دنيا هانيإن فكرة غسل اليدين قد تبدو عند الكثيرين من السلوكيات والأفعال المهمشة أو تلك التي لا تؤخذ بعين الاعتبار كعامل مهم في نظافة الجسم وبالتالي تجنب الأمراض البكتيرية ..ولذا يجب أن تكون فكرة غسل اليدين نابعة من داخل كل شخص يعرف أهمية أن يقوم بغسل يديه قبل وبعد الأكل او بعد إمساكه أشياء عليها أتربة أو أوساخ وبهذا يتجنب انتقال البكتيريا والعدوى عن طريق يديه التي تعتبر الوسيلة السريعة في انتقال العدوى والأمراض من مكان إلى آخر داخل وخارج المنزل.فالإسلام هو الذي أوصانا بنظافة اليدين والجسد قبل أن يكتشف الغرب أهميتها لكن يعاب على العرب عدم استيعابهم لفكرة وأهمية غسل اليدين وخاصة أننا امة إسلامية ولو رجعنا إلى الكتاب والسنة فسوف نجد أنهما تحدثا كثيراً عن غسل اليدين والنظافة لقوله صلى الله عليه وسلم: «بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده»• والعلماء فسروا وضوء الطعام بغسل اليدين. وأيضاً لقوله: «من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه» والغمر: ريح اللحم وزهومته. وكذا (النظافة من الإيمان).ليأتي بعد ذلك الطب الحديث ويوضح أهمية الماء في عدم انتقال البكتيريا والميكروبات للجسم وعدم إصابته بالتلوث والمرض من خلال دراسات وأبحاث أجراها.إن عدم الاكتراث لأهمية غسل اليدين قبل الطعام أو بعد لمس أشياء من الممكن أن تكون ملوثة يكون سبباً رئيسياً في انتشار الأمراض والتسبب بالإسهال الذي أعتبر لفترة من الفترات مرض قاتل حيث توفي بسببه عدد كبير من الناس خاصة في البلدان النامية والفقيرة. وهناك دراسة تقول إن غسل اليدين بالصابون يمكنه أن يخفض الوفيات التي يسببها الإسهال بمقدار 50 في المائة تقريباً والوفيات الناجمة عن الإصابة بالالتهاب الحاد في الجهاز التنفسي بمقدار 25 في المائة. ويقلل أيضاً من حدوث الأمراض في الجهاز الهضمي بنسبة 31 في المائة.ومن هنا يمكن التفكير في تحويل غسل اليدين بالماء أو الصابون من مجرد أمر غير ذي أهمية إلى سلوك طبيعي يمارسه الناس في منازلهم ومدارسهم وبيئتهم ويتعودوا عليه ما سيسهم في حياة نظيفة وآمنة تقل فيها نسبة الوفيات والأمراض الناجمة عن الإسهال والبكتيريا.وانطلاقا من أهمية هذا السلوك الذي قد يبدو عاديا عند الكثيرين سلط الضوء عليه في كل بلد من خلال اليوم العالمي لغسل اليدين، لزيادة ورفع مستوى الوعي بفوائده. وتثقيف أطفالنا وغرس فوائده في عقولهم وتوعيتهم بأهمية أن يقوموا بغسل أيديهم حتى يحافظوا على نظافة أجسامهم ويتجنبوا التعرض لأي أمراض معدية.وتعتبر منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع اليونيسيف والوكالة الأمريكية للإنماء الدولي إلى جانب مراكز الوقاية من الأمراض والبنك الدولي وشركات خاصة هي من أقرت يوم الخامس عشر من أكتوبر ليكون اليوم العالمي لغسل اليدين وتحتفل به مع سائر البلدان العربية والعالمية من أجل التوعية بأهمية وفوائد غسل اليدين بالصابون. ومن اجل ذلك تقوم بحملات شاملة بهدف الوقاية والحماية من مخاطر انتشار الأمراض والعدوى الناجمة عن عدم غسل اليدين. ختاما أن غسل اليدين لا يفيد في علاج المرض أو التخلص من البكتيريا والميكروبات وإنما يعمل على التقليل والحد من انتشارها أكثر ولكن دائماً نقول إن الوقاية خير من العلاج.
غسل اليدين سلوك إسلامي وثقافة عالمية
أخبار متعلقة