسية في تحديد جداول الامتحانات، قد يختلف الجدول من مدرسة إلى أخرى، ولكن بشكل عام نحن رتبنا هذا الأمر مع الإدارات المدرسية.